4 دقائق قراءة

منى يعقوبيان: من المرجح ان يكون جنيف “مجرد مظهر”

تم تحديد محادثات السلام جنيف ٢ بعد أسبوع من اليوم، […]


16 يناير 2014

تم تحديد محادثات السلام جنيف ٢ بعد أسبوع من اليوم، ولا يرى المراقبين من داخل وخارج البلد الكثير من الأمل. حيث تبقى المعارضة السياسية السورية منقسمة بشدة حول المشاركة في المؤتمر، حيث أعلن الائتلاف السوري الوطني، أحد الكتل الرئيسية داخل إئتلاف المعارضة السورية عن عدم حضوره.

المجتمع الدولي منقسم حول قضية حضور إيران، حيث تعارض واشنطن حضور طهران ولكن روسيا والأمم المتحدة تصر على أن إيران يجب أن تكون جزء من التسوية. وفي نفس الوقت، تبقى الديناميكا على الأرض بعيدة كل البعد عن المناورات الدبلوماسية، مع تحالف سبع فصائل إسلامية متشددة لتكوين الجبهة الإسلامية، التي تبدي عدم اهتمام واضح ومعلن تجاه محادثات جنيف، الجبهة الإسلامية والتي يزعم أنها أحد أكثر قوى المعارضة فعالية في سوريا.

“بمجرد أن تستثمر في العملية الدبلوماسية، تصبح تكاليف الفشل حقيقية جداً،” قالت منى يعقوبيان، المستشارة الكبرى لبرنامج مركز ستيمسون في الشرق الأوسط في العاصمة واشنطن. الرهانات عالية على المؤتمر: تمهيد الطريق لهيئة إنتقالية لحكم سوريا، وقف القتال، مبادئ لا يمكن لأصحاب المصالح التوصل إلى اتفاق بشأنها قبل المؤتمر.

يمكن أن تفشل، قالت يعقوبيان لـ أليكس سيمون من سوريا على طول في الجزء الأول من مقابلة من جزئين، و”وهؤلاء الأطراف الذين وضعت نفسها في مؤتمر جنيف ستخسر من مصداقيتها.”

س. ما هي وجهة نظرك حول آفاق نجاح مؤتمر جنيف؟

ج. مازلت متشكك جداً أن أي شيء سيتحقق في الواقع. أعتقد أن المؤتمر في النهاية سيكون فقط مظهر. وصلنا، فجلسنا، فألتقينا، من وجهة نظري هذا المؤتمر لا يقترب من أي عتبة دبلوماسية من أجل وضع سوريا على الطريق الصحيح.

س. يبدو أنه لايوجد تفاؤل تجاه المؤتمر. لماذا تستمر واشنطن وشركائها في دفع المؤتمر؟

ج. لأنني أعتقد ومازلت أؤمن وأوافق بأن الحل الوحيد لإنهاء الصراع في سوريا هو الحل السياسي. أعتقد أن دافعهم نابع من حرص عميق إزاء الوضع في سوريا، وأن الخيار الآخر وهو عدم فعل أي شيء ليس خياراً. لذلك هم يركزون نظرهم بشكل مباشر على فكرة جنيف ٢، وأعتقد أن هذا ما يدفع الولايات المتحدة والجهات الدولية والأمم المتحدة أيضاً.

س. هل يمكن أن يكون هناك أي عواقب ملموسة لعقد المؤتمر ورؤيته يفشل؟

ج. أعتقد أذا ما انهار جنيف ٢، فهناك فشل حقيقي لا يمكن إنكاره، أعتقد أنه خطير. حيث ينهي هذا زحم الحل الدبلوماسي، ويقوض إحتمال أن يجلس الطرفين ويتحدثوا. متى ما إستثمرت في العملية الدبلوماسية، تصبح تكاليف الفشل حقيقية جداً. طالما أن العملية الدبلوماسية كما تتمنى، تكون تكاليف الفشل مجرد أمثلة، لكن بمجرد ما أن تستثمر في العملية تصبح تكاليف الفشل حقيقية جداً. ذلك هو قلقي، لأنه يوجد عدد مرات محدود يمكن فيه للمرء انتهاز الفرصة. إذا فشل، سنخسر من حين متى يمكن إعادة الطرفين مرة أخرى.

س. هل ستكون هذه العواقب فقط في المجال الدبلوماسي، أم سنرى تأثيرها على الأرض؟

ج. أعتقد أنه يمكن أن يكون لها إنعكاسات على الأرض أيضاً. حيث أن الأطراف التي إستثمرت بعملية جنيف ستخسر من مصداقيتها. وأود أن أحظر بأن كل شيء يجري في سوريا له ديناميكيته الخاصة، ويجب أن لانخدع أنفسنا ونقول أننا قادرين على التحكم بهذه الديناميكي. لكن أعتقد أنه بدون إي أمل في حل دبلوماسي، سيستمر العنف في سوريا بلا هواده وهذه أكثر من مجرد إحساس.

س. حتى الآن لايوجد إتفاق على ما إذا ستحضر إيران المؤتمر أم لا. هل يمكن أن تعطينا رأيك بشأن موقف واشنطن، وكيف سيؤثر على المحادثات؟

ج. حتى اليوم، ما تزال الولايات المتحدة الأمريكية تعارض بشدة مشاركة إيران في جنيف ٢ ما لم يؤيد إيران بيان جنيف والمبدأ الأساسي بأن الهدف من المؤتمر هو خلق حكومة انتقالية ذات سلطة تنفيذية كاملة، شكلت بالتراضي بين الحكومة السورية والمعارضة. مع أن هذا الموقف يتفق مع روح جنيف، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا مازال موقفهم غامض تجاه دور الرئيس الأسد بالتحديد لأن الدولتين لم تتوصلا إلى إتفاق كامل حول تفاصيل الحكومة الإنتقالية.

مع موقف المعارضة الضعيف، من المرجح أن تتعلق المحاولة الأمريكية لتشكيل المؤتمر ليحرك أجندة الحكومة الإنتقالية إلى الأمام. لكن للاسف، أعتقد أن عدم شمل إيران سيكون له أثار سلبية أكبر من الفوائد المحتملة. في حين لا تزال إيران مؤيد لنظام الأسد، إلا أن طهران أشارت إلا إستيائها من سلوك النظام، ولاسيما استخدامه السلاح الكيميائي، بالإضافة إلى الكارثة الإنسانية التي تطورت نتيجة لسياسات النظام.

على هذا النحو، إيران، جنبا إلى جنب مع روسيا، يمكنها الاستفادة من نفوذها لنيل تنازلات بشأن القضية الرئيسية التي هي المساعدات الإنسانية. حيث تشعر إيران بنمو النفوذ الجهادي في سوريا، وربما تكون أكثر استعدادا لقضايا أخرى إذا أحست أن الأسد أصبح عبئاً أكثر من فائدة. في النهاية، إذا لم يتم شمل إيران في المؤتمر، يمكن أن تكون بمثابة تخريب قوي وفعال.

لمزيد من المقابلات تابعونا على فيسبوك و تويتر.

شارك هذا المقال