موجة الحر تلفح خمسين ألف سوري في الصحراء ينتظرون دخول الأردن
يواجه أكثر من خمسين ألفا من النازحين السوريين، الذين تقطعت [...]
17 مايو 2016
يواجه أكثر من خمسين ألفا من النازحين السوريين، الذين تقطعت بهم السبل في صحراء اثنين من المعابر الحدودية مع الأردن، نقص المياه وخطر الإصابة بضربة شمس، ولا سيما بعد أن تجاوزت درجات الحرارة 104 درجة فهرنهايت (40 درجة مئوية)، خلال اليومين الماضيين، وفق ما ذكر أحد أهالي المخيمات غير الرسمية لسوريا على طول، الإثنين.
وأقام هؤلاء السوريين المهجرين داخلياً، ومعظمهم هاربون من حكم تنظيم الدولة، مخيمات في معبري الركبان والحندرات في منتصف عام 2014.
وفي نيسان الماضي، كتبت سوريا على طول عن الأزمة الإنسانية المتفاقمة في هذين الموقعين، والذين يبعدان عن بعضهما مسافة 50 كم في منطقة منزوعة السلاح على الحدود الشمالية الشرقية للأردن مع سوريا. ووصف أهالي المخيم أنذاك الظروف “غير الإنسانية” التي يختبرونها وأبدوا مخاوف من أن يمضوا صيفاً حارقاً آخر في صحراء الأردن بعد أن مات خمسة على الأقل من أهالي المخيم من كبار السن والمرضى من لهيب الحر في السنة الماضية.
شاحنة محملة بالمياه عالقة في الطين في طريقها إلى الحدود السورية الأردنية. حقوق نشر الصورة للجنة الدولية للصليب الأحمر
ورفعت موجة الحر الحالية درجات الحرارة “لتصبح اعلى من معدلاتها لمثل هذا الوقت من السنة بحوالي 9-11 درجة مئوية”، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية “بترا”.
وبدأت درجات الحراة بالإرتفاع منذ أسبوع تقريباً، ووصلت لـ40 درجة مئوية الأحد واليوم الاثنين، وفق ما قال أبو أنس، والذي أتى إلى مخيمات الركبان مع زوجه وطفله الأول، السنة الماضية، لسوريا على طول، الإثنين، من خلال الواتس آب.
وأضاف أبو أنس “والآن، هناك أزمة في المياه؛ فبسبب الحرارة المرتفعة زاد اسهلاكنا للمياه”.
وفي تشرين الأول الماضي، تولت “اليونسيف” مسؤولية توفير المياه الصالحة للشرب إلى المخيمات الصحراوية، والمعروفة باسم “الساتر” في إشارة إلى جدار الأكياس الرملية التي ترسم الحدود الجنوبية للمخيمات.
ورغم أن “اليونسيف” ترسل بشاحنات المياه يومياً، إلا أن أبو أنس يقول أنها لا تطفئ ظمأ ساكني المخيمات في هجير الصحراء.
وقال أبو أنس، وهو من ريف حمص الشمالي، “أن الأهالي يشربون المياه حالما تأتيهم على الرغم من أن (حرارة) المياه تكاد تصل لدرجة الغليان”.
وذكر مسؤلو الإغاثة الذين تحدثوا إلى سوريا على طول أن شبكات الطرق الرديئة ومواقع المخيمات المعزولة تعرقل الجهود المبذولة، لإعانة السوريين العالقين على الحدود بما في ذلك رفدهم بالمياه.
“إننا نبذل قصارى جهدنا لنضمن أن اللاجئين عند الساتر لديهم ما يكفيهم من الماء” وفق ما قال مسؤول في اليونسيف لسوريا على طول، الإثنين، مشيراً إلى صعوبة نقل المياه إلى المخيمات المعزولة.
ويأمل السوريون الذين يقيمون في الركبان والحندرات أن يدخلوا الأردن ويسجلوا في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين. ومتى استطاعوا ذلك، يمكنهم أن يطلبوا اللجوء في دولة ثالثة، على الرغم من أن نسبة أقل من واحد بالمئة سيتم توطينهم ويمكن للعملية أن تستغرق 36 شهراً، وفق تقديرات الأمم المتحدة.
شاحنة الصليب الأحمر المحملة بالمساعدات الغذائية إلى النازحين السوريين العالقين على الساتر في كانون الأول. وتستغرق الرحلة نحو ثلاثة ساعات. ساعة واحدة منها فقط تكون عبر الطرق المعبدة. حقوق نشر الصورة للجنة الدولية للصليب الأحمر
وفي شباط، صرح العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لـ BBCأن بلده في صدد معالجة مسألة النازحين السوريين في ركبان والحندرات “بأسرع وقت ممكن” إلا أن عملية التدقيق تتطلب وقتاً تبعاً للمخاوف الأمنية.
وأقرت الأردن مؤخراً بأن عدد أولئك الناس الذين يدخلون من الساتر، يومياً يقدر بـ300.
والآن بالنسبة لهؤلاء الناس الذين يقدر عددهم بخمسين ألفاً، بانتظار دخول الأردن، بما فيهم الوافدون الجدد يومياً، فإن شدة الحر ونقص المياه ووهج الشمس الحارق تجعل الحياة لا تطاق، وفق ما قال أبو أنس.
وتابع أبو أنس “أن تكون داخل الخيمة أو خارجها في هذه الدرجات المرتفعة سيان (…) وهناك عدد من الناس قد توفي مؤخراً”.
وتحدث أبو أنس عن طفلته ذات الخمسة شهور، والتي جاءت إلى الحياة على الساتر، أنها “بسبب درجة الحرارة هذه تبكي طوال الوقت”. وأشار إلى أنه لا يسمح لابنه ذي العامين بالخروج من الخيمة خوفاً من أن يصاب بضربة شمس أو بمرض السحايا.
ورغم قساوة هذه الظروف التي يعيشها، يقول أبو أنس أنه لا يريد العودة إلى حمص لأنه لا يوجد مكان آمن فيها. وقال “وضعنا سيئ جداً، ولكن لايوجد بيدنا أي حل اخر”.
ترجمة: فاطمة عاشور