مساع روسية لوقف إطلاق النار في الغوطة والنظام السوري يخرقها
بعد أن عرضت روسيا على ثوار الغوطة هدنة لوقف إطلاق […]
20 نوفمبر 2015
بعد أن عرضت روسيا على ثوار الغوطة هدنة لوقف إطلاق النار مدتها خمسة عشر يوما تبدأ، يوم الخميس، شن النظام هجومه على دوما وقتل الطبيب الشرعي الوحيد في المدينة، وأنكر من جانبه أي وجود لمفاوضات وقف إطلاق النار.
وبعد ساعات من السريان المفترض للهدنة، قصف طيران النظام مدينة دوما، اليوم الخميس، بالقنابل العنقودية وقذائف الهاون، وحاول اقتحامها، وخلف القصف ستة قتلى، من بينهم الطبيب الشرعي الوحيد في دوما، و 75 جريحا، بحسب المكتب الطبي الموحد لمدينة دوما.
وبينما لم يعلن أي فصيل متواجد في الغوطة الشرقية في بيان له عن وقف لإطلاق النار ترعاه روسيا، قال المستشار القانوني للجيش الحر أن موسكو في الحقيقة هي وراء الهدنة المزمع تنفيذها.
وقال أسامة أبو زيد، المستشار القانوني للجيش الحر، لسوريا على طول، يوم الخميس، “أكدت روسيا بأنها ستقدم مبادرة من طرف واحد كحسن نية، وتوقف إطلاق النار 15 يوم، وخلال هذه المدة يحدد الثوار موقفهم النهائي منها”.
وأكد أبو زيد أن “ما تم التفاوض عليه هو وقف لإطلاق النار وليس هدنة، كما ادعت بعض المواقع، ولا يوجد هناك أي تبادل للأسرى أو إطلاق للمعتقلين، ولكنه فقط وقف لإطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية، وجرت هذا المفاوضات عن طريق وسيط”.
ومن جهته صرح، حمزة البيرقدار، المتحدث الرسمي باسم هيئة الأركان في جيش الإسلام، لسوريا على طول، يوم الخميس بأن “مبادرة وقف إطلاق النار عرضت من قبل أحد الوسطاء الدوليين، على الرئيس السابق للهيئة الشرعية الشيخ سعيد درويش، وبدوره وضع الموضوع بين يدي الفصائل العسكرية والفعاليات المدنية، ونحن كجيش الإسلام ندرس الموضوع في مجلس القيادة، ولكن لم يحصل شيء حقيقي على أرض الواقع”.
ومن جانبه، أنكر وزير المصالحة في حكومة النظام، التوصل إلى اتفاق هدنة، في فيدو نشرته قناة الميادين اللبنانية الموالية للنظام، يوم الخميس.
وفي نفس السياق، قال وزير الدفاع الروسي، يوم الخميس، بأنه لا يملك معلومات عن مشاركة روسية في مفاوضات بين “المعارضة السورية المسلحة والحكومة السورية”، من أجل إبرام هدنة في الغوطة الشرقية، بحسب ما أفادت به جوانا بارازوك، إعلامية من إذاعة أوروبا الحرة، لسوريا على طول، يوم الخميس.
وأضافت “بالتأكيد ستنكر وزارة الدفاع ذلك إن لم يكن الأمر صحيحا، ولكن أن تقول ليس لديها معلومات فهذا أمر يشك فيه”.
هذا ولم يتضح فيا إذا كان العرض الروسي لوقف إطلاق النار تم بموافقة النظام السوري أم لا، ولكن الرأي العام في ضواحي الغوطة الشرقية، الواقعة تحت حصار منذ ثلاث سنوات، فهو بالغالب مع مقترح وقف إطلاق النار.
ويذكر أن هذه المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار في الغوطة الشرقية، حوصرت وعزلت عن العالم بدون كهرباء أو ماء منذ العام 2012، ومنع النظام دخول أي شيء إليها.
وتحدثت سوريا على طول، يومي الأربعاء والخميس مع عشرة اشخاص يقيمون في الغوطة الشرقية، بينهم طبيبان، أكدوا أن السكان يتطلعون إلى انتهاء القتال بعد “شلالات الدماء التي تنزف كل يوم”.
وأكد سعيد فليطاني، مدير مكتب الائتلاف السوري المعارض في دوما، لسوريا على طول، يوم الخميس بأنه “بعد كثرة الدماء والضحايا من المدنيين وخصوصاً الأطفال والنساء كل الشارع مع وقف إطلاق النار”.
أما أنس الخولي، أحد سكان مسرابا، فقال لسوريا على طول، يوم الخميس “وقف إطلاق النار أمر جميل، لأنه سيوقف شلال دماء السوريين وهو بداية للحل الذي سيخلصنا من نظام الأسد”.
وقال وليد الدوماني، من سكان دوما ويسكن الآن خارج سوريا “أنا مع أي شيء يوقف الدمار، فأمي في دوما مع أهلها. وقلبي يعتصر ألما عليهم، إنهم يموتوا، إنهم يبادوا، لا أحد يشعر بمعاناة أهل الغوطة”.
مفاوضات سرية
كان جيش الإسلام هو المشارك الرئيسي في مفاوضات وقف إطلاق النار، وفقا لشخصيات معارضة وقضاة وشخصيات عسكرية أخرى تحدثت إليهم سوريا على طول يوم الخميس.
فحسب مصدر، فضل عدم ذكر اسمه، أكد لسوريا على طول، يوم الخميس، بأنه “جرت خلال الأيام الماضية اجتماعات لفصائل عسكرية وهيئات مدنية بهذا الخصوص، وآخر تلك الاجتماعات جرت مساء الأربعاء، وأكد في الاجتماع الشيخ سمير كعكة، القاضي الشرعي لجيش الإسلام، أن وقف إطلاق النار سيسري في تمام السادسة من صباح الخميس”.
ومن جانبه، يعرف جيش الإسلام بمعارضته للمفاوضات مع نظام الأسد، وكان انتقد العديد من الفصائل لإبرامهم هدنا مع النظام على قريتي الفوعة وكفريا الشيعيتين، والزبداني.
وأفاد حمزة بيرقدار، المتحدث الرسمي باسم هيئة الأركان في جيش الإسلام، لسوريا على طول، يوم الخميس بأن “قبول ثوار الغوطة في بحث اتفاق وقف إطلاق رغم اعتراضهم على الهدنة والتفاوض سابقاً، جاء بسبب أن العروض السابقة كانت استسلاماً، ولم تكن فقط وقف إطلاق النار”.
وحاولت سوريا على طول معرفة سرّ التغيير في سياسة جيش الإسلام، وعن مدى ارتباطه بما يجري من مفاوضات دولية بخصوص سورية، ولكن اثنين من الناطقين باسم جيش الإسلام رفضوا التصريح حول ذلك.
ويبدو أن جيش الإسلام يحاول أن يصيغ موقفا أكثر اعتدالا، فيما يتعلق بالدولة السورية المستقبلية. ففي أيار، أجرى مكلاتش دي سي مقابلة مع قائد جيش الإسلام، زهران علوش، قال فيها علوش أنه “يفضل حكومة تكنوقراط”، مبتعدا بذلك عن دعواته السابقة عن إنشاء دولة أساسها الشريعة الإسلامية.
وترى بعض الشخصيات في الغوطة الشرقية أن شروع جيش الإسلام أو مشاركته في مبادرة وقف إطلاق النار، هو تغيير في سياساته السابقة، ومحاولة توازن بين الليونة مع المجتمع الدولي، والحفاظ على الصبغة الثورية التي تضمن له الحياة الثورية في سوريا.
أما عن بقية فصائل الغوطة الشرقية وموقفها من الاتفاقية، قال أبو زيد، لسوريا على طول، أن بعض الفصائل ما زالت مترددة بتوقيع أي اتفاقية لوقف إطلاق النار لا تشمل ضمانات كافية لوقف هجمات النظام.
وأضاف أبو زيد “هناك جهود تبذل من أجل أن يشمل وقف إطلاق النار الغوطتين الشرقية والغربية، فبعض الفصائل تخشى أن وقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية وحدها، ستجعل النظام يتقدم بتجهيزاته وقواه إلى الغوطة الغربية، داريا مثلا”.