3 دقائق قراءة

مجزرة في مستشفى الشفاء بعفرين: ما الذي نعرفه؟

رجح فضل عبد الغني أن يكون النظام من نفذ العملية، كون الدقة متوفرة لديه، وكان هناك هجمات قبل استهداف المستشفى على أحياء المدينة، كما استخدم الهجمات السابقة لتصحيح الإحداثيات.


13 يونيو 2021

عمّان – “فجأة أضاءت الدنيا وسقط السقف، وأصبح الجو مغبراً لدرجة لا تستطيع أن ترى شيئاً”، وصف محمد عبد العظيم، أحد كوادر مستشفى الشفاء في عفرين بمحافظة حلب، لحظة استهداف المسستشفى عند حدود الساعة الخامسة مساء، من يوم أمس السبت.

وفيما أصيب عبد العظيم بجرح صغير في الرأس، كان المشهد مخيفاً في الخارج، كما أضاف لـ”سوريا على طول”، حيث “اختلطت الأشلاء ببعضها”. لاسيما وأن استهداف المستشفى ضمن ما يعرف بـ”الضربة المزودجة”. 

ضربة مزدوجة

وفق استراتيجية الضربة المزدوجة، يكون هدف الضربة اللاحقة للأولى إيقاع خسائر بالمسعفين والمدنيين الذين هرعوا لإنقاذ ضحايا الضربة الأولى.

وكان الهجوم الأول يوم أمس قد استهدف أحياء سكنية في مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة فصائل الجيش الوطني المدعوم من تركيا، ما أسفر عن وقوع ضحايا وجرحى نقلوا إلى مستشفيات المدينة. وبعد قرابة 45 دقيقة، استهدفت صواريخ غراد مستشفى الشفاء وسط المدينة، مخلفة وراءها مجزرة دامية، بلغت حصيلتها حتى الآن 15 قتيلاً و43 مصاباً، بحسب ما أكد، مدير مركز الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) في عفرين، نعيم قاسم.

فبعد الاستهدافات الأولى التي ضربت أحياء المدينة، كما أوضح عبد العظيم، وصلت عدة إصابات إلى قسم الإسعاف في المستشفى، وكذلك سيارات إسعاف تابعة للدفاع المدني السوري. كما تجمع العديد من ذوي وأهالي الجرحى والشهيدين اللذين قتلا نتيجة الضربة الأولى. 

وإضافة إلى مقتل اثنين وإصابة ثلاثة من الكادر الطبي في المستشفى، تسبب الاستهداف بتدمير قسمي الولادة والإسعاف، كما المختبر، بشكل كامل.

“قسد” أم النظام؟

جاء قصف عفرين من المناطق المسيطر عليها من قبل النظام و”قسد” في تل رفعت شمال محافظة حلب. كذلك، يشكل الكرد حالياً نسبة 35% من سكان عفرين المقدر عددهم بما يتراوح بين 400 إلى 500 ألف نسمة. 

مع ذلك، سارعت تركيا إلى توجيه الاتهام إلى “قسد”، إذ اعتبر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في تصريح اليوم، أن “الهجوم الإرهابي على مستشفى الشفاء في عفرين أظهر وحشية وغدر تنظيم “ي ب ك” [وحدات حماية الشعب الكردية، الذراع التي تشكل العمود الفقري لقوات قسد]/ ب ك ك [حزب العمال الكردستاني]”. 

وهو أيضاً ما أيده يوسف الحمود، الناطق باسم الجيش الوطني السوري الذي يسيطر على منطقة عفرين منذ طرد وحدات حماية الشعب منها إثر معركة “غصن زيتون” التي أطلقها الجيش التركي والجيش الوطني في 20 كانون الثاني/يناير 2018.

وقال الحمود لـ”سوريا على طول” إن “العصابات الإرهابية الانفصالية “ب ك ك” و”ب ي د” و”قسد” استهدفت الأحياء السكنية ومشفى الشفاء في مدينة عفرين براجمات الصواريخ عند الساعة 6 و7 مساء أمس من نقطتين: الأولى برج القاص، والثانية منطقة الأحراش شمال قرية جلبل”، مؤكداً أن “النقطتين تقعان تحت سيطرة  مليشيا “ب ك ك” و”ب و د” الارهابية”.

رداً على هذه الاتهامات، نفت “قسد” على لسان قائدها العام، مظلوم عبدي، أي مسؤولية عن عن “الهجوم المأساوي على مستشفى عفرين أو تورط فيه”، كما جاء في منشور لعبدي على صفحته على “فيسبوك”، معبراً عن “الحزن الشديد لفقدان الأرواح البريئة”، وإدانة “الهجوم بدون تحفظ”، وأن “استهداف المستشفيات هو انتهاك للقانون الدولي”.

لكن المحلل العسكري والاستراتيجي السوري، أحمد حمادة، اعتبر أن “المستفيد من الفوضى والقتل هو منظومة الإجرام الأسدي-القسدي ليقولوا بأن المنطقة لم تنعم بالأمن”. مضيفاً لـ”سوريا على طول” أن “الأسلوب الذي ينفذه النظام [الضربة المزدوجة] تكرره “قسد”، وهناك ترابط بين قسد وأسد في عدوانهم، وهما متداخلان في المنطقة، وهناك نقاط مشتركة في تل رفعت”.

في المقابل، اعتبر قاسم أن انطلاق الاستهداف “من المناطق المسيطر عليها من قبل النظام وقوات سوريا الديمقراطية، ما يجعل من الصعب تحديد الجهة المسؤولة بشكل دقيق”. وهو ما أيده مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني.

ورجح عبد الغني في حديثه لـ”سوريا على طول” أن يكون النظام هو “من قام بالعملية، كون الدقة متوفرة لديه، وكان هناك هجمات قبل استهداف المستشفى على أحياء المدينة، ولاحظنا أن النظام استخدم الهجمات السابقة لتصحيح الإحداثيات”، مستبعداً بالتالي أن يكون الهجوم على المستشفى روسياً أيضاً.

مع ذلك، يظل أنه “قبل الوصول إلى مخلفات الذخائر المستخدمة وتحديد إحداثيات الإطلاق ومقابلة الشهود وغيرها من العوامل، سيكون من الصعب الجزم بالفاعل”، أضاف عبد الغني. كاشفاً عن عزم الشبكة إصدار “تقرير تحقيقي بالحادثة خلال اليومين المقبلين”.

شارك هذا المقال