مستشفيات “العدو الإسرائيلي” ملاذ أخير للمصابين في جنوب غرب سوريا
عندما كُسرِت جمجمة جابر في حادث دراجة نارية، العام الماضي، […]
7 فبراير 2017
عندما كُسرِت جمجمة جابر في حادث دراجة نارية، العام الماضي، كان بحاجة إلى رعاية طبية عاجلة، لكن لم تكن هناك مستشفيات مجهزة لإنقاذه، في منطقة إقامته في درعا، لذا، كان الخيار المتاح أمامه هو الذهاب إلى مستشفيات العدو الإسرائيلي.
يقول جابر، من منزله في درعا، لمراسلة سوريا على طول، نورا الحوراني “كنت بحاجة إلى مشافي مجهزة وعمليات للعلاج بشكل مباشر”.
ولم تكن رحلة جابر إلى الأراضي المحتلة بالسهلة أبدا، حيث تم نقله عبر التلال إلى مستشفى ميداني قريب تديره المعارضة، على الجانب السوري من الحدود.
من هناك، يقول جابر “حولني الطبيب مباشرةً إلى المستشفى، وقام الجيش الإسرائيلي باستلامي عبر الحدود”. حيث نقله جنود الجيش الإسرائيلي إلى مركز زيف الطبي، المطل على بحر الجليل، شمال “اسرائيل”.
ويضيف جابر “أمضيت ثلاثة أشهر هناك”.
وتشير الأرقام إلى أن 2600 سوري، من جنوب غرب محافظتي القنيطرة ودرعا، تلقوا العلاج في الأراضي المحتلة، وحسب ما يقوله جابر، أصبح تلقي الرعاية الطبية، في الأراضي المحتلة، الآن “شيئا طبيعيا ولا يخفى على أحد”.
مركز زيف الطبي، شمال الأراضي المحتلة. تصوير: مركز زيف الطبي.
وأعلن مركز زيف الطبي، في موقعه على الإنترنت، أنه مفتوح أمام المرضى السوريين، مشيرا إلى أن الأطباء في المستشفى “يقدمون العلاج الطبي للمصابين بما في ذلك الأطفال والنساء والرجال الذين يعانون من إصابات خطيرة، بسبب غياب الرعاية الطبية في سوريا”.
أما بالنسبة لجيرانه، في محافظة درعا، يقول جابر: لطالما اعتبر الناس إسرائيل العدو الأول، في الواقع، حتى أنا لم أكن أتوقع ابداً أن أذهب هناك.
ويضيف “لكن بعد المجازر التي ارتكبها النظام السوري بحق المدنيين، حيث لم يوفر أي سلاح ضدهم ولم يستخدمه، لم يعد للناس من منفذ إلا الجانب الإسرائيلي خصوصاً فيما يتعلق بالوضع الطبي”.
الآن وبعد عودتك إلى سوريا، هل تعرضت لأي مضايقات بسبب تلقي العلاج في الجانب الإسرائيلي؟
في الواقع لطالما كانت البيئة المجتمعية ترفض أي شيء يتعلق بالجانب الإسرائيلي على اعتباره العدو المحتل، ولكن بعد المجازر التي ارتكبها النظام السوري بحق المدنيين ولم يوفر أي سلاح ضدهم ولم يستخدمه، لم يعد للناس من منفذ إلا الجانب الإسرائيلي خصوصاً فيما يتعلق بالوضع الطبي.
هناك عجز طبي ولا توجد مشافي تستطيع إجراء عمليات حرجة للناس، لذلك بدأ الناس يتقبلون الوضع على أنه أمر إنساني والملجأ الوحيد لهم.
في الواقع، حتى أنا لم أكن أتوقع ابداً أن أذهب هناك. والناس تنظر لي نظرة طبيعية فقد أصبح هناك تقبل نوعا ما للجانب الإسرائيلي على اعتبار أن الطرف المساعد هي منظمات إنسانية وليست إسرائيل.
لا اخفي ولا أخاف من الأهالي والناس ابدا، لأنه أصبح شيئا طبيعيا ولا يخفى على أحد، لا يوجد مضايقات من المحيط خصوصاً أنهم يعرفون جيداً أنها قد تكون فرصة الحياة الوحيدة للمصاب، فنحن لا نرى حلا سوى دخولنا إلى هناك للعلاج من أجل أن نعيش.
الدكتور كمال اللبواني، عضو سابق في الائتلاف السوري المعارض، يزور مريضا سوريا في مركز زيف الطبي، في أيلول 2014. تصوير: وزارة الخارجية الإسرائيلية.
كيف وصلت إلى مركز زيف الطبي؟
يتم نقل الجرحى عبر المعابر الحدودية مع إسرائيل عند البريقة (بلدة غربي محافظة درعا).
ولكن قبل ذلك يتم تسجيل الحالة ومعاينتها من قبل أطباء المشافي الميدانية.
يستقبل الجيش الإسرائيلي الجرحى على الحدود وينقلهم مباشرةً إلى مشفى الهضبة وهناك حالات حرجة يتم نقلها إلى داخل إسرائيل.
ينظر العديد من السوريين إلى إسرائيل على أنها “عدو”. كيف كان شعورك عند الدخول إلى الأراضي الإسرائيلية؟ وهل تغير رأيك بإسرائيل بعد عودتك إلى سوريا؟
لطالما اعتبر الناس إسرائيل العدو الأول، وانا أيضا عندي نفس الرأي فإسرائيل تحتل الجولان وكذلك فلسطين.
في الواقع لم أكن أتوقع ابداً أن أذهب هناك، عندما دخلت إلى أراضي العدو شعرت بالخذلان والعار، الذي جعلنا مضطرين رغما عنا للحفاظ على حياتنا، فالدول العربية أغلقت حدودها في وجهنا والجميع تخلى عنا.
وعلى أية حال، لن أغير رأيي لأن هذا واقع. فإسرائيل محتلة ولا أعتقد أن يغير أحداً رأيه بهذا لأنه واقع.
أما عن العلاج بغرض الدعاية فهو ممكن جداً، لأن إسرائيل لا تقوم بشيء لمصلحتنا في النهاية.
ترجمة: سما محمد