مقتل العشرات في إدلب قبيل بدء المفاوضات الدولية في “سوتشي”
قصفت عشرات الغارات الجوية بلدات المعارضة في مدينة إدلب، يوم […]
30 يناير 2018
قصفت عشرات الغارات الجوية بلدات المعارضة في مدينة إدلب، يوم الإثنين، في الوقت الذي بدأت فيه محادثات السلام برعاية موسكو، التي أعلنت المعارضة مقاطعتها، وفقاً لما ذكره مسؤولون محليون وعناصر من الدفاع المدني لسوريا على طول.
وقال أسامه باريش مدير مركز الدفاع المدني المحلي لسوريا على طول، أن ما لا يقل عن 20 غارة جوية استهدفت سراقب الواقعة في مركز محافظة إدلب، صباح الإثنين، مما أسفر عن مقتل ما يقدر بـ 11 مدنياً في سوق خضروات محلي و “تدمير” المستشفى الوحيد في المدينة.
وتقع مدينة سراقب عند تقاطع الطريقان الرئيسان اللذان يمران عبر محافظة إدلب.
وقال عبادة ذكرى من فرع الدفاع المدني المحلي لسوريا على طول، يوم الاثنين، أن الغارات الجوية التي استهدفت مدينة سراقب جاءت بعد ساعات من غارة جوية على بلدة معصران، الواقعة على بعد 15 كيلومتراً باتجاه الجنوب، والتي أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص من سكان البلدة.
وجاءت غارات يوم الاثنين التي استهدفت أراضي المعارضة ، والتي يزعم عناصر الدفاع المدني أنها تابعة لطائرات حربية روسية، مع وصول المندوبين إلى محادثات السلام التى ترعاها روسيا والتى بدأت يوم الاثنين فى سوتشى.
وقامت هيئة المفاوضات السورية المعارضة بمقاطعة محادثات السلام التي تنوي ضم ممثلين عن “جميع شرائح” المجتمع السوري.
وأعلنت هيئة المفاوضات العليا عبر حسابها على تويتر يوم الجمعة أنها لن تحضر المؤتمر، مضيفةً ” أن تركيزنا سيبقى على تحقيق انتقال سياسي موثوق لسوريا من خلال محادثات جنيف التي تقودها الامم المتحدة”.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زراخاروفا أن ممثلين آخرين سيشاركون مكانهم، ولكنها لم توضح أو تقدم تفاصيل أكثر عن ذلك.
حيث قالت زراخاروفا في بيان نشر على صفحة قاعدة حميميم العسكرية على فيسبوك أننا “كنا نظن أن أعضاء هيئة المفاوضات السورية المعارضة سيشاركون في أعمال المؤتمر، ويقبلون ربما ببعض الوثائق النهائية، ولكن إذا لم يرغبوا في المشاركة سيشارك آخرون غيرهم”.
كما أنه من المتوقع أن يحضر الاجتماع مندوبون من روسيا وايران وتركيا والحكومة السورية والأمم المتحدة أيضا.
النازحون
جاءت الضربات الجوية الأربعة التي استهدفت سوق الخضار في سراقب، يوم الاثنين، عقب وابل من أكثر من 80 غارة جوية على المدينة بدأت منذ صباح يوم الأحد، ليكون بذلك “أشد” قصف تشهده المنطقة منذ أن بدأت الطائرات الحربية السورية والروسية قصفها اليومي للمنطقة منذ أكثر من أسبوعين، وفقاَ لما وصفه الباريش مدير الدفاع المدني.
سوق الخضار في سراقب بعد الغارة الجوية يوم الاثنين. صورة من صفحة الدفاع المدني السوري.
ولم تصرح وسائل الاعلام السورية ولا الروسية عن الغارات الجوية التي استهدفت محافظة إدلب يوم الاثنين.
وذكر أحمد الأسعد، طبيب في المستشفى، لسوريا على طول أنه تم نقل المصابين جراء الغارات الجوية التي استهدفت سراقب إلى مستشفى عدي الوحيد في المدينة.
وقال الأسعد الذي كان متواجداً أثناء الغارات أن الطائرات الحربية “الروسية” استهدفت المستشفى وتسببت في إصابة اثنين من العاملين فى المجال الطبي بالإضافة إلى أضرار “بالغة” لحقت بالمستشفى، مما أدى خروجها عن العمل بشكل كلي.
وأضاف الأسعد أن جميع المرضى تم نقلهم إلى مستشفيات مدينة إدلب، التي تبعد حوالى 20 كيلومتراً شمال غرب سراقب.
ومع استمرار قصف الطائرات لمدينة سراقب أصبحت المدينة “خالية تماماً” من السكان، وفقاً لما قاله باريش مدير الدفاع.
من جانبه أوضح مثنى المحمد، مدير المجلس المحلي في سراقب، لسوريا على طول أن معظم سكان سراقب البالغ عددهم حوالي 35 ألف نسمة بالإضافة إلى 12 ألف نازح فروا من منازلهم منذ بدء الهجمات صباح يوم الأحد، وهم يقيمون الآن “في خيام على أطراف المدينة على الطرقات العامة وتحت الأشجار، ولا تقيهم برد الشتاء”.
وذكر بيان صادر عن الأمم المتحدة في 19 كانون الثاني أن نازحين سراقب سينضمون إلى ما يقدر بنحو 200 ألف نازح يقيمون بالأساس في إدلب وأجزاء من محافظتي حماة وحلب القريبتين، منذ أن شنت القوات الموالية للحكومة هجوماً على المنطقة في منتصف كانون الأول، وبدأ الهجوم على إدلب على الرغم من كونها جزءاً من اتفاقية “خفض التصعيد” بوساطة روسيا وإيران في شهر أيار الماضي.
وتقع سراقب على بعد حوالي 20 كيلومتراً شمال غرب مطار أبو الظهور العسكري الذي استعادته القوات الموالية للحكومة من فصائل المعارضة فى وقت سابق من هذا الشهر كجزء من هجومها الحالي.
“صوت الزلزال”
استهدفت الغارات الجوية سوق الخضار في سراقب مباشرةً بعد أن أنهى عناصر الدفاع المدني السوري عمليات البحث والإنقاذ في معصران.
بقايا مبنى دمرته الغارة الجوية في معصران يوم الاثنين. تصوير معاذ عباس.
وقال عبادة ذكرى مدير الدفاع المدني المحلي لسوريا على طول، أن طائرة حربية استهدفت الأطراف الشمالية من البلدة، قبل فجر الاثنين، أدت إلى تدمير مبنى سكني بشكل كامل و”قتلت خمسة من عائلة واحدة، أم وبناتها الأربعة”.
وأضاف الذكرى أن المصابين من الجيران المجاورين للمنزل المستهدف تم نقلهم لتلقي العلاج وجميعهم فى حالة مستقرة.
وقال معاذ عباس، وهو ناشط اعلامي وشاهد على الغارة الجوية، لسوريا على طول “أن أكثر مايخيف الأهالي هو القصف وهم نائمين، فهم لا يستطيعون حماية أنفسهم ليلاً”.
وأضاف عباس أن الغارة الجوية أصابت الحي السكني حوالي الساعة 3:30 فجراً بالتوقيت المحلي في حين كان الهدوء يعم المكان مما جعل الصوت يصدر صدى في جميع أنحاء المنطقة كما “صوت الزلزال”.
ونشر الدفاع المدني السوري على وسائل التواصل الإجتماعي، يوم الإثنين، صوراً تظهر عناصر الدفاع المدني وهم يقومون بانتشال الجثث من تحت الأنقاض قبل الفجر باستخدام أضواء الجرافات الأمامية واللباس العاكس.
وأكد ذكرى أن “الدفاع المدني استغرق ثلاث ساعات تقريباً لانتشال الجثث نتيجة الدمار الكبير”.
وأضاف ” أن الطيران لا يزال في الأجواء منذ يوم أمس وحتى اليوم لم يغادر سماء البلدة إلى هذه اللحظة وهناك مخاوف من استهداف جديد”
ترجمة: بتول حجار