ممر إنساني في الغوطة الشرقية لكن “لا أحد يخرج”
قالت مصادر محلية لسوريا على طول أنه تم فتح معبر […]
4 مارس 2018
قالت مصادر محلية لسوريا على طول أنه تم فتح معبر إنساني للخروج من الغوطة، بطلب من روسيا، قبل أيام لكن “لا أحد يخرج” من المنطقة بسبب القصف المستمر والمخاوف من التجنيد أو الاعتقال من قبل قوات النظام.
وقال ثائر حجازي، ناشط حقوقي من الغوطة الشرقية، لسوريا على طول “حتى لو أراد الأهالي المغادرة، كيف سيغادرون؟ والقصف يستهدف كل مكان في الغوطة الشرقية”.
وقد أعلنت روسيا، الجهة الداعمة لحكومة الأسد في سوريا، عن “وقف إطلاق نار إنساني” على أساس يومي في الغوطة الشرقية في وقت سابق من هذا الأسبوع، وكان الهدف من وقف إطلاق النار الممتد من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الساعة الثانية بعد الظهر بالتوقيت المحلي السماح للمدنيين بالمغادرة عبر ممر إنساني في شمال شرق المنطقة المحاصرة.
إلا أن خطة وقف إطلاق النار الروسية فشلت بعد وقت قصير من دخولها حيز التنفيذ يوم الثلاثاء، مع استمرار قصف النظام للمنطقة خلال أول خمس ساعات منها. وقال مدنيون وعناصر في الدفاع المدني لسوريا على طول إن القصف وقع خلال فترات التوقف المقررة ليومي الأربعاء والخميس.
وبحسب الناشط الحقوقي حجازي، وهو عضو في مركز توثيق الانتهاكات في الغوطة الشرقية “لا يوجد وقف لإطلاق النار”.
وقتلت الغارات الجوية الروسية والسورية إلى جانب القصف المدفعي ما لا يقل عن ١٣ مدنياً يوم الخميس، وفقاً لما ذكره الدفاع المدني، وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في الغوطة الشرقية، سراج محمود، لسوريا على طول إن ما يقارب ال ٢٠٠ غارة جوية استهدفت الغوطة المحاصرة خلال الأسبوع الماضي.
وتابع محمود إن “النظام لم يلتزم بساعات وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام، قد تنخفض وتير القصف لكنه لا يتوقف”.
وفي الوقت نفسه، لم يشهد الممر الإنساني الذي تم إنشاؤه بطلب من روسيا لخروج مدنيي الغوطة الشرقية إلى مخيم الوافدين الذي يسيطر عليه النظام، عبور أي من المدنيين.
وحتى صباح يوم الخميس، تم إخلاء شخصين فقط من المدنيين – وهما مواطنان باكستانيان كانا يعيشان في الغوطة الشرقية قبل بدء الحرب – عبر الممر بالتنسيق مع سفارة بلادهم، وفقاً لما ذكرته مصادر محلية لسوريا على طول، ونشر الهلال الأحمر العربي السوري صورا للمواطنين الباكستانيين على وسائل التواصل الاجتماعي بعد إجلائهم يوم الأربعاء.
وذكرت وكالة الأنباء الروسية تاس أن قوات المعارضة في الغوطة الشرقية قصفت الممر الإنساني، يوم الخميس، واتهمتهم بمنع المدنيين من المغادرة.
وأفادت وكالة الأنباء السورية سانا بأن جماعات مسلحة قصفت معبر الوافدين ومنعت المدنيين من الخروج من الغوطة الشرقية، يوم الخميس، مع قيام الإرهابيين “باحتجاز [المدنيين] واتخاذهم كدروع بشرية”.
وتواصلت سوريا عل طول مع المكاتب الإعلامية لكافة الفصائل الرئيسية الموجودة في الغوطة الشرقية يوم الخميس، لكنها لم تتلق رداً حتى وقت نشر هذا التقرير، ونفى الناطق باسم فصيل فيلق الرحمن في الغوطة الشرقية قصف الممر في حديث مع سوريا على طول، يوم الثلاثاء.
سكان بلدة كفر بطنا في الغوطة الشرقية يوم الثلاثاء. تصوير: خالد عكاشة / مركز الغوطة الإعلامي.
في السياق، قال سامر عز الدين (٣١ عاماً) مدني من دوما لسوريا على طول أن وضع “الحصار والقصف لا يوصف في الغوطة الشرقية”، مضيفاً “لو كان الطريق آمنا فعلاً، والناس لا تتخوف من انتهاكات النظام بحقهم، لكان من الممكن أن يغادروا”.
وقال عزالدين ومدنيين آخرين، أنه حتى بالنسبة لأولئك الذين يرغبون في مغادرة الغوطة الشرقية للأراضي التي يسيطر عليها النظام، فإن القصف المستمر فضلاً عن الخوف من الاعتقال والتجنيد الإجباري في وقت لاحق، يثني الناس عن المغادرة.
وقال الناشط حجازي لسوريا على طول “لا يمكنك أن تمشي حتى خطوات وتبتعد عن القبو أو الملجأ الذي تقيم فيه”، موضحاً أن استمرار قصف الطرقات والعزلة النسبية لمعبر الوافدين يجعلان التحرك أمراً “صعباً”.
وتابع حجازي “كيف سيخرج الشخص من دوما للمخيم ويقطع مسافة ٧ كيلو متر؟ هل يقطع المسافة مشيا؟”.
ووفقاً لعز الدين، مدني من دوما، فإن المخاوف من التجنيد هي سبب آخر لامتناع بعض سكان الغوطة الشرقية عن المغادرة. حيث أن الغوطة الشرقية موطن “آلاف” من الشبان المطلوبين لأداء الخدمة مع الجيش السوري.
وفي أعقاب معركة شرق حلب في كانون الأول ٢٠١٦، تم اعتقال مئات من أبناء المناطق التي كانت تحت سيطرة المعارضة سابقاً، ممن هم في سن أداء الخدمة العسكرية، وإلحاقهم بالخدمة الإلزامية.
وبالنسبة لآخرين، فإن حيازة عقود الزواج والوثائق المدنية الصادرة عن سلطات المعارضة يشكل خطراً على العائدين إلى مناطق النظام، وفقاً لما ذكرته سوريا على طول، في كانون الثاني.
وقال عزالدين “لدينا أزمة سياسية اجتماعية عسكرية أولاً يجب حلها وبعد ذلك يمكن الحديث عن الخروج”.
ساهم وليد النوفل وداوود الحريري وطارق عديلي في إعداد هذا التقرير.
ترجمة: سما محمد.