منشورات للتحالف تدعو سكان الرقة لمغادرتها وتثير موجة خوف بينهم
في يوم الخميس، ألقت الطائرات الحربية للتحالف الدولي الذي تقوده […]
24 مايو 2016
في يوم الخميس، ألقت الطائرات الحربية للتحالف الدولي الذي تقوده أميركا منشورات على مدينة الرقة، عاصمة تنظيم الدولة بحكم الأمر الواقع، ويصور المنشور الأهالي السوريين وهم ينزحون من المدينة التي تتشح بالأسود، إلى خضرة وشمس الريف وكتب عليها: “حان الوقت (…) آن الأوان لمغادرة الرقة”. وأوقدت المنشورات مخاوف متأججة أصلاً في عاصمة التنظيم.
حان الوقت الذي انتظرتموه، آن الأوان لمغادرة الرقة”. حقوق نشر الصورة لـ الرقة تذبح بصمت
ووفق ما قال محمد الصالح الناطق باسم الرقة تذبح بصمت لسوريا على طول، الأحد، “خرج الى الان ما يقارب 15 %من أهالي المدينة من الرقة باتجاه ريف الرقة”، (منذ إلقاء المنشورات على مدينة الرقة، الخميس الماضي).
ويأتي التحذير الضمني بحملة مرتقبة للتحالف الذي تقوده أميركا مع تقدم القوات الكردية المستمر في محافظة الرقة، وقطعها لطرق إمداد عن تنظيم الدولة.
ورغم اعترافهم بإلقاء المنشورات إلا أن مسؤولي البنتاغون ينفون ويقولون أنه ما من هجوم مرتقب على الرقة. والمنشورات الأخيرة ليست سوى جزء من حملة حرب نفسية ضد تنظيم الدولة. “إنها جزء من حملتنا لتشويشهم”، وفق ما قال أحد مسؤولي البنتاغون لـ الديلي بيست، الأسبوع الماضي.
وتركت الحملة، التي تستهدف تنظيم الدولة، تأثيراً على أهالي الرقة الذين “نزحوا إلى الريف” وقسم كبير منهم قام ببيع جزء من أثاث منزله لإعانته في موضوع النزوح وفق ما قال محمد الصالح، لمراسل سوريا على طول محمد الحاج علي.
الى الان، كم هو عدد الناس الذين خرجوا من مدينة الرقة. وما هي فئات الناس الذين خرجوا؟ و الى أين؟
خرج الى الان ما يقارب 15% من أهالي المدينة من الرقة باتجاه ريف الرقة، وقسم كبير يتحضر للخروج في وقت لاحق، اي أن العدد يزيد عن 35000 مدني، والذين خرجوا هم الذين أوضاعهم المادية الافضل حالا من بين المدنيين عموما، وأغلب النزوح هو الى ريف الرقة، لأن التنظيم يسمح بالحركة داخل مناطق سيطرة التنظيم ويمنعها بشكل كامل خارج مناطق سيطرته تحت اي سبب.
وما هي الاجراءات التي يجب اتباعها من قبل المدنيين للخروج من المدينة؟
الحركة ضمن مناطق سيطرة التنظيم لا تحتاج الى ورقة سماح للحركة والتحرك والتنظيم لا يمنع ذلك.
هل لديكم معلومات عن سبب السماح للمدنيين بالخروج؟ وهل لموضوع المناشير التي تم إلقاؤها من قبل التحالف علاقة بذلك؟
الخروج نحو ريف الرقة أو ضمن مناطق التنظيم الأخرى خيار أشار به التنظيم للمدنيين من أجل ابقائهم ضمن مناطقه، ولكي لا تكون هنالك محاولات للمدنيين للخروج خارج مناطق سيطرته، لان التنظيم يحتاج المدنيين ليكونوا نوعا من الدروع البشرية التي تخفف من وطأة قصف الطيران عليه. والمناشير هي السبب الرئيسي لخروج الناس.
كيف هو وضع مدينة الرقة الآن؟ هل يوجد تحركات لعناصر التنظيم في المدينة؟
حركة الأسواق شبه اعتيادية، لكن عموما هنالك سحب لمقاتلي التنظيم نحو المناطق الشمالية ونوع من الاستنفار داخل المدينة.
وحركة الناس بالنزوح باتت واضحة، وقسم كبير منهم قام ببيع جزء من أثاث منزله لإعانته في موضوع النزوح بسبب الاوضاع المادية الصعبة التي يعاني منها المدنيون بالرقة.
كيف هو وضع الناس في الريف مقارنة بالمدينة؟ هل تختلف معاملة التنظيم مع المدنيين في الريف عنها في المدينة؟
لا تختلف الخدمات بريف الرقة عن الرقة المدينة؛ فالكهرباء فترات انقطاعها كبيرة للغاية، وكذلك المياه والمواد الغذائية والتموينية متوفرة بالريف والمدينة، والناس عموما تلجأ الى استئجار مسكن لهم بالريف او الاقامة لدى اقرباء لهم هنالك.
والمعاملة بين الريف والمدينة تختلف قليلا لقلة عدد المقاتلين هناك، وقلة دوريات الحسبة لكن لا اختلاف في معاملة المدني بالنسبة لعناصر داعش بين الريف والمدينة، فالقرارات ذاتها لكن هنالك انفراج وحرية حركة أكثر بالريف لأنه واسع وليس كالمدينة التي تجوبها سيارات التنظيم ودورياته.
برأيك لماذا هذا الخروج الان؟ ما الغاية منه؟
الناس خائفة، لأول مرة ترمى مناشير تطلب بشكل واضح من الناس الخروج من الرقة، والناس تعتقد ان ذلك مقدمة لقصف ربما يكون كبير جدا على الرقة، ودمار حلب حاضر بعقول الناس.
والرقة المدينة الوحيدة التي يقصفها كل من طيران النظام والروس والتحالف، يعني اذا بدا القصف من كل الاطراف بكثافة بأيام من الممكن تدمير المدينة على ساكنيها وهذا هاجس كبير لدى الناس.
هل يوجد أوامر مباشرة من التنظيم بخروج الناس من المدينة؟
امر مباشر لا يوجد، لكن لا اوامر لمنع خروجهم عل ريف الرقة. الناس حاولت الاستفسار حول امكانية الخروج فكان الجواب من التنظيم ان الخروج للريف لا مانع له. لكن ليس هناك امر من التنظيم بذلك بإجبار الناس على الخروج والتنظيم لا يرغب بإرغامهم على ذلك.
وهنالك قسم يزيد عن نصف سكان المدينة لن يخرجوا نهائيا لعدم وجود القدرة المالية.
بخصوص منع خروجهم من الريف، كيف يستطيع التنظيم ضبط كل حدود محافظة الرقة؟ كيف يستطيع منع المدنيين من الخروج؟
الحواجز هي المانع، كيف لا تستطيع أن تدخل الى الرقة، حاليا ايضا لا تستطيع الخروج منها إلا اذا مررت بحواجز التنظيم. بمعنى مغامرة الهروب من الرقة وقد تكلف الشخص حياته اما بنيران التنظيم او الاطراف الاخرى او خطر الالغام.
ترجمة: فاطمة عاشور