مغادرة الدفعة الثانية من مهجرين البلدات الاربعة وسط خوف وحذر في أعقاب تفجير الراشدين
غادر آلاف المقاتلين والمدنيين من منازلهم في البلدات التي يحاصرها […]
20 أبريل 2017
غادر آلاف المقاتلين والمدنيين من منازلهم في البلدات التي يحاصرها كل من الثوار والنظام، الأربعاء، في الدفعة الثانية من عمليات الإخلاء في إطار اتفاق تنازل وتبادل بين الأطراف المتحاربة.
وصعد ما يقدر بـ3000 مقاتل ومدني من أهالي الفوعة وكفريا، وهما بلدتين متجاورتين مواليتين للنظام في الشمال، كان الثوار يحاصرهما لأكثر من عامين، في قافلة تضم 45 باصاً وتوجهوا إلى مدينة حلب، في أولى ساعات صباح يوم الأربعاء.
وفي وقت الضحى، من يوم الأربعاء، وصل المهجَّرون من قريتي إدلب ذاتي الغالبية الشيعية إلى حي الراشدين، المدخل الخاضع لسيطرة المعارضة الذي يُفضي إلى مدينة حلب التي يسيطر عليها النظام.
وهناك، انتظروا وصول ما يقارب 500 ثوري ومدني مهجّر من بلدتي الزبداني ومضايا في ضواحي دمشق الخاضعتين لسيطرة النظام وحزب الله. وحالما وصلوا، تبادلت المجموعتين الأماكن: المهجرون المعارضون إلى إدلب، والمهجرون الموالون للنظام وجهتهم حلب.
الباصات التي تُقل المقاتلين والمدنيين من كفريا والفوعة في حي الراشدين، الأربعاء. حقوق نشر الصورة لـ Omar Haj Kadour/AFP.
وتجدر الاشارة إلى أن عملية الإخلاء الآخيرة كانت مشابهة لعملية النقل التي جرت الأسبوع الماضي، لكنها تأجلت لأكثر من 24 ساعة بعد تفجير سيارة مفخخة مجهولة المصدر أسفر عن مقتل 126 شخصاً على الاقل من الفوعة وكفريا المواليتين للنظام بينما كانوا ينتظرون في الراشدين.
وخشية وقوع هجوم مماثل، لم يتم الإعلان عن عمليات الإخلاء من ضواحي دمشق وإدلب المقررة في يوم الأربعاء حتى بدأت بالفعل، وفقا لما ذكرته مصادر ميدانية من الجانبين لسوريا على طول.
إلى ذلك، قال عامر برهان، رئيس الهيئة الطبية في الزبداني لسوريا على طول، “خرجنا وسط تكتم شديد، خوفاً من أن يكون هناك أي تفجير كما حصل في تفجير الراشدين، أو عراقيل لمنع اتمام التبادل”.
وبدوره، قال جمال، ناشط من داخل كفريا والفوعة أنه لم يتم التصريح بعملية الإخلاء علناً “خوفاً من انتقام الفصائل المتطرفة”.
وأشار جمال لسوريا على طول إلى أن “هناك تخوف كبير بين الأهالي، ولكن الأوضاع التى وصلنا إليها داخل البلدتين باتت أصعب بكثير من أي تفجير”.
وبعد خروج الدفعة الثانية، بقي حوالي 8000 الآن في كفريا والفوعة، بحسب ما ذكر الناشط.
وتشكل عمليات نقل السكان الحالية جزءاً من اتفاقية استسلام وتبادل سكان معقدة تم التوصل إليها في آواخر آذار بين قوات النظام السوري والثوار في غرفة عمليات جيش الفتح، التي تضم أحرار الشام وهيئة التحرير الشام.
ومن خلال الاتفاقية، التي توسطتها إيران وقطر، يفترض أن يغادر جميع سكان الفوعة وكفريا منازلهم إلى الأراضي التي يسيطر عليها النظام، مع استعادة ثوار إدلب السيطرة على البلدتين. وفي المقابل، سيغادر جميع الثوار والمدنيين الذين اختاروا الخروج من مضايا والزبداني إلى الأراضي التي يسيطر عليها الثوار.
مقاتل موال للحكومة من الفوعة وكفريا يجلس وبحضنه طفل في منطقة الراشدين، الأربعاء. حقوق نشر الصورة لـ Omar Haj Kadour/AFP.
وبعد أن غادر آخر المقاتلين وعوائلهم بلدات ضواحي دمشق، الأربعاء، ذكرت صفحة إعلامية موالية للنظام أن الزبداني ومضايا “آمنتان كلياً وتخلوان من المسلحين”.
وقبل خروجهم من الزبداني، قام 158مقاتلا المتبقين “بإحراق الآليات والمعدات العسكرية”، وفق ما قال من الحافلات، زبداني كرامة، مقاتل من أحرار الشام، 40 عاما، لسوريا على طول، الأربعاء، مستخدماً اسماً وهمياً.
وتظهر الصور التي تم بثها على الوسائل الإعلامية الموالية للنظام أعمدة الدخان المتصاعدة من الذخائر المحترقة ومقرات الثوار في الزبداني والجبل الشرقي المجاور، والذي تم إخلاء 80 مقاتلاً منه.
وفي السياق، قال عامر برهان، رئيس الهيئة الطبية في الزبداني “ودعنا مدينتنا المدمرة بالبكاء، فالقصف لم يبقي فيها حجرا على حجر”.
وترك بعض المهجرين من الزبداني رسائلهم محفورة على الأحجار والجدران في الأيام الآخيرة، مثلما فعل غيرهم في مدن سورية أخرى وعمليات إخلاء سابقة.
“تشبثت بك بآخر ما ملكت” كُتب على الحجر، ونشرت بصورة تم تداولها على الانترنت على صفحة إخبارية على الفيسبوك. ووقعها كاتبها بـ”من جسد نحيل وقلب نازف”،
وادعى ناشطون معارضون على مواقع التواصل الاجتماعي أن حوالي 750 معتقلا تم الإفراج عنهم من سجون النظام يوم الأربعاء، وفقا لبنود الاتفاقية، ولم يتسن لسوريا على طول التأكد من صحة ذلك.
وكانت خمسة حافلات في القافلة تقل سكان وادي بردى، شمال غرب دمشق الذين قرروا في البداية البقاء في منازلهم في اتفاق استسلام سابق ولكنهم مالبثوا أن ندموا على ما اختاروه.
المهجرون من الفوعة وكفريا ينتظرون في منطقة الراشدين، الأربعاء. حقوق نشر الصورة لـ. RFS
وكان من المقرر أن يغادر أهالي وادي بردى مع الدفعة الأولى من المهجرين، إلا أن خروجهم تأخر، وفق ما ذكرت أم حارث، واحدة من الأهالي المسافرين حالياً في القافلة، لسوريا على طول.
وقالت أم حارث، عبر تطبيق الواتس آب، “لن أهدأ قبل الوصول إلى إدلب وسأبقى في حالة توتر وخوف من أن يقع أي تفجير أو تعطيل لبنود الاتفاق ونحن في الطريق”. وتابعت “لا حام لأرواحنا إلا الله”.
وعلى بعد مئات الكيلومترات شمالا، في منطقة الراشدين، انتظر الأشخاص الذين تم إخلاؤهم من الفوعة وكفريا حتى يصل نظرائهم لتبدأ عملية التبادل. وتظهر الصور مقاتلين باللباس العسكري، ونساء وأطفال.
وبعد تفجير سيارة مفخخة السبت، أظهرت الصور، الأربعاء اصطفاف الباصات التي تحمل المهجرين بالقرب من بعضها البعض، فيما يبدو أن بعضها يلتف لتشكل مربعاً مغلقاً، لا تستطيع العربات الأخرى دخوله.
ترجمة: فاطمة عاشور