مؤيدو النظام في اللاذقية يشكون الظلام وساعة الكهرباء الوحيدة: لم نعد نستطيع الاحتمال
في 15 كانون الأول، خرج عشرات الموالين المؤيدين للنظام في […]
18 يناير 2017
في 15 كانون الأول، خرج عشرات الموالين المؤيدين للنظام في مظاهرات احتجاجاً على زيادة ساعات انقطاع الكهرباء في مدينة اللاذقية، شمال غرب سوريا.
وخلال الشهور الخمسة الماضية، عاش أهالي المدينة الساحلية في ظلام لمدة 23ساعة في اليوم، وفق ما قالت أم جعفر، من أهالي اللاذقية والتي شاهدت مظاهرات يوم الأحد، دون أن تشارك فيها، لمراسلة سوريا على طول، نورا الحوراني.
وقالت “تأتينا الكهرباء ساعة واحدة خلال الـ24 ساعة للأسف، وهذا ينطبق على جميع الأحياء سواءً كانت أحياء موالية أو معارضة للنظام”.
ويعود سبب انقطاع الكهرباء إلى النقص العام في النفط الخام والأضرار التي تلحق بالمحطات والشبكات الكهربائية. ففي 9 كانون الأول، فجّر تنظيم الدولة معملا للغاز في ريف حمص الشرقي، والذي يغذي محطات محافظة اللاذقية.
وحين تدق “الساعة الذهبية” للكهرباء، يهرع الناس لشحن أجهزتهم الخلوية وإلى تشغيل مضخات المياه لرفع الماء، وغسل الملابس، حسب ما وصفت أم جعفر، مضيفةً “أصبحنا نعيش في طريقة بدائية”.
وعند سؤالها عن المظاهرات، بيّنت أم جعفر أن الناس سئمت الوضع وبدأت تصرِح بمعاناتها “لأنها لم تعد تستطيع الاحتمال أكثر”.
ونقلت وكالة أنباء سانا عن وزير الكهرباء المهندس، محمد زهير خربوطلي القول، في 12 كانون الأول أن “التحديات التي تواجهها الوزارة لتأمين التيار الكهربائي للمواطنين كبيرة بسبب الاعتداءات الممنهجة والمخططة من قبل التنظيمات الإرهابية لتدمير البنى التحتية للدولة السورية”.
وقالت أم جعفر “رغم وعود الحكومة غير المتناهية، بتحسين الأوضاع، إلا أن ساعات انقطاع الكهرباء ما تزال في ارتفاع مستمر”.
وأضافت “في الواقع نحن تحملنا كثيراً كوننا مؤيدين للنظام، كل بيت قدم شهيدا أو شهيدين واعتبرنا أن هذا التحمل هو جزء من التضحية في سبيل الوطن، وتلقينا الوعود تلو الوعود من الحكومة بتحسن الأوضاع المعيشية على الأقل، ولكن الأوضاع بتدهور مستمر”.
- أم جعفر، من أهالي اللاذقية وتسكن في حي الزراعة أحد الاحياء الموالية، وشهدت مظاهرات يوم الأحد
كم عدد الساعات التي تأتي فيها الكهرباء؟ وهل هذا ينطبق على جميع الأحياء في مدينة اللاذقية؟
تأتي الكهرباء ساعة واحدة خلال الـ24 ساعة للأسف، والوضع واحد في جميع الأحياء سواءً في الأحياء الموالية أو المعارضة للنظام، وهناك بعض الأحياء المخالفة (العشوائية) التي يسكنها الفقراء قد لا ترى النور أبداً بسبب الأعطال وشبكات الكهرباء السيئة في تلك المناطق المسحوقة.
نشرت مديرية كهرباء اللاذقية هذه الصورة لوزير الكهرباء، الأحد، وهو يرفع بإصبعي السبابة والوسطى، خارج مبنى المديرية. وعلقت “من وسط الثلوج، من تحت الصقيع، قالها وزيرنا، لا لم يقلها بل أشار بإصبعيه الرقيقتين، إنها ليست إشارة النصر؛ بل إنها ساعتان، نعم ساعتان (من الكهرباء) باليوم، ساعتان تكفيك”.
حقوق نشر الصورة لـ مديرية كهرباء اللاذقية.
تواردت أنباء عن أن المظاهرة التي خرجت في المدينة ونددت بواقع الكهرباء كانت ولأول مرة ذات غالبية من الشبيحة والمحسوبين على النظام، برأيك ما الذي دعاهم للخروج عن صمتهم؟
في الواقع نحن تحملنا كثيراً كوننا مؤيدين للنظام، ولطالما تجاوزنا عن أخطاء كثيرة ووقفنا بجانب الجيش والوطن، واعتبرنا أن هذا التحمل هو جزء من التضحية في سبيل الوطن، وتلقينا الوعود تلو الوعود من الحكومة بتحسن الأوضاع المعيشية على الأقل، ولكن الأوضاع بتدهور مستمر.
الناس خرجت لأنها لم تعد تستطيع الاحتمال أكثر، كل بيت قدم شهيدا أو شهيدين، هناك عوائل لديها 5 شهداء وكل هذه التضحيات ولانرى مقابل، للأسف منذ خمس سنين ونحن نسمع كلاماً معسولاً من الحكومة، كانت الكهرباء تأتي 8 ساعات وبعدها أصبحت 4 ثم 3. الآن ساعة واحدة منذ 5 أشهر، وحتى الآن وهم يحاولون إخفاء استياء الناس ويكذبون خروج المظاهرة التي خرجت في 15 /1.
(خرجت مظاهرة في مدينة اللاذقية للعشرات أمام مديرية اللاذقية في 15/1 احتجاجاً على زيادة ساعات تقنين الكهرباء، وفق ما ذكر موقع عنب بلدي، وتحدثت صفحة شبكة أخبار اللاذقية، عن المظاهرات أيضاً. وأُزيلت الصور التي توثق المظاهرات من مواقع التواصل الاجتماعي، وفق ما قالت مصادر لسوريا على طول).
يتوارد لأذهان الكثيرين أن الحياة في مدينة اللاذقية حياة طبيعية، ولا يعكر صفوها شيء، ماهو واقع الحياة في المدينة؟
هذا غير صحيح، معاناة الأهالي في المدينة كبيرة. صحيح أنه لا يوجد فيها اشتباكات أو حرب ولكن هناك مناطق خارجة عن سيطرة الدولة. وضع الكهرباء فيها أفضل لأنهم يعملون على المولدات والأمبيرات.
أنا مثلا أبقى ثلاثة أيام او أربع حتى أستطيع أن أنتهي من غسيل الملابس، أقوم بتقسيمها إلى دفعات لأتأقلم مع الكهرباء.
وهناك بعض الناس استغنت عن عدادات (ساعات الكهرباء) نهائياُ فلم يعد لها فائدة، الغاز غير متوفر ويجب أن أسجل بالدور حتى أحصل على جرة غاز، ربما لا يأتي دوري لأشهر. وثمن جرة الغاز 2500 ليرة من الحكومة والبعض يدفع ضعف المبلغ رشاوي للحصول على دور أقرب، أما من التجار سعرها 6000 ليرة .
أصبحنا نعيش في طريقة بدائية وتعودنا على الظلام، في هذه الساعة “الذهبية” كما يطلق عليها كثير من الناس، يتهافت الناس لشحن أجهزتهم الخلوية وإلى تشغيل مضخات المياه لرفع الماء إلى المنازل فالماء ليس بأحسن حال من الكهرباء.
الفقراء الذين لا يستطيعون شراء الغاز أو المازوت المفقودين أصلاً، هم أكثر من يعاني، حيث ترى الطوابير تنتظر بعض الليترات من المازوت، علماً أن ليتر المازوت بـ350 ليرة تقريباً.
نحن نعيش بقدرة الإله، أعلى راتب للموظف 40 ألفا، والعائلة الصغيرة بحاجة إلى 200 ألف لتعيش بتقشف.
الناس استغنت عن الجبنة والبيض واللحمة بسبب غلاء أسعارها. فسعر الـ200 غرام من اللحمة 1100 ليرة سورية.
هل تتوقعين أن يتحسن وضع الكهرباء بعد هذه الاحتجاجات؟ وماهو تبرير وزير الكهرباء أو الحكومة؟
لا أعتقد أن يتحسن الوضع، بالعكس فمنذ أسبوع تقريباً قام تنظيم الدولة الإرهابي بتفجير محطة حيان للغاز بريف حمص الشرقي، وهي من أكبر محطات الغاز التي كانت تقوم بتشغيل محطات توليد الكهرباء.
(في 9 كانون الأول، فجر تنظيم الدولة معمل غاز حيان، في ريف حمص، أكبر معمل إنتاج الغاز في سوريا. وينتج معمل غاز حيان أكثر من ثلاثة مليون متر مكعب من الغاز، يومياً، وفق ما ذكرت الميادين، في اليوم ذاته).
وقد صرح الوزير أن هذا سيؤثر على ساعات تقنين الكهرباء. ولطالما كانت الحجة خلال السنوات الماضية هي سيطرة الإرهابيين على المحطات ومنابع الوقود، وخروجها عن الخدمة، ولكن الحكومة تستطيع أن تؤمن مولدات وتمد المدينة بالأمبيرات، هناك حلول كثيرة.
كما أن تجار الحرب والمنتفعين من هذا الوضع يزيدون الوضع سوءاً، فهم ينتفعون من بيع المولدات والبطاريات على مدار 5 سنوات وتدر لهم أموالا كثيرة.
ترجمة: فاطمة عاشور