3 دقائق قراءة

معتقل سابق لدى الفصيل: لا فرق بين سجون النظام ومعتقلات جيش الإسلام

ما يزال همام رميح غير متأكد من السبب وراء اعتقاله [...]


8 يونيو 2017

ما يزال همام رميح غير متأكد من السبب وراء اعتقاله في أواخر نيسان. يعيش الأب، البالغ من العمر 25 عاما، في واحدة من اثنتي عشرة بلدة في الغوطة الشرقية المحاصرة، وهي منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة، في ضواحي دمشق الشرقية، ويسيطر عليها إلى حد كبير الفصيل الإسلامي “جيش الإسلام”.

واندلع اقتتال بين الفصيل الإسلامي ومنافسيه بشكل عنيف في 28 نيسان، عندما شن جيش الإسلام هجمات على بلدة عربين، مسقط رأس رميح. وجاءت الاشتباكات بعد جولة سابقة من الاقتتال الداخلي، في عام 2016، والذي قسم الغوطة الشرقية إلى منطقتي نفوذ رئيسيتين: جيش الإسلام من جهة، ومجموعة من الفصائل الأخرى، بما فيها جبهة فتح الشام، المعروفة سابقا باسم جبهة النصرة، من جهة أخرى.

وبعد يوم واحد من اندلاع الاقتتال في نيسان، يقول رميح، إن عشرات من مقاتلي جيش الإسلام “داهموا” منزله وقادوه إلى سجن في دوما، عاصمة الغوطة الشرقية.

يقول رامي لمراسلة سوريا على طول، بهيرة الزرير “التهمة الموجه لي هي الانتماء إلى جبهة النصرة وأني من الخلايا النائمة لها”.

لكن الرميح يوضح بأنه لم يقاتل من أجل الجبهة أبدا، حيث كان طالبا في جامعة دمشق، ثم انضم إلى الجيش السوري الحر عام  2013  وغادره بعد أربعة أشهر فقط.

ويضيف “وهي التهمة التي بات جيش الإسلام، يرمي بها من يود اعتقاله الآن”.

حدثنا عن تفاصيل اعتقالك من قبل جيش الإسلام، وما هي التهمة التي وُجهت لك؟

اعتُقلت من منزلي في عربين، عند الساعة الواحدة ظهراً، يوم 29/4/2017، بعد يوم من عودة الاقتتال إلى الغوطة، حيث قام حوالي 70 عنصرا، جميعهم ملثمين لا تظهر وجوههم ولا أحد يستطيع التعرف عليهم، بمداهمة منزلي.

قالوا لي تفضل معنا نريد أن نسألك سؤال وجواب فقط، وستعود إلى منزلك فورا انتهائنا.

ولكن بعد أن خرجت معهم انهالوا علي بالضرب والشتم ورمي التهم والتخوين، وتم سوقي إلى المقر الأمني للتحقيق.

التهمة الموجه لي هي الانتماء إلى جبهة النصرة وأني من الخلايا النائمة لها، وهي التهمة التي بات جيش الإسلام، يرمي بها من يود اعتقاله الآن، على عكس الوضع في بداية سيطرته، كانت التهمة الجاهزة لديه هي التآمر على الثورة، والتآمر مع النظام.

مقاتلو جيش الإسلام في الغوطة الشرقية، شباط 2016. تصوير: عامر المحيباني.

كيف جرى التحقيق معك؟ وكيف كان الوضع داخل السجن؟

في التحقيق بدأ المحقق يطرح علي العديد من الأسئلة وكلما أجبته جواباً كان يتهمني بالكذب (هل أنت مع الجبهة فأجبته لا فرد بأنني كاذب).

وتمحورت الأسئلة حول الجبهة، من تعرف بالجبهة؟ ماذا تفعل الجبهة؟….الخ، وبعد طول الحديث سألني ماذا كنت تدرس فأجبته بكالوريا أدبي في العام الماضي، وسجلت بعدها جامعة العلوم السياسية واضطررت إلى التوقف عن الدراسة بسبب الاقتتال الحالي.

اتضح لي أنهم ضد الدراسة والفكر والجامعات والمدارس وأي شيء يخالف فكرهم، حتى أن كليات الدعوة يجب أن تدرس الفكر الذي ينتهجونه هم، فهم أصحاب فكر واحد وحزب واحد وقبضة أمنية شديدة لا يعلم بها إلا أهالي دوما.

بالنسبة لوضع السجن، كنت معصوب العينين، ولم أستطع رؤية شيء، ولكني كنت أحاول رؤية الخيال عندما يأتي الضوء على وجهي، كنت أرى في القبو ممرا طويلا وغرفا كثيرة على اليمين والشمال، بينما في الطابق الثاني قسم التحقيق هو قسم كبير. السجن كبير نوعاً ما، هذا كل ما  استطعت معرفته عن السجن خلال إقامتي فيه لمدة يومين، قبل ترحيلي إلى قسم التعذيب.

وفي قسم التعذيب، وأنا أمشي مغمض العينين، كان بعض السجناء أول دخولنا يقولون لنا “نفس تعذيب النظام ما فيه شي جديد، كهربا وشبح وقلع أظافر”، كانوا يتكلمون بسخرية.

كنت أجلس وأسمع أصوات التعذيب من حولي.

كيف تم إطلاق سراحك من المعتقل؟ وهل أنت خائف من تعرضك للاعتقال مرة أخرى؟

تم اعتقالي لمدة يومين فقط، لأنه لدي واسطة، وهو قيادي تابع لجيش الإسلام، وتم إطلاق سراحي بعد تعهدي بعدم انتمائي لأي فصيل، وأنني شخص مدني.

الواسطة أنقذتني من السجن قبل أن يبدأوا بتعذيبي فكان حظي جيدا، ولكن من لا يملك هذه الواسطة سيعيش في السجن طول عمره، (هي إذا ما مات بالتعذيب).

وبالنسبة للمستقبل، لست خائفا من جيش الإسلام، وعدت الآن لمتابعة دراستي في الغوطة، فنحن لا نستطيع أن نغير واقعنا، وإلى أين سنهرب؟.

لا يوجد مكان نسطيع اللجوء إليه!

ترجمة: سما محمد

شارك هذا المقال