معاناة مضاعفة: القطاع الطبي في الغوطة الشرقية يقع فريسة للغارات الجوية والاقتتال الثوري
ذكر أطباء وأهال من الغوطة الشرقية المحاصرة في ريف دمشق، […]
3 مايو 2017
ذكر أطباء وأهال من الغوطة الشرقية المحاصرة في ريف دمشق، لسوريا على طول، الثلاثاء، إن الصراعات الداخلية بين الثوار والغارات الجوية التي لا ترحم للنظام والروس تغرس أنيابها في القطاع الطبي في المنطقة، المرهق فوق طاقته والذي يفتقر أصلاً إلى الإمدادات.
وفي منتصف يوم الثلاثاء، كان أعضاء الدفاع المدني في الغوطة الشرقية يحفرون في أنقاض ثاني أكبر مستشفى في المنطقة، من أجل استخراج ما أمكن من التجهيزات الطبية بعد أن تم استهداف المنشأة بغارة روسية في ذلك اليوم، وفق ما تواردت الأنباء.
واستهدف مستشفى عربين الجراحي، الواقع على بعد 4 كم شرق دمشق بصاروخ واحد اخترق طوابقه الأربعة وقتل شخصين، وفق ما ذكرت مصادر طبية لسوريا على طول، الثلاثاء. وانفجر الصاروخ آخيراً في قبو المبنى، مدمراً غرف العمليات والاستشفاء في المستشفى الذي تدعمه الجمعية الطبية السورية الأمريكية (سامس).
آثار الغارة الجوية، الإثنين، على مستشفى عربين. حقوق نشر الصورة لـ مستشفى عربين الجراحي.
وقال الكادر الطبي في مستشفى عربين لسوريا على طول أنهم ما يزالون يعملون على تحويل أكثر من عشرة مرضى بحاجة للعناية المشددة، الثلاثاء، بعد أكثر من 24ساعة على الغارات الأولية.
وأكدت جمعية (سامس)، الإثنين، خروج مستشفى عربين عن الخدمة، والذي كان يجري 125عملية أساسية شهرياً.
ولم يأت الإعلام الحكومي السوري أو الروسي على ذكر الهجوم.
وتأتي خسارة مستشفى عربين الجراحي، الإثنين، مع إعلان منظمة أطباء بلا حدود في اليوم ذاته تعليق نشاطاتها الطبية في الغوطة الشرقية “عقب الانتهاكات الآخيرة التي طالت المنشآت الطبية” من جانب فصائل المعارضة المسلحة. وعلى مدى الأيام الخمسة الماضية، اشتدت الحرب الدموية بين الفصائل الثورية المتناحرة في الغوطة الشرقية، مما أسفر عن مقتل 120شخصاً، وفق ما ذكرت سوريا على طول، الإثنين. وجاء في بيان لأطباء بلا حدود، الإثنين، أن عشرات “المسلحين الملثمين” اقتحموا مستشفى حزّة في الغوطة الشرقية في 29نيسان “بحثاً عن جرحى معينين وقاموا بالاستيلاء على سيارة الإسعاف الخاصة بالمستشفى، وعلى بعد بضعة كيلومترات إلى الجنوب تعرضت نقطة أفتريس الطبية لإطلاق نار حيث كانت المعارك تحيط بها على مدى يومين”.
وذكر البيان أن المنظمة علقت دعمها الطبي “كإجراء اضطراري للتأكيد على أن أطباء بلا حدود والطواقم الطبية التي تدعمها لن يتساهلوا في التعامل مع مثل هذه الهجمات”، لافتةً إلى أنها ستستمر في ذلك إلى “حين أن يتضح لنا بشكل جلي أن الأطراف المتحاربة ستحترم الرعاية الصحية ومرافقها”.
ورد جيش الإسلام، وهو فصيل يسيطر إلى حد كبيرعلى الغوطة الشرقية سياسياً وعسكرياً، على تويتر الإثنين، على الخطوة التي قامت بها منظة أطباء بلا حدود، مدعياً أنه “حريص على سلامة جميع المرافق والمراكز الصحية والطبية والمشافي في جميع بلدات ومدن الغوطة الشرقية، ويتعهد بحمايتها بغض النظر عن تبعيتها”.
وأضاف الفصيل المسلح أنه “يمنع منعا باتا استخدام أي من مرافقها أو تجهيزاتها لأغراض عسكرية”.
ممرض يقف وسط ركام مستشفى عفرين، بعد غارات يوم الإثنين. حقوق نشر الصورة لـ SAMS.
وانتقد الأطباء في المنطقة الثورية المحاصرة التي تضم 400 ألف نسمة، الثلاثاء، أفعال جيش الإسلام، بالقول “كلنا بالغوطة مصدومون من الجرائم التي يقوم بها ما يسمى الإسلام”.
“هذه الفصائل غير مسؤولة وغير مبالية”، وفق ما قال الدكتور علي عمر، أخصائي بأمراض الداخلية والعصبية، وأصيب بساقه وهو يشارك في مظاهرات السبت التي نددت بجيش الإسلام، لسوريا على طول. وأضاف “الشعب لم يقم بهذه الثورة لتحكمه هكذا فصائل”.
ونشب الاقتتال الثوري الداخلي، في يوم الجمعة الماضية، بين جيش الإسلام من جهة وفيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام، فصيل إسلامي يضم جبهة فتح الشام، والتي تحمل توجه القاعدة، من جهة أخرى.
وقال أبو أحمد مدني من الغوطة، لسوريا على طول الثلاثاء، “هناك حالة من الرعب والانتظار بين الأهالي”، لافتاً إلى أنه “محاصر” منذ 3 أيام في منزله و”نفذ عندي تقريباً كل شيء”.
وتابع”يستغل النظام الاقتتال لمصلحته ويقصف المرافق الطبية، مما يضاعف المأساة على المدنيين من جرحى ومصابين”.
ويحيي اندلاع الاقتتال بين الثوار، في يوم الجمعة، الذكرى السنوية الأولى، بميقاتها الدقيق، لآخر جولة من الصراعات الثورية الداخلية في ضواحي الغوطة الشرقية السنة الماضية. وأوهن أسبوعان من الاقتتال ما بين نيسان وأيار عام 2016 خطوط دفاع الثوار، وتكلل بخسارة مساحات واسعة من الأراضي الزراعية لتصبح بيد النظام، وفق ما ذكرت سوريا على طول، آنذاك.
وفي غضون ذلك، أعلن مسؤلون في الأمم المتحدة الإثنين، أن أعضاء المنظمة في سورية “لم يتمكنوا من الوصول لأي جزء في الغوطة الشرقية منذ تشرين الأول، في السنة الماضية”.
شارك في التقرير آلاء راتب وأية عماد ومحمد علوش ومحمد علي.
ترجمة: فاطمة عاشور