4 دقائق قراءة

مقتل مسؤول في الرقة وسط سلسلة من الاغتيالات التي استهدفت أعضاء حكومة “الأكراد” في الشمال

توفي أحد أعضاء مجلس الرقة المدني، هذا الأسبوع، في ظل […]


توفي أحد أعضاء مجلس الرقة المدني، هذا الأسبوع، في ظل ظروف غامضة، عقب سلسلة من الاعتداءات والاغتيالات التي استهدفت مسؤولين في حكومة الشمال التي يقودها الأكراد منذ بداية العام الحالي.

وتوفي إبراهيم محمد الطيار، وهو محام وعضو بارز في المجلس المدني لمدينة الرقة، يوم الثلاثاء، في مستشفى بمدينة القامشلي التي يسيطر عليها الأكراد، وفقاً لما صرح به أحد أقارب المتوفى والمتحدث باسم المجلس المدني في الرقة لسوريا على طول، يوم الأربعاء.

وكان الطيار، وهو عربي من أبناء الرقة، ومن أوائل الأعضاء الذين انضموا إلى مجلس الرقة المدني، وهو هيئة إدارية شكلتها قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة في شهر نيسان عام ٢٠١٧، كما نشر مجلس الرقة المدني على صفحته الرسمية على الفيسبوك، يوم الأربعاء، بياناً ينعي فيه وفاة ابراهيم الطيار.

وجاء في البيان أن الطيار شغل منصب رئيس لجنة العدالة الاجتماعية في مجلس الرقة المدني “وكان له الفضل في جمع وحفظ وثائق ممتلكات المدنيين العقارية”.

وبعد مرور ٢٤ ساعة تقريباً على وفاة الطيار، ظهرت روايتان منفصلتان عن سبب وفاته حيث نسب أعضاء مجلس الرقة المدني وفاته إلى المرض، بينما قال أحد أفراد عائلته واثنين من الناشطين المحليين في الرقة، لسوريا على طول، أنهم يعتقدون أنه تم تسميمه.

صورة غير مؤرخه لإبراهيم محمد الطيار في اجتماع لمجلس الرقة المدني. صورة من مجلس الرقة المدني.

وقال أسامة الخلف، المتحدث باسم مجلس الرقة المدني، لسوريا على طول يوم الأربعاء أن “إبراهيم الطيار عانى من أمراض في الجهاز التنفسي كالتهاب القصبات التحسسي منذ فترة بعيدة، كما أنه يعاني من التهاب المجاري البولية”.

وأضاف ” أن صحته بدأت تتدهور منذ حوالي ١٥ يوم تقريباً، وتوفي على سرير المستشفى بعد فترة طويلة من المعاناة”.

في حين صرح أحد أقارب المحامي الراحل، الذي يعيش حالياً في تركيا، لسوريا على طول، يوم الخميس أنه يشتبه هو وأفراد عائلة الطيار في مدينة الرقة، الذين كان على تواصل معهم خلال الأيام القليلة الماضية، أنه تم قتله بطريقة مدبرة، وطلب عدم الكشف عن اسمه خوفاً على سلامته الشخصية.

وأضاف قريبه إن صحة الطيار تدهورت في الأسابيع الأخيرة، لكنه قال إن وفاته حدثت نتيجة “التسمم”.

ولم يكن المتحدث باسم المنشأة الطبية في القامشلي، حيث كان الطيار، متواجداً للتعليق حول الموضوع في وقت النشر.

وقد ذكرت العديد من المواقع الإخبارية السورية التابعة للمعارضة وفاة الطيار على أنه عملية اغتيال، في حين أعلن أحد المواقع الأخبارية أن المحامي تناول “قطعة شوكولا” مسممة.

ولم تستطع سوريا على طول التحقق من سبب وفاة الطيار بشكل مستقل، وحتى يوم الأربعاء، لم تعلن أي جهة أو جماعة مسؤوليتها عن وفاة عضو مجلس الرقة المدني.

ومنذ سيطرة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من جانب الولايات المتحدة على مدينة الرقة، في تشرين الأول، أشرف مجلس الرقة المدني على الشؤون المدنية والإدارية في معقل تنظيم الدولة السابق.

وقال مسؤول أمريكي لسوريا على طول عبر البريد الإلكتروني، يوم الأربعاء “نحن على علم بالأنباء التي تفيد بوفاة عضو المجلس المدني في الرقة إبراهيم الطيار، كما أننا نجمع معلومات حول ظروف وفاته”.

وأضاف المسؤول “إننا ندين أي عنف ضد ممثلي المجتمع المدني. وتعرب الحكومة الأمريكية عن تعازيها لعائلة إبراهيم الطيار”.

ووقعت حادثة وفاة المسؤول في أعقاب سلسلة من محاولات الاغتيال هذا العام، بعضها ناجحة وبعضها غير ناجحة، بحق أعضاء مجالس الحكم المحلية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، في محافظة الرقة والمناطق المجاورة.

مدنيون وعناصر أمن خارج منزل عمر علوش في تل أبيض في آذار. تصوير: إعلاميون بلا حدود- الرقة.

وكانت جميع الهجمات – ضد القادة العسكريين، والناطقين الإعلاميين، والوسطاء المحليين- في المناطق ذات الغالبية العربية في شمال سوريا، حيث شهدت قوات سوريا الديمقراطية والمجالس التابعة لها رد فعل عنيف من السكان ضد سياساتهموانتهاكهم للحقوق.

وفي نفس اليوم الذي قُتل فيه الطيار، أطلق مجهولون النار وقتلوا قيادياً عربياً في قوات سوريا الديمقراطية يدعى أحمد الكوباني، على إحدى الطرقات في الريف الغربي خارج مدينة الرقة، بحسب ما أوردته أورينت.

وفي وقت سابق من هذا العام، قتل مسلحون مجهولون اثنين من مسؤولي قوات سوريا الديمقراطية ومجلس الرقة المدني: عمر علوش، وهو مسؤول كردي بارز في تل أبيض، وإبراهيم الأحمد السلامة، وسيط عربي في الطبقة.

كما استُهدف المتحدث باسم مجلس منبج العسكري التابع لقوات سوريا الديمقراطية، وكذلك نائب رئيس لجنة إعادة إعمار الرقة، في محاولات اغتيال فاشلة هذا العام.

وتواصلت سوريا على طول مع متحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، مصطفى بالي، للتعليق بشأن وفاة الطيار، يوم الاربعاء ولكنها لم تتلق رداً بحلول وقت نشر التقرير.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن سلسلة الاعتداءات وعمليات القتل.

وبينما عززت قوات سوريا الديمقراطية سيطرتها على مساحة كبيرة من المناطق في شمال سوريا خلال العامين الماضيين، تشكلت مجموعتان معارضتان رئيسيتان في مواجهة التحالف المتعدد الأعراق الذي يقوده الأكراد.

وشنت حركة القيام، وهي جماعة معارضة مناهضة لقوات سوريا الديمقراطية، تشكلت في آب ٢٠١٧، سلسلة من الهجمات على أعضاء التحالف الذي يقوده الأكراد على مدى الأشهر الستة الماضية، بما في ذلك هجوم بالعبوات الناسفة أسفر عن إصابة أحد أفراد مجلس منبج العسكري التابع لقوات سوريا الديمقراطية.

كما حددت المقاومة الشعبية في الرقة، وهي جماعة متمردة مؤيدة للنظام ومقرها في الرقة، تشكلت في شباط ٢٠١٨، عدداً من المقاتلين الأكراد المتحالفين مع “العدو” الأمريكي كأهداف لها.

 

ترجمة: سما محمد

شارك هذا المقال