ناشط سوري يعيد الأمل بالتعليم لآلاف الطلاب في مخيم كليس
تشرين الأول/ أكتوبر 28، 2013 عمان: واحد من 513,000 لاجئ […]
28 أكتوبر 2013
تشرين الأول/ أكتوبر 28، 2013
عمان: واحد من 513,000 لاجئ سوري في تركيا، ترك سوريا في حزيران/ يونيو 2011. بعد سنة من العمل على دمج الأطفال السوريين في المدارس التركية، ساعد عمار على فتح مدرسة الحرية داخل مخيم كليس بعد تزايد أعداد الطلاب السوريين بصورة فاقت إمكانية تركيا.
اليوم، يدرس أكثر من 4,000 طالب المنهج السوري، والذي قام بنسخه أحد أعضاء الجيش الحر وجلبه إلى تركيا. حيث يعمل عمار وزملاءه على الحصول على إعتراف دولي بشهادات المدارس الثانوية ليمكن الطلاب السوريين من إكمال تعليمهم الجامعي في تركيا والدول العربية الأخرى.
يعيش عمار، مدرس لغة إنجليزية سابق في مدينة كليس في تركيا اليوم، 70كم شمال مسقط رأسه في حلب. وهو متزوج ولديه طفل جديد، كما يعمل كإداري في مدرسة ثانوية في المخيم.
تحدثت نهى شعبان من سوريا على طول مع عمار عن عمله في تدريس وإعادة تهيئة جيل قادم من طلاب سوريا الذين تعرضوا لصدمات.
س. ما هي أكثر المشاكل التي تواجهكم هنا؟
ج. إن أكثر المشاكل التي تواجهنا هي صعوبة التعامل مع الطلاب الذكور الذين بقيوا لمدة سنة بدون تعليم. إن السيطرة عليهم وضبطهم عملية صعبة جداً، خاصة في هذه المرحلة الحرجة من سنين عمرهم.
يعاني كل الطلاب من أثار نفسية سيئة بسبب الحرب والدم، حيث أن معظمهم تعرض لمواقف سيئة جداً وشاهد صوراً قاسية للموت والدمار. هذا الموضوع أثر بشكل سلبي على نفسية الأطفال بحيث بات من الصعب التواصل معهم. نحن مازلنا نعاني لنهيئ لهم جو دراسي مناسب ونحاول تشجيعهم وتحفيزهم وإقناعهم بأن الحياة ستستمر وأن عليهم نسيان أمر الحرب وهم في المدرسة الآن وأن عليهم التفكير في مستقبلهم.
س. هل لك أن تذكر لنا حادثة معينة تركت أثراً لديك؟
ج. نعم، هنالك طالب أشعر بالأسى كلما نظرت إليه. تعرض هذا الطالب للإصابة بشظيه في قدمه تسببت في شلله. يأتي للمدرسة كل يوم على كرسي متحرك، ويجلس بجواره زميله الذي يساعده في الذهاب إلى الحمام أو إلى الباحة. كلما شاهدت هذا الشاب أشعر بالألم وبأن هناك آلاف المعوقين في سوريا اليوم وربما المزيد في المستقبل. ينتظرنا عمل طويل جداً في سوريا المحررة. وأدعو الله أن يساعدنا فالجيل القادم يعاني من الكثير من التشوهات النفسية والجسدية.
س. هل بدأتم بوضع خطة مستقبليهة بهذا الخصوص؟
ج. لا يوجد لدينا خطة مكتوبة جاهزة. ولكن هناك تصورات لما سيترتب علينا فعله بعد انتهاء الحرب وبالتأكيد نحن بحاجة للتعاون مع مختلف الاختصاصات النفسية، الطبية، الفيزيولوجية، الرياضية وغيرها.
رجل يقف فوق منزله في مخيم كليس بتركيا. حقوق نشر الصورة ل نهى شعبان
س. ماذا كنت تعمل قبل الثورة؟ و ما دورك الأن هنا في المخيم؟
ج. قبل الثورة، كنت مدرساً للغة الأنجليزية في حلب. اليوم أنا مسؤول إداري عن رعاية الطلاب وحل المشكلات التي تنشأ بينهم ومساعدتهم على الإلتزام بالنظام وقواعد الدراسة. فضلاً عن أعمال إدارية تتعلق بتنظيم ساعات عمل المدرسين.
س. كم عدد الطلاب اللذين حصلوا على هذه الشهادة في المخيم؟ وهل شهادة البكالوريا معترف بها؟ ومن قبل من؟
ج. تم الإعلان عن النتائج في المخيم وفي معظم المناطق المحررة كإدلب ومناطق حلب تقريباً. ولكن واجهتنا مشاكل في الرقة بسبب القصف المتوالي هناك حيث لم نتمكن من الحصول على النتائج حتى الآن.
بلغ عدد الطلاب اللذين تقدموا لهذا الامتحان حوالي 19,000 طالب وطالبة داخل سوريا ومن الدول المجاوره كالأردن ولبنان وتركيا ومصر وذلك بإشراف الائتلاف. أما في تركيا، فالأخوة الأتراك يستقبلون الآن في جامعاتهم طلاب العام الماضي 2012 ويجرون لهم دورة باللغة التركية ليتم نقلهم إلى الجامعات التركية حيث ستكون الدراسة مجاناً. هذا العام أيضاً، سيتم قبول عدد من الطلاب المتفوقين وإرسالهم إلى الجامعات التركية. ليس لدي معلومات عن واقع الطلاب في باقي الدول. ولكنني أعلم أن الائتلاف يسعى للحصول على إعتراف من الجامعات التركيه بشهادة البكالوريس التي حصل عليها الطلاب هذا العام. سيحصل الطلاب على شهادة مختومة بختم الحكومة الليبية لأن ليبيا تعهدت بقبول الطلاب السوريين في جامعاتها واعترفت بهم. بالطبع النظام لن يعترف بهذه الشهادات ولكن حين يسقط النظام سيتم تعديل هذه الشهادات، حيث لدينا فريق كامل من المراقبين والمشرفيين يعملون على هذا الموضوع .
نتمنى أن يتم الاعتراف بهذه الشهادات من كل الدول المجاورة ومن الدول الغربية حتى يستطيع كل الطلاب السوريين اللذين خرجوا من بلدهم متابعة ما فاتهم من دراسة في المستقبل.
س. هل تعتمدون على المنهاج التركي في التدريس الان؟
ج. لا، نحن نعتمد المنهاج السوري الذي أتينا به من سوريا. حصلنا على نسخ من المناهج وقمنا بإعادة طباعتها هنا في تركيا بإشراف هيئة أحرار الشام الإغاثية وتم توزيعها على الطلاب. قمنا بالطبع بحذف الكثير من الدروس التي لم تعد مهمة لنا من المنهاج. كما نقوم هنا بتدريس اللغة التركية لمدة ست ساعات في الأسبوع للطلاب.
س. هل تتقاضون راتباً شهرياً في عملكم هنا؟
ج. لا، نحن هنا متطوعون. في البداية كنا مجموعة من الأساتذة بدون راتب وبدون أي تعويض كان هدفنا هو تعليم الأطفال فقط. لاحقاً قمنا بالإعلان عن حاجتنا لمدرسين من كافة الاختصاصات وخاصة من حمله الشهادات العليا حيث وردتنا طلبات كثيرة اخترنا منها 163 معلم ومعلمة يعملون الأن في المخيم لجميع المراحل. ويبلغ عدد الطلاب الآن في المدرسه 4000 طالب وطالبة موزعين على فترتين صباحية للأطفال ومسائية للذكور.
س. هل جميع المدرسين يسكنون ضمن المخيم؟
ج. أغلبهم والباقي يستأجر في منطقة قريبة من هنا. لقد حرصنا أن نختار أساتذة يقطنون بالقرب من المخيم أو من سكانه لنضمن التزامهم وتخفيف الأعباء المالية عليهم خاصة وأنهم متطوعون.
تابعونا على صفحة الفيس بوك و التويتر