“معلمو اليرموك”: متطوعون يضيقون ذرعاً من الوضع التعليمي المتردي
مع عدم وجود دعم مادي للتعليم في مخيم اليرموك، يقول […]
25 فبراير 2016
مع عدم وجود دعم مادي للتعليم في مخيم اليرموك، يقول المعلمون الذين عملوا هناك تطوعا لعدة سنوات، لا نستطيع متابعة عملية التعليم بدون أجر.
ومنذ سيطرة تنظيم الدولة على مخيم اليرموك، في نيسان 2015، قامت المنظمات الانسانية، المسؤولة عن دعم المعلمين داخل المخيم، بتقليص دعمها أو ايقافه بشكل كامل، بحسب ما قالته ثريا، معلمة من مخيم اليرموك، لمراسلة سوريا على طول نورا الحوراني.
وأضافت ثريا “جميع المنظمات والهيئات، ترفض دعمنا بحجة أن المنطقة تحت سيطرة التنظيم”.
وقبل دخول تنظيم الدولة إلى المخيم، الذي تبلغ مساحته 2 كيلو متر مربع ، قامت وكالة الامم المتحدة للاغاثة بسحب معلميها من مدرسة الاونوروا، التي تعتبر احدى المدارس الثلاثة الموجودة في المخيم، في ديسمبر 2012 عندما كان الثوار يبسطون سيطرتهم على المنطقة في ذلك الوقت.
وفي بعض الأحيان كانت الهيئات المحلية تقدم مكافئات رمزية للمعلمين، إلا أن هذه المكافئات “لا تسد الرمق” في ظل الحصار وغلاء الاسعار الموجود بسبب حصار النظام للمخيم على مدى ثلاث سنوات، ومنعه مرور السلع والأشخاص من وإلى المخيم.
وقالت ثريا “في الواقع نحن نحاول الاستمرار قدر المستطاع من أجل مستقبل هؤلاء الاطفال وحقهم بالتعلم، ولكن هناك حدود للتحمل”.
ماهو وضع المعلمين الذين ما يزالون على رأس عملهم حالياً؟
المعلمون لا يتقاضون رواتب من أي جهة. والتعليم في المخيم مبني على التطوع بشكل كامل، حيث ان الاونوروا لا تعترف نهائياً بهم لانهم في مناطق خارجة عن سيطرة النظام. ولكن هناك بعض الهيئات تقدم بعض المكافئات الرمزية للمعلمين والتي لا تسد الرمق في ظل الحصار وغلاء الاسعار.
والمعلمون المتطوعون ضاقوا ذرعاً من الوضع التعليمي المأساوي في المخيم، وناشدوا منظمة الاونوروا والجهات المعنية لدعم التعليم، ولكن دون استجابة من احد.
ثلاث سنوات، والمعلمين يعملون تطوعأ دون رواتب، وهم بالنهاية لديهم عائلات ويحتاجون المال لتأمين قوت يومهم. في الواقع نحن نحاول الاستمرار قدر المستطاع من أجل مستقبل هؤلاء الاطفال وحقهم بالتعلم، ولكن هناك حدود للتحمل، وأعداد المعلمين المتطوعين بنقصان، فإذا انقطع التعليم ستكون مأساة حقيقية لمئات الطلاب.
الطلاب في مخيم اليرموك يوم الخميس. تصوير: مخيم اليرموك نيوز.
باعتبار ان مخيم اليرموك تحت سيطرة التنظيم، هل يدعم التنظيم التعليم أو يسمح بدعم من أي جهة؟ ولماذا لا يتم دعمكم؟
تنظيم الدولة لا يتدخل بالعملية التعليمية ابداً ولا حتى الامور المدنية بكافة اشكالها، فهو يسمح لأي منظمة بالدعم ممن يرغب بذلك، ولكن جميع المنظمات والهيئات ترفض دعمنا بحجة أن المنطقة تحت سيطرة التنظيم، فهناك دعم في مناطق اخرى مثل ببيلا ويلدا والمعلمين هناك يتقاضون رواتب شهرية، مما اضطر الكثير من المعلمين للانتقال والعمل في المدارس خارج المخيم لتوفير قوت يومهم.
ماهي ابرز الصعوبات التي يعاني منها الطلبة والمعلمين على حد سواء؟
الطلبة في المرحلة الثانوية يعانون من نقص في الكادر التعليمي، أما المرحلة الابتدائية والاعدادية لديهم كادر تعليمي، بالاضافة إلى عدم وجود الكهرباء والماء والحطب للتدفئة، كل هذه الامور تقدمها بعض الهيئات على فترات متقطعة وقليلة حسب الامكانية.
إضافة الى صعوبة تأمين مدرسين مختصين في مادة اللغة الانجليزية والرياضيات والفيزياء، حتى الاقلام يقوم المعلمين بشرائها على حسابهم الخاص. فالوضع سيء وغير مشجع لكثير من الطلبة والاهالي، الامر الذي دفع بعضهم لعدم ارسال ابنائهم الى المدرسة.
ترجمة: بتول حجار