مدة القراءة: 3 دقائق |

مئات المدنيين يغادرون مدينة دوما مع إصرار مقاتلي المعارضة على البقاء


أبريل 3, 2018

أخلى مئات المدنيين المدينة الأخيرة الواقعة تحت سيطرة المعارضة في الغوطة الشرقية، يوم الإثنين، في حين نفى قادة المعارضة تقارير وسائل الإعلام الحكومية بشأن وجود اتفاق ينص على مغادرة المقاتلين.

وغادر حوالي 450 شخصاً مدينة دوما، يوم الإثنين، في قافلة مكونة من ثماني حافلات متجهة إلى منطقة جرابلس التابعة للمعارضة في شمال سوريا، وفقاً لما صرح به ناشطون محليون لسوريا على طول، كما ذكرت وسائل الإعلام التابعة للمعارضة أن جميع الذين تم إجلاؤهم يوم الإثنين هم مرضى ومصابين مدنيين.

ومن جهتها صرحت وسائل الإعلام الرسمية السورية عن عملية الإجلاء يوم الاثنين، لكنها ادعت أن الحافلات كانت تنقل مقاتلين جيش الإسلام وعائلاتهم.

ومدينة دوما هي آخر مدن الغوطة الشرقية الواقعة تحت سيطرة المعارضة، وأدى الهجوم الذي استمر لأكثر من شهر على الجيب التابع للمعارضة والذي أعقبه صفقات التسوية والإخلاء في العديد من المدن والبلدات إلى تطهير الغوطة الشرقية من قوات المعارضة إلى حد كبير.

وصول مدنيي الغوطة الشرقية إلى شمال غرب سوريا يوم الاثنين. تصوير: عبد المنعم عيسى.

واليوم، لا يزال القصف والقتال متوقفاً إلى حد كبير في دوما مع استمرار المفاوضات بين جيش الإسلام والحكومة السورية.

وصرح مسؤولو جيش الإسلام في عدة مناسبات أن الفصيل لن ينظر في أي اتفاق يشترط على إجلاء مقاتليه من دوما، بينما تهدد الحكومة السورية بتجديد الهجمات على المدينة إذا لم يغادر المقاتلون.

وقال بعض قادات ومقاتلي جيش الإسلام ممن تحدثت معهم سوريا على طول، يوم الإثنين، أن عملية الإخلاء الأخيرة شملت الجرحى المدنيين فقط، كما نفوا ما جاء في التقارير الحكومية التي نصت على أن مقاتلي المعارضة غادروا المدينة.

وإلى ذلك، قال قيادي عسكري في جيش الإسلام، طلب عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، لسوريا على طول، يوم الإثنين أن “أي خبر عن خروجنا غير صحيح”.

قوات المعارضة المتناحرة، وإجلاء السلطات المدنية

بينما يصر مقاتلو جيش الإسلام على استمرار رفض أي اتفاق إجلاء، وشهدت اتفاقية منفصلة مغادرة ١١٤٦ مدني ومقاتل في فيلق الرحمن، وهو فصيل معارض آخر في الغوطة الشرقية، مدينة دوما باتجاه محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا، الأحد، وفقاً لما ذكرته وسائل إعلام الحكومة السورية.

وكان المقاتلون الذين غادروا دوما يوم الأحد آخر ما تبقى من قوات فيلق الرحمن في الغوطة الشرقية، وهؤلاء وصلوا إلى دوما في وقت سابق من هذا العام كتعزيزات لجبهات دوما، بحسب ما قاله وائل علوان، الناطق باسم فيلق الرحمن، لسوريا على طول، يوم الاثنين، وأصبحوا محاصرين عندما فصل هجوم النظام منطقة شمال الغوطة الشرقية التي يسيطر عليها جيش الإسلام عن القطاع الأوسط الذي يسيطر عليه الفيلق في١١ آذار.

 

Embed from Getty Images

Syrian government soldiers and journalists in East Ghouta on April 2. Photo by Louai Beshara/Getty Images.


جنود النظام والصحفيين السوريين في الغوطة الشرقية في ٢ نيسان. تصوير: لؤي بشارة..

ووقع فيلق الرحمن اتفاق إجلاء مع الحكومة السورية، في أواخر الشهر الماضي، تضمن مغادرة جميع مقاتلي الفصيل وعائلاتهم القطاع المركزي في الغوطة الشرقية إلى جانب الآلاف من المدنيين.

وقال علوان إن عملية الإجلاء التي تمت يوم الأحد نتجت عن مفاوضات بين فيلق الرحمن والنظام السوري، موضحاً أن جيش الإسلام لم يلعب “أي دور على الإطلاق” في اتفاقية الإجلاء.

وبينما قاتل جيش الإسلام وفيلق الرحمن جنباً إلى جنب قوات النظام، في السابق، فإن الاقتتال الداخلي جمع الطرفين لفترة طويلة بغية السيطرة على الغوطة الشرقية.

وفي حين يحافظ فيلق الرحمن على علاقة وثيقة مع فصائل المعارضة التي تحكم شمال غرب سوريا، بما في ذلك هيئة تحرير الشام، فإن جيش الإسلام لا يفعل الشيء ذاته.

وذكرت مصادر موالية للمعارضة أن عدداً من سكان دوما، بما في ذلك أعضاء في المجلس المحلي للمدينة، وعدد من عناصر الدفاع المدني والنشطاء المحليين، كانوا من بين الـ١١٤٦ شخص الذين غادروا المدينة، يوم الأحد.

وذكرت صحيفة المدن الإلكترونية الموالية للمعارضة أن مغادرة السلطات المدنية جاءت في أعقاب اجتماع، صباح السبت، بين عدة منظمات مجتمع مدني رئيسية وقيادة جيش الإسلام في دوما، حيث طالبت المنظمات بمنح المدنيين خيار الإجلاء.