مئات الغارات الجوية الجديدة على أحياء حلب المحاصرة تدفع المدنيين لتمني الموت
يقول نشطاء وعناصر الدفاع المدني، في شرق حلب، المحاصرة من […]
17 نوفمبر 2016
يقول نشطاء وعناصر الدفاع المدني، في شرق حلب، المحاصرة من قبل قوات النظام، أن مئات من الغارات الجوية خلال الـ48 ساعة الماضية، ضربت الأحياء المحاصرة مما أسفر عن مقتل العشرات من المدنيين وتدمير حي بأكمله، يوم الأربعاء.
وشنت الطائرات الروسية ما لا يقل عن 200 غارة جوية، في شرق حلب، يوم الأربعاء “مما أسفر عن مقتل 42 شهيدا وأكثر من 82 جريحا”، حسب ما قاله ابراهيم الحاج، مدير المكتب الإعلامي للدفاع المدني في حلب، لسوريا على طول.
وقال محمد الحلبي، ناشط مدني في شرق حلب، لسوريا على طول، أن التصعيد العسكري الذي تشهده الأحياء الشرقية في المدينة يتضمن “عشرات البراميل المتفجرة والغارات الجوية التي ألقيت على المدنيين حيث كانت جميع النقاط المستهدفة احياء سكنية”، وخصوصا الأحياء التي تقع على خط المواجهة في السكري والشعار.
وأضاف “سقطت صواريخ متفجرة على حي الشعار، حي بأكمله دمر، وبنايات سويت بالأرض ومازال الأطفال والنساء والشيوخ تحت الأنقاض عالقين”.
وأظهر تسجيل فيديو نشره الدفاع المدني في حلب، يوم الأربعاء، مدى الدمار الذي لحق بالمباني السكنية في حي السكري، وهو حي يقع جنوبي الشعار شرقي حلب، حيث تحولت المباني إلى أنقاض وركام.
وبحث عناصر الدفاع المدني وسط الركام وحطام المباني المنهارة، التي كان بعضها يحترق، عن الناجين والضحايا العالقين تحت الأنقاض.
وقال ابراهيم الحاج، المتحدث باسم الدفاع المدني في شرق حلب، لسوريا على طول، يوم الأربعاء أن “فرق الدفاع المدني منتشرة في جميع الأحياء الشرقية، جميع العناصر منتشرة على الأرض ولم تتوقف عن العمل منذ ساعات الفجر الأولى، وما يزال عشرات المدنيين تحت الأنقاض”.
في السياق، قال حمزة الخطيب، مدير مستشفى القدس، في حي السكري، لسوريا على طول، أن الأطباء استقبلوا منذ ظهر يوم الأربعاء مالا يقل عن 12 حالة “لديهم إصابات بالرأس والنخاع الشوكي”.
حي السكري، شرق حلب، يوم الأربعاء. تصوير: الدفاع المدني في حلب
وجاءت الضربات الجوية، يوم الأربعاء، بعد يوم واحد من إعلان روسيا عن إطلاق هجوم جوي ضد فصائل المعارضة في سوريا.
من جهته، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، يوم الثلاثاء، أن الضربات الجوية ستستهدف “تنظيم الدولة وجبهة النصرة في محافظات إدلب وحمص”، بما في ذلك مستودعات الأسلحة ومراكز تدريب المسلحين، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الروسية، تاس، في اليوم ذاته.
ولم تذكر وكالة الأنباء تاس، أي معلومات عن قصف شرق حلب المحاصر، خلال اليومين الماضيين، بينما نقلت عن المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، قوله يوم الأربعاء أنه “تم تمديد وقف الضربات الجوية” على شرق حلب المحاصرة من قبل النظام.
ولم تعلق وسائل الإعلام الرسمية السورية حول الغارات الجوية على شرق حلب.
وجاء التصعيد العسكري أيام الثلاثاء والأربعاء في أعقاب أسابيع من الهدوء النسبي في شرق مدينة حلب المحاصرة، حيث تباطأت حملة القصف الجوي الروسية نتيجة لوقف إطلاق نار هش في تشرين الاول.
وعلى أية حال، بدأت حاملة الطائرات الروسية، الاميرال كوزنتسوف، القادرة على حمل ما يصل إلى 40 طائرة، بالتحرك باتجاه سوريا في أواخر تشرين الأول، مما أثار المخاوف من أن القوات الروسية ستشارك في هجوم دموي آخر على شرق حلب.
إلى ذلك، حذر الأمين العام لحلف الناتو، ينس شتولتنبرج، في مؤتمر صحفي عقد مؤخرا من أن السفينة سوف “تدعم العمليات العسكرية في سوريا، الأمر الذي سيزيد المعاناة الإنسانية والوضع الإنساني سوءا في سوريا”.
ومنذ يوم الثلاثاء، شاركت السفينة في القصف المتجدد عبر سوريا، بما في ذلك غارات جوية تركزت على شرق حلب المحاصرة.
وقال السكان الذين يعيشون بعيدا عن الضربات الجوية، يوم الأربعاء، أنه لم يعد بإمكانهم القيام بأي شيء للاستعداد لما هو أسوأ.
وقال مدير دار الأيتام الوحيدة في شرق حلب، والتي تعرضت للقصف من قبل النظام في وقت سابق من هذا الشهر، يوم الأربعاء، أنه ليس لديه أي وسيلة للحفاظ على الدار آمنة من القصف.
وقال أسمر الحلبي، مدير دار الأيتام، لسوريا على طول “لا يوجد أي إجراء فكل الطرق مغلقة في وجهنا سوى أن ننزل الأطفال إلى الملاجئ”.
وقال عبد الله الحلبي، أحد سكان أحياء شرق حلب المحاصرة “المدني في ظل هذا الحصار أصبح يتمنى الموت على أن يبقى في هذا الوضع، فلا شيء أمامه ليفعله سوى انتظار الموت”.
ترجمة: سما محمد