متحدث باسم المعارضة: عناصر تنظيم الدولة يسلمون آخر جيوبهم في شرق إدلب لفصائل المعارضة
سلم مئات المقاتلين التابعين لتنظيم الدولة في ريف محافظة إدلب […]
14 فبراير 2018
سلم مئات المقاتلين التابعين لتنظيم الدولة في ريف محافظة إدلب الشرقي أنفسهم إلى قوات المعارضة، الثلاثاء، بعد أن سلموا آخر جيوبهم في المنطقة، وفقاً لما ذكره متحدثون باسم المعارضة لسوريا على طول.
وقال ثلاثة من المتحدثين باسم المعارضة أن ما لا يقل عن 400 مقاتل من تنظيم الدولة بينهم عدد غير معروف من الجرحى “سلموا أنفسهم” لفصائل الجيش الحر صباح يوم الثلاثاء بعد أيام من المعارك.
وباستسلام عناصر التنظيم يوم الثلاثاء، انتهت سيطرة تنظيم الدولة على آخر أراضيه المتبقية وسط سوريا، تاركاً الجيب تحت سيطرة الحكومة السورية وسيطرة المعارضة الجزئية.
ولا تزال هناك مناطق صغيرة معزولة تابعة لتنظيم الدولة في سوريا، ولا سيما في الجزء الجنوبي الغربي النائي من محافظة درعا المعروف باسم حوض اليرموك وفي مخيم اليرموك، وهو مخيم سابق للاجئين الفلسطينيين جنوب مدينة دمشق.
وانتشرت حملات عسكرية واسعة النطاق في وقت سابق من قبل الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية السورية المدعومة من قبل الولايات المتحدة لدحر تنظيم الدولة من معظم أراضيه، الواقعة شرق الرقة ودير الزور وأجزاء من محافظات الحسكة العام الماضي، وكانت تلك المناطق تضم العاصمة الفعلية لتنظيم الدولة بالإضافة إلى الصحراء الغنية بالنفط التي كانت مصدراً حيوياً لدخل التنظيم، إلا أنه لايزال هناك مناطق صغيرة ذات كثافة سكانية منخفضة تابعة لتنظيم الدولة شرق سوريا.
مقاتلو الجيش الحر يحملون عنصر من تنظيم الدولة إلى سيارة الإسعاف في إدلب يوم الثلاثاء. صورة من يوتيوب “دحر الغزاة“.
وعلى الرغم من انعدام السيطرة الإقليمية، واسعة النطاق في جميع أنحاء سوريا، إلا أن استمرار الوجود العسكري لتنظيم الدولة شرق إدلب وشمال شرق حماة منذ أواخر عام 2017 أظهر قدرة المجموعة على الاستمرار في الاستيلاء على الأراضي وحيازتها في وسط سوريا.
وجاء مقاتلو تنظيم الدولة الذين ذُكر أنهم استسلموا في إدلب يوم الثلاثاء من عقيربات، وهي منطقة رعوية فارغة إلى حد كبير في محافظة إدلب الشرقية، وكان تنظيم الدولة سيطر قبل أسبوعين على حوالي 400 كيلومتراً مربعاً من الأراضي هناك.
وفي مطلع شهر شباط، استولت القوات الموالية للحكومة المحيطة بمنطقة عقيربات على عشرات البلدات والقرإى من تنظيم الدولة داخل المنطقة، مما دفع عناصر التنظيم إلى التراجع 20 كيلومتراً غرباً باتجاه منطقة المعارضة في جنوب شرق إدلب، وفقاً لبيان تابع للجيش السوري نشرته وكالة الأنباء السورية سانا يوم الجمعة.
وفي إدلب، أطلقت فصائل دحر الغزاة التابعة للمعارضة قذائف مدفعية على مقاتلي تنظيم الدولة إلى أن استسلموا صباح يوم الثلاثاء.
وقال محمد رشيد، المتحدث باسم جيش النصر التابع للجيش السوري الحر، أن شرق إدلب أصبح “خالياً تماماً” من مقاتلي تنظيم الدولة.
وأضاف الرشيد أن غرفة دحر الغزاة “حررت المنطقة” مما تبقى من مقاتلين تابعين لتنظيم الدولة يوم الثلاثاء، مضيفاً ” أنهم حالياً لا يمتلكون أي نقطة جغرافية في هذه المنطقة “.
استسلام مقاتلي تنظيم الدولة في ريف إدلب يوم الثلاثاء. صورة من يوتيوب ” دحر الغزاة“.
وعناصر جيش النصر من بين مجموعة من فصائل المعارضة التي حاربت تنظيم الدولة شرق إدلب خلال الأسبوع الماضي داخل غرفة عمليات عسكرية مشتركة.
ويضم التحالف الذي أطلق عليه “دحر الغزاة” سبعة فصائل من إدلب، من بينها أحرار الشام وجيش إدلب الحر، حيث تم تشكيله في وقت سابق من هذا الشهر لرد الهجوم الحكومي المستمر ضد المعارضة شرق إدلب.
ويذكر أن هيئة تحرير الشام، وهو تحالف إسلامي متشدد يسيطر على معظم محافظة إدلب، شارك في اشتباكات هذا الأسبوع التي جرت في شرق إدلب، على الرغم من أنه ليس جزءاً من غرفة عمليات “دحر الغزاة”.
ولم يتضح بعد ما تعتزم قوات المعارضة القيام به حيال مقاتلي تنظيم الدولة الذين استسلموا في إدلب، وقال أحد المدنيين المتمركزين بالقرب من خط المواجهة أن الأسرى تم أخدهم إلى “مراكز خاصة” للبحث الأمني، على الرغم من أن سوريا على طول لم تتمكن من التحقق من ادعائه على الفور.
ويُظهر شريط فيديو نشر على موقع يوتيوب، يوم الثلاثاء، مجموعة من المقاتلين المستسلمين الذين تجمعوا في بستان زيتون، في حين يقوم مقاتلو فصائل المعارضة بطرح الأسئلة عليهم وتفتيش جيوبهم من الذخائر، وعلى مدار الفيديو الذي حمل شعار “دحر الغزاة” ظهر العشرات من مقاتلي التنظيم بما في ذلك طفلاً واحداً ركبوا على متن شاحنة صغيرة متجهين إلى مكان مجهول.
ترجمة: بتول حجار