مئات العائلات تعود إلى مناطق النظام في شرق إدلب بعد فتح معبر تل طوقان
عاد محمد العمار إلى منزله في ريف إدلب الشرقي، هذا […]
8 مارس 2018
عاد محمد العمار إلى منزله في ريف إدلب الشرقي، هذا الأسبوع، ليجده مظلماً وفارغاً، كان يتجول في منزله لأول مرة منذ شهرين، وينظر حوله ليرى الدمار مستخدمًا ضوء هاتفه النقال.
كانت هناك غرفة واحدة في منزل العمار قد دمرت جراء القصف، وبالرغم من أن بقية غرف المنزل كانت سليمة، ولكن “تمت سرقة ما فيها بالكامل”، على حد تعبيره لسوريا على طول، يوم الاثنين.
غادر الرجل البالغ من العمر ٤٥ عاماً منزله، في قرية أبو الظهور شرق إدلب، في كانون الثاني الماضي مع زوجته وأطفاله الخمسة هرباً من قصف النظام واقتراب هجوم النظام البري الذي يشنه ضد المعارضة.
وفي هذا الأسبوع، كان العمار من بين آلاف النازحين الذين عادوا إلى منازلهم في شرق إدلب الخاضع لسيطرة النظام بعد فتح معبر يؤدي إلى تلك المناطق، يوم الأحد.
وقالت مصادر محلية لسوريا على طول، إن المعبر يبدأ من بلدة تل طوقان، التي تضم نقطة مراقبة وقف إطلاق نار تابعة للقوات المسلحة التركية، وتدير القوات التركية حالياً ست نقاط مراقبة في إدلب وغرب حلب، كجزء من اتفاق خفض التصعيد الذي تم بوساطة إيرانية وروسية في أيار، العام الماضي.
نازحون ينتظرون العودة إلى منازلهم في ريف إدلب الشرقي الخاضع لسيطرة النظام، يوم الاثنين. تصوير: خالد الخلف.
ويشرف مقاتلون من فيلق الشام “على المعبر” في تل طوقان، بحسب ما قاله خالد خلف، وهو صحفي يقيم في شرق إدلب الخاضع لسيطرة المعارضة، لسوريا على طول من خارج المعبر هذا الأسبوع.
وقال الخلف إنه رأى ما يقارب الـ ١٥٠٠ شخص يمرون عبر المعبر في يوم واحد، هذا الأسبوع، ولم يتسن لسوريا على طول التأكد من الرقم بشكل مستقل.
وأوضح خالد أنه يتوجب على النازحين الذين يدخلون عبر نقطة تفتيش المعارضة في تل طوقان، أن يقطعوا مسافة خمسة كيلومترات باتجاه الجنوب الشرقي إلى بلدة تل سلطان، حيث تدير القوات التركية نقطة تفتيش ثانية إلى الغرب من خط المواجهة بين المعارضة والنظام.
وقال العمار “كانت الرحلة طويلة حيث أمضينا ساعات ننتظر التفتيش الأمني”.
وأضاف، أنه عندما وصل إلى الأراضي التي يسيطر عليها النظام، توجب عليه عبور نقطة تفتيش يشرف عليها جنود روس وسوريون، حيث فتشوا جميع السيارات والوثائق.
وأفادت شبكة شام المعارضة، يوم الثلاثاء، أن النظام اعتقل “العديد من الشبان” أثناء محاولتهم العبور إلى مناطق سيطرته، بحسب ما قاله لها بعض الأهالي في شرق إدلب. ولم تتمكن سوريا على طول من التحقق من ذلك بشكل مستقل.
وقال العمار “أنا شخصياً لم أر أي نازح تم اعتقاله”، مضيفاً أنه شاهد رجلين مسنين احتجزوا مؤقتاً للاستجواب ثم أطلق سراحهم.
وقال شاهين أبو مرعي، أحد العائدين إلى بلدة تل الضمان في شرق إدلب، لسوريا على طول أثناء انتظاره عند المعبر يوم الأربعاء “قررت العودة مع زوجتي، لكنني تركت أبنائي [في الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة]”، مضيفا أنه “إذا لم يكن هناك أي اعتقالات لأداء الخدمة العسكرية، سأخبرهم بأن يعودوا”.
الثوار يديرون نقطة تفتيش عند معبر تل طوقان يوم الاثنين. تصوير: خالد الخلف.
ولم يتضح على الفور عدد السكان الذين عادوا إلى المناطق التي يسيطر عليها النظام، في شرق إدلب، منذ فتح المعبر يوم الأحد.
وبحسب تقديرات الخلف، الذي سافر إلى موقع المعبر عدة مرات هذا الأسبوع، فإن ٨٠٠ عائلة تقريباً عادت حتى الآن.
ووصف الخلف مجموعة من العائلات مع “السيارات والجرارات والمواشي وغيرها من المركبات” تنتظر عبور نقطة التفتيش التي تسيطر عليها المعارضة، وتظهر الصور المرسلة إلى سوريا على طول من المعبر مشاهد مشابهة.
وأرسلت سوريا على طول عدة طلبات، منذ الإثنين، إلى المكتب الإعلامي لفيلق الشام للتعليق على فتح المعبر ولمعرفة عدد العائدين، لكنها لم تتلق رداً حتى وقت نشر هذا التقرير.
وقالت وسائل الإعلام الرسمية السورية إن “عشرات العائلات من إدلب وحلب” عادت إلى منازلها، والتي “طهرها الجيش العربي السوري من الإرهابيين”، يوم الأحد، يوم فتح المعبر.
ولم تعلق وسائل الإعلام الرسمية الروسية والتركية بشأن فتح المعبر.
السيارات تنتظر العبور إلى شرق إدلب الخاضع لسيطرة الحكومة في تل طوقان، يوم الاثنين. تصوير: خالد الخلف.
وقال جان إيغلاند، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، في بيان في الأول من شباط، أن ما يقدر بـ٢٧٠ ألف مدني في شرق إدلب وشمال شرق حماة فروا في كانون الأول ٢٠١٧ وكانون الثاني ٢٠١٨ خلال هجوم الجيش السوري المدعوم من روسيا والذي بدأ في كانون الأول ٢٠١٧.
ولجأت العائلات النازحة من ريف إدلب الشرقي، والتي لم تكن قادرة على تحمل تكاليف استئجار منازل في المناطق التي نزحوا إليها، إلى المخيمات العشوائية على طول الحدود السورية التركية شمال المحافظة.
وأمضى العمار الشهرين الماضيين مع عائلته في خيمة نصبت بجانب الطريق الذي يربط مدينة إدلب مع الحدود التركية، وفور سماعه عن فتح المعبر، في وقت سابق من هذا الأسبوع، قام بحزم أغراضه وتوجه مع عائلته إلى منزلهم.
وقال العمار “أشعر بالتوتر بسبب قرار العودة”، لكن سوء الأحوال المعيشية في إدلب، ونقص المساعدات للنازحين، والاقتتال بين قوات المعارضة، دفعته للعودة إلى الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة.
وتابع “لقد عشت في ظل النظام وفي مناطق المعارضة، لم يتغير الوضع حقاً… بصراحة لم نشعر بالحرية، الشيء الوحيد الذي تغير هو من كان يحكمنا”.
وختم قائلا “الآن كل ما أريده هو إصلاح منزلي وأن أعيش وأموت هناك”.
ساهم في إعداد هذا التقرير كل من أليسار نادر، لينا العبد، اسماعيل الجاموس وطارق زيد الحريري.
ترجمة: سما محمد.