معركة دموية عنيفة في مدينة الرقة وسط هجمات “شرسة” مضادة لتنظيم الدولة
بعد أكثر من شهر على المعركة في مدينة الرقة، ما […]
13 يوليو 2017
بعد أكثر من شهر على المعركة في مدينة الرقة، ما تزال قوات سوريا الديمقراطية التي تتوغل في عمق عاصمة تنظيم الدولة في سوريا تخوض معارك طاحنة وتواجه هجمات مضادة “شرسة”، في الوقت الذي يتصاعد به عدد الضحايا المدنيين جراء ضربات التحالف.
وقال محمد أبو عادل قيادي منخرط مع قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة، لسوريا على طول، الأربعاء، “كلما اقتربت قواتنا من عمق الرقة كلما ازدادت وتيرة وعنف الاشتباكات”.
وشنت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ـــ وهي قوات متعددة الإثنيات مؤلفة بمعظمها من المقاتلين الأكراد والعرب ــــ معركة الرقة في 6 حزيران.
ومنذ ذلك، ظلت قوات سوريا الديمقراطية تتقدم بمساندة الغارات الجوية والقصف المدفعي للتحالف، وسيطرت على قاعدة عسكرية وعدة أحياء شرقي وغربي مدينة الرقة، وفي 24 حزيران، طوقت كلياً مركز المحافظة وعزلته.
وفي 4 حزيران اخترقت قوات سوريا الديمقراطية السور المحيط بالمدينة القديمة في الرقة وسيطرت على مناطق داخلها لأول مرة. ومع حلول الأربعاء، تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من فرض سيطرتها على نحو 50% من مساحة المدينة القديمة في الرقة و التقدم في محاور أخرى من المدينة، لتوسع نطاق سيطرتها إلى ما يقارب 35 % من مساحة مدينة الرقة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن. ولم تنشر قوات (قسد) أرقاماً مماثلة.
وكانت الهجمات الانتحارية لتنظيم الدولة والسيارات المفخخة والألغام البرية والقناصة خلال الأسابيع الماضية من الاقتتال، تنبئ بمعارك دموية في كل شارع وحي تسيطر عليه قوات (قسد). وفي الوقت ذاته، هدمت مئات الغارات الجوية للتحالف مباني بأكملها وقتلت عناصر من تنظيم الدولة ومدنيين من أهالي الرقة على حد سواء.
ونشرت إيرورز(الحروب الجوية)، وهي منظمة مستقلة ترصد وتتعقب الضحايا والغارات الجوية التي يشنها التحالف في سوريا والعراق، تقريراً على الانترنت، الأربعاء، تذكر فيه أن في الرقة وحدها “قتل مابين 335 إلى 422 مدني على الأرجح بغارات التحالف وقصفه المدفعي” في حزيران.
ونوهت المنظمة أيضاً إلى زيادة استخدام التحالف للذخائر “بأربعة أضعاف” خلال نفس الشهر. وفي تموز، ذكر التحالف أنه شن 220 غارة بالقرب من الرقة لمساندة المعارك الجارية هناك.
ويظهر مقطع فيديو لتنظيم الدولة تم تداوله على الانترنت في 3 تموز حجم الدمار الهائل في مدينة الرقة بالإضافة إلى مجموعة من الأطفال المضرجين بالدماء والمحروقين. وفي الفيديو، يخرج مقاتل من تنظيم الدولة يعرف باسم أبو يوسف الاسترالي ويذكر بالإنكليزية أن هؤلاء الضحايا هم نتيجة “القذائف التي تلقيها أميركا علينا باستمرار”.
وما يزال من غير الواضح ماهو عدد مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية الذين قتلوا منذ بدء معركة الرقة قبل 37 يوماً. إلا أن (قسد) أعلنت من خلال قناة حملة الرقة على تطبيق التلغرام أن 15 من مقاتليها قتلوا خلال العشرة أيام الأولى من معركة الرقة، وذكرت مقتل أربعة في 4 تموز، يوم دخولها المدينة القديمة.
وذكر تقرير المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه وثق مقتل 137من مقاتلي (قسد) في المعارك، ومن بينهم أميركيان ومتطوع بريطاني والذين أعلنت قوات سوريا الديمقراطية عن وفاتهم رسمياً.
صورة نشرت على الانترنت في 11تموز. تظهر الدمار داخل مدينة الرقة. حقوق نشر الصورة لـ أخبار الغمر.
وقال أبو عادل، قيادي في مجلس منبج العسكري التابع لقوات سوريا الديمقراطية، الذي شاركت قواته في المعارك لتطويق مدينة الرقة من الجنوب، لسوريا على طول، الأربعاء، أن مجلس منبج العسكري خسر 15 مقاتلاً منذ بدء المعركة، وفي الأيام الثلاثة الأخيرة فقط قتل سبعة “بسبب هجمات داعش العكسية من خلال الانتحاريين”.
وليست هذه الهجمات المضادة وحدها هي ما يميز المعارك جنوب المدينة. ففي يوم الثلاثاء هاجم ثلاثة انتحاريين “موقعين لمرتدي حزب العمال الكردستاني” شرق مدينة الرقة وقتلوا 12مقاتلاً على الأقل، بحسب ما قالت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة.
وفي يوم الأربعاء، غرد المجلس العسكري السرياني أنه تم التصدي “لعدة هجمات”شرق وغرب مدينة الرقة خلال الـ 24 الساعة الماضية.وقال عنصر من تنظيم الدولة داعش تجمع من المقاتلين وقد ظهروا في أحد فيديوهات الحرب الإعلامية التي تم تصويرها في الرقة وانتشرت بتاريخ 28 حزيران، “هذه أيام ابتلاء وأعظم ما تقدمه لله تعالى هو أن تبيع نفسك رخيصاً لله سبحانه وتعالى” فيما كانت أصوات الطلقات النارية والانفجارات تسمع في الخلفية أثناء حديثه.
وقال القيادي أبو عادل “تنظيمهم أصبح كالكلب المسعور يهاجم بشراسة لوقف تقدم قواتنا ولكنهم يتقهقرون”
وأشار أبو عادل إلى أنه مع سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على امتداد كبير جنوب مدينة الرقة، سيعاد نشر قوات مجلس منبج العسكري في أحياء الرقة في الأيام القادمة.
وقال “ستنتقل قواتنا إلى داخل أحياء الرقة بسبب حدة المعارك”.
ترجمة: فاطمة عاشور