ناشط: يسعى الأسد إلى “التلاعب بالناس” من أجل التخلي عن مطالبهم
شباط/ فبراير ٢، ٢٠١٤ إنتهت الجولة الأولي من محادثات جنيف […]
2 فبراير 2014
شباط/ فبراير ٢، ٢٠١٤
إنتهت الجولة الأولي من محادثات جنيف الثانية للسلام يوم الجمعة، مع تقدم قليل لكن ملموس بعد أسبوع من الإجتماعات بين وفد الحكومة والمعارضة. بين النجاحات المحدودة للمحادثات كان إتفاق الحكومة السورية للموافقة مع “بعض التحفظات” على بيان جنيف، وبيان المبادئ الذي تم طرحه بعد مؤتمر جنيف الأول في يونيو ٢٠١٢. حيث يدعو البيان إلى إنشاء “هئية حكم إنتقالي” مع “كامل السلطات التنفيذية”. وقد وصف المتحدث بإسم الائتلاف الوطني السوري لؤي صافي الإعلان “خطوة إيجابية للأمام”، ولكن مع ذلك أصر بأن الحكومة ليس لديها أي سبب لوقت سفك الدماء، وصرح بأن منظمته لن تبقى جالسة “إلا ما لانهاية” في محادثات السلام.
صورة جدارية لـ حافظ الاسد وابنه الاكبر، باسل الاسد، الاخ الاكبر لبشار الاسد. حقوق الصورة تعود لـلكاتب نيكولاس فان دام عن كتابه، The Struggle for Power in Syria.
يشارك العديد من السوريين شكوك صافي، حيث أخبر أحد الناشطين في مدينة حمص القديمة المحاصرة فريق سوريا على طول “جميعنا يعرف أن النظام غالباً ما يقوم بالغدر” هذه كانت كلماته. جذور هذه المشاعر أعمق بكثير من الحرب الأهلية المستمرة منذ ثلاثة سنوات تقريباً في سوريا، وتمتد عبر أكثر من أربعة عقود من الحكم الإستبدادي من قبل بشار الأسد ووالده حافظ الذي سبقه.
سوزان أحمد هي ناشطة بارزة في وسائل الإعلام والمتحدثة السابقة باللغة الانجليزية للمجلس الثوري في خارج دمشق. تحدثت مع عبدالرحمن المصري من سوريا على طول حول خطاب نظام الأسد المضلل وأسباب عدم ثقة السوريين العميقة في حكومتهم.
س. في معظم الأحيان يقول لنا السوريين “نحن نعرف هذا النظام” ونعرف كيف يمكن للحكومة أن تتصرف تجاه السوريين؟ ما هي الرسالة التي كنتم تتلقونها طيلة ٤٠ عام؟
ج. النظام هو مجموعة من الناس لديهم إستعداد لقتل أي شخص يقول “لا” لتدمير البلاد كلها للبقاء في السلطة، للكذب والكذب، والتظاهر بأنه لاشيء خطأ يحدث. ما إختبرناه مع هذا النظام أن لا قيمة عنده لأي سوري. أهم شيء لديه هو البقاء في السلطة وكسب المال مهما كانت الطريقة. لايمكن لك أن تتوظف إذا لم تدفع رشوة وتقبل أيادي بعض المسؤولين.
إذا كنت شخص عادي، ليس لديك أي حقوق أو إمتيازات كمواطن.
كونك سوري يعني أن لا تكون قادر على أن تقول كلمة ضد النظام، وإلا فسوف يتم القبض عليك وتتعرض للتعذيب حتى الموت، وذلك لأن النظام يجند ناس للمراقبة والإبلاغ عن ما يقوله الأخرون عنه.
جعل النظام السوريين يؤمنون بأن الجدران لها أذان، لذلك لا أحد يجرؤ على إنتقاد النظام أو أن يقول كلمة واحدة ضده.
س. كيف يمكن لك أن تشرح للأمريكان والأجانب ألاسلوب الذي إستخدمه حافظ ويستخدمه بشار للتحدث مع السوريين؟
ج. لم يكونوا يحترموا السوريين! لقد رأوهم مجرد أرقام، كأداة يمكن إستخدامها لمصلحتهم الخاصة. كان بشار يخاطب السوريين متى ما كان هناك خطر خارجي ليظهر للعالم أنه زعيم قوي. لقد إعتاد أن يعطي شعارات فارغة ليبدو كالبطل. أتذكر عندما خاطب بشار السوريين عندما كان هناك خطر من أن تهاجم إسرائيل سوريا، لقد تحدث عن إنتصاراتنا، وكيف أننا أحرجنا إسرائيل من قبل ويمكننا أن نحرجها في المستقبل. في النهاية قال “سوريا الله حاميها” وفي اليوم التالي كان هناك لافتات كتبت عليها هذه العبارة كما لو أننا قد حققنا إنتصاراً عظيماً!
الإستراتيجية المتبعة من قبل بشار ووالده من قبله هي شغل الناس بخبزهم حتى لا يكون لديهم الوقت ولا القدرة للتفكير بالحصول على نظام أفضل.
س. أحد الأشخاص الذين قابلناه قال عن جنيف الثاني أن “النظام سيوافق لكن بعد ذلك سيغرق الجميع بالتفاصيل” ما معنى هذا؟
ج. هذا هو أحد شعارات النظام: الذهاب في التفاصيل وترك الناس للغرق فيها ولذلك ينسون القضية الرئيسية.
قالها المسؤولون عدة مرات، إنها سياسة النظام في تلاعبه بالناس وجعلهم ينسون السبب الرئيسي حيث يدفع إنتباههم إلى أشياء بسيطة.
س. هل يمكن أن تعطي مثالاُ يبين كيف إستخدم النظام هذه الإستراتيجية؟
ج. آخر مثال هو ما يجري حالياً في جنيف.
حيث يركز النظام على ذكر الإرهاب، في حين أن أكبر خطر هو النظام. لم يحدث أبداً في التاريخ أن يقصف النظام شعبه للبقاء في السلطة.
الرئاسة هي وظيفة، الرئيس هو موظف، ويجب أن يستقيل أو يتنحى عندما يصبح غير قادر على أداء وظيفته بشكل جيد أو عندما يقرر الشعب بأنه لا يمكن له البقاء كرئيس. الرئاسة لا تورث. لا أحد يمتلك سوريا حتى يتمكن من القيام بما يريد.
للمزيد من المقالات، تابعونا على فيسبوك و تويتر.