ملاحقة الإعلاميين في درعا ليست حكرا على النظام
تعتبر عمليات الخطف والاغتيال والتهديد بالقتل من أبرز المشاكل التي […]
23 مارس 2016
تعتبر عمليات الخطف والاغتيال والتهديد بالقتل من أبرز المشاكل التي تواجه الإعلاميين والصحفيين في عملهم، وفقاً لما قال أبو محمد الحوراني، ناشط إعلامي في مدينة إنخل، غرب درعا، بالقرب من الموقع الذي شهد تفجيراً انتحاريا في هذا الأسبوع.
وأبو محمد الحوراني، واحد من ثلاثة ناشطيين إعلاميين في ريف درعا. وجميعهم طلبوا التعريف عنهم بأسماء مستعارة.
إلى ذلك، قال عبود الحوراني، ناشط إعلامي من ريف درعا الشرقي، “نتعرض لضغط كبير من كافة القوى العاملة على الأرض”، مشيرا إلى أن “كثير من الإعلاميين يخاف على نفسه من الاغتيال او الاعتقال أو تهديد بالسلاح”.
بدوره، ذكر أبو محمد الحوراني “لا نستطيع إرضاء كافة الفصائل، وعملنا أحياناً يغضب بعض الفصائل لا سيما المتشددة منها”.
وكذلك، بين أبو علي الحوراني، إعلامي من غربي درعا، أنه تلقى تهديداً بالقتل مرتين، مشيرا إلى أن الإعلاميين منذ انطلاق الثورة في درعا، كما في باقي سوريا، حياتهم في خطر “في ظل عدم وجود سلطة تحميهم”.
وأضاف “لذلك أصبح الإعلام هو عدو بعض الجماعات التي نصبت نفسها قضاة، فكل كلمة لا تعجبهم يصبح ناطقها او ناقلها هو موضع تهديد”.
- أبو محمد الحوراني، ناشط إعلامي موجود داخل مدينة إنخل، الخاضعة لسيطرة الثوار، حيث اغتيل أربعة أشخاص، ومن بينهم رئيس المجلس المحلي، الجمعة الماضية.
ماهي أهم المشاكل التي واجهتكم كإعلاميين من الناحية الأمنية في عملكم؟
تعتبر عمليات الخطف والاغتيال والتهديد بالقتل، من أبرز المشاكل التي تواجهنا في عملنا. لا نستطيع إرضاء كافة الفصائل. وعملنا أحياناً يغضب بعض الفصائل لا سيما المتشددة منها، كثير من الأحيان تكون الجهة مجهولة وأشخاص ملثمين يطلقون النار علينا أو يقومون بتفخيخ دراجاتنا النارية لقتلنا.
هل أثرت هذه العمليات على سير عملكم، وهل منعتكم من نقل الحقيقة؟
نعم، أثرت هذه العمليات بحق الإعلاميين على سير عملنا؛ فالكثير منا أصبح يخشى نقل الحقيقة، خصوصاً إذا كان الأمر يتعلق بالفصائل العسكرية لا سيما المتشددة، فالحقيقة اصبحت تكلفنا دمائنا، لم يعد نظام الأسد فقط من يلاحق الإعلاميين.
هل تعرضت لعمليات تهديد من قبل الفصائل المسلحة أو محاولات إغتيال؟
بصراحة دائماً أتجنب ذكر الأمور التي أظن بأنها قد تتسبب لي بالاعتقال، وأكتفي بنقل عمليات القصف ومعاناة الأهالي والمدنيين دون الدخول بقضايا الفصائل العسكرية، وذلك بعد تعرض رفاقي لعمليات اعتقال من قبل جبهة النصرة وبعض الفصائل، كما شهدت قبل فترة عملية اغتيال لصاحب أحد مقاهي الإنترنت حيث انفجرت دراجته النارية في الصباح، حيث كان ذاهبا لإحضار الفطور لعائلته، ولم نعلم من المسؤول عن الإنفجار.
كيف تمارس عملك الآن في ظل الأحداث الأخيرة التي جرت في المدينة؟ وفي الريف الغربي من قتال مع لواء شهداء اليرموك؟
نواجه صعوبة كبيرة في التنقل، الخوف من عمليات انتقامية تمارسها هذه الخلايا المتشددة، خصوصاً العمليات الانتحارية، حيث قام انتحاري بتفجير نفسه قبل يومين بحاجز للجيش الحر. وأنا شخصياً كنت أخشى من هذه العمليات حتى أثناء ذهابي للدكان أو المخبز لشراء حاجياتي، حتى المشي في الطريق أصبح جريمة قد ندفع ثمنها حياتنا.
- عبود الحوراني، أحد الناشطين الإعلاميين الموجودين بريف درعا الشرقي.
ماهي أهم المشاكل التي واجهتكم كاعلاميين من الناحية الامنية في عملكم؟
نتعرض لضغط كبير من كافة القوى العاملة على الأرض، ونسعى لنقل الأحداث بكل شفافية وإبراز جرائم النظام والانتهاكات ونقل جزء بسيط من معاناة الشعب السوري المحاصر، الذي يقصف بكافة انواع الاسلحة.
التحرك في المنطقة يكون صعب خوفاً من عمليات الاغتيال من قبل بعض الفصائل أو الاستهداف من قبل قوات النظام وميليشياته.
هل أثرت هذه العمليات على سير عملكم، وهل منعتكم من نقل الحقيقة؟
أثرت عمليات الخطف والاغتيال على كثير من الإعلاميين، فكثير منهم يخاف على نفسه من الاغتيال او الاعتقال أو تهديد بالسلاح لذلك التزم الصمت، فيما تحدى البعض الصعوبات والتحديات ووقف بوجه كل المعوقات ونقل الأحداث بشفافية ونقل معاناة الكثيرين، لا سيما ما يحدث الآن في عموم المنطقة الغربية من قتال بين جيش الفتح والجبهة الجنوبية من جهة وخلايا داعش من جهة أخرى.
هل تعرضت لعمليات تهديد من قبل بعض الفصائل المسلحة، أو محاولات اغتيال أو اعتقال؟
تعرضت انا وأصدقائي لعمليات تهديد بالسلاح واعتقال وسلب الكاميرات احياناً، وانتهت بتدخل أفراد الجيش الحر الشرفاء لحمايتنا.
من هي هذه الفصائل التي اعتقلتكم بسبب عملكم؟
بعض هذه الفصائل كان ينتمي للجيش الحر، ومن ثم خرج خارج مظلة الجبهة الجنوبية ليشكل فصيلا مستقلا، كما تعرض بعض رفاقي للاعتقال من قبل جبهة النصرة، وبعضهم تعرض للاعتقال من قبل حركة المثنى ولواء شهداء اليرموك.
كيف كانت معاملتهم معكم؟ هل تعرضتم للضرب والاهانة؟ وما هي التهم التي وجهت إليكم؟
تم التهجم علينا واعتقالنا وسلب الكميرات بحجة التعامل مع النظام، أو أن المؤسسة الإعلامية التي نعمل معها لا تتماشى مع تفكيرهم، وتنتهي التهم بالتخوين والعمالة مع المخابرات وجهات دولية وبيع المقاطع المصورة بمبالغ طائلة.
- أبو علي الحوراني، أحد الإعلاميين الموجودين بريف درعا الغربي.
ماهي أهم المشاكل التي واجهتكم كإعلاميين من الناحية الأمنية في عملكم؟
أهم المشاكل التي تواجه الإعلاميين منذ انطلاق الثورة السورية هي عدم وجود سلطة تحميهم وتكون سندا لهم كنقابة أو شيء من هذا القبيل، لذلك أصبح الإعلام هو عدو بعض الجماعات التي نصبت نفسها قضاة فكل كلمة لا تعجبهم يصبح ناطقها او ناقلها هو موضع تهديد.
هل أثرت هذه العمليات على سير عملكم، وهل منعتكم من نقل الحقيقة؟
نعم، انعكس هذا على عمل الاعلاميين حتى أصبح البعض يترك عمله، وينأى بنفسه عما يحصل من أحداث. ووصل الحال بنا إلى أن بعض الوكالات الاعلامية الثورية توقفت عن نقل الأحداث والتزمت الصمت وأوقفت نشاطاتها، بعد تعرضها لعدة مواقف و تهديدات خلال سنوات الثورة، بسبب نقل بعض الجرائم والانتهاكات التي حدثت، وفي الظروف الراهنة التي تشهدها حوران من اقتتال التزمنا الصمت والحياد وتفرغنا لنقل الأحداث والانتهاكات التي تتعلق بالنظام فقط.
هل تعرضت لعمليات تهديد من قبل بعض الفصائل المسلحة، أو محاولات اغتيال؟
تعرضت للتهديد بالقتل مرتين من قبل بعض فصائل الجيش الحر، وذلك بسبب قيامي بتصوير فيديو بعد حدوث عملية اغتيال لقيادي في الجيش الحر.
وليد النوفل