3 دقائق قراءة

هجوم وتفجيرات انتحارية لتنظيم الدولة في السويداء تودي بحياة أكثر من 200 شخصاً

  مكان أحد الإنفجارات في مدينة السويداء يوم الأربعاء. الصورة […]


26 يوليو 2018

 

مكان أحد الإنفجارات في مدينة السويداء يوم الأربعاء. الصورة من وكالة سانا.

 

أدى الهجوم البري وسلسلة من التفجيرات الانتحارية، التي نفذها تنظيم الدولة في محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية يوم الأربعاء إلى مقتل ما لا يقل عن 221 شخصاً، ويعدّ هذا الهجوم “الأكثر دموية” على المحافظة الواقعة تحت سيطرة الحكومة منذ بداية الصراع السوري، وفقاً لما صرح به المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره المملكة المتحدة.

وشن مقاتلو تنظيم الدولة هجوماً برياً على عدة قرى في ريف السويداء الشرقي في وقت مبكر من صباح يوم الأربعاء، أعقبه ما لا يقل عن تفجيرين نفذهما انتحاريان في مركز المحافظة، وأعلن تنظيم الدولة رسمياً مسؤوليته عن الهجمات الانتحارية.

وقتل أكثر من 200 شخصاً على الأقل وأصيب 300 آخرين في محافظة السويداء منذ صباح الأربعاء، وفقاً لتقارير المرصد السوري لحقوق الإنسان وشبكة السويداء 24 التابعة للمعارضة، وكان من بين القتلى مدنيون وجنود موالين للحكومة السورية.

وقالت نورا الباشا، ناشطة محلية من محافظة السويداء، لسوريا على طول، أن هجوم التنظيم على قرى شرق محافظة السويداء بدأ قريب الساعة السادسة والنصف صباح يوم الأربعاء.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مقاتلي تنظيم الدولة سيطروا على ثلاث قرى من أصل سبعة قرى هاجموها صباح يوم الأربعاء، إلا أن الجماعات المسلحة المحلية التي كانت تقاتل إلى جانب القوات السورية الموالية للحكومة تمكنت من استعادت السيطرة على القرى في هجوم مضاد بعد ساعات قليلة.

وأضافت الباشا أن المقاتلين المحليين شنوا هجوماً مضاداً بالتعاون مع “رجال الكرامة” الدروز، وهي أكبر مجموعة مسلحة في المحافظة، نافية وجود أي دعم من القوات السورية التابعة للحكومة.

 

مقاتل محلي من محافظة السويداء يوم الأربعاء. الصورة من شبكة أخبار السويداء.

 

وعلى خلاف ذلك، أفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الجيش السوري قاد الهجوم المضاد بدعم من الجماعات المسلحة المحلية، واستمر القتال بين التنظيم والمقاتلين الموالين للحكومة طوال اليوم.

وتسيطر الحكومة السورية على الغالبية العظمى من محافظة السويداء باستثناء جيب صغير في منطقة صحراء البادية يقع تحت سيطرة تنظيم الدولة.

وفي شهر أيار، تم إرسال مجموعة صغيرة من مقاتلي تنظيم الدولة المتواجدين في ضواحي جنوب دمشق إلى منطقة البادية من خلال صفقة إجلاء مع الحكومة السورية، وذلك عقب الهجوم العنيف الذي شنته الحكومة السورية على مواقع تابعة لتنظيم الدولة في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين والحجر الأسود المجاور.

وأفادت شبكة “السويداء 24″ الأخبار المحلية التابعة للمعارضة، أن العديد من الهويات الشخصية التي كانت بحوزة مقاتلي التنظيم، الذين قُتلوا خلال هجمات يوم الأربعاء، تثبت أنهم من جنوب دمشق، ولم تتمكن سوريا على طول من التحقق من صحة الادعاء بشكل مستقل.

وتقع السويداء في أقصى جنوب سوريا، وتعدّ موطناً لغالبية الأقلية الدرزية في البلاد، ورغم وقوعها رسمياً تحت سيطرة الحكومة، إلا أن الكثير من القوانين المدنية والعسكرية في السويداء تأتي من الداخل، وتسيطر العديد من الفصائل السياسية والعسكرية المحلية على المحافظة من الداخل، وتركز بشكل رئيسي على الدفاع عنها أمام أي هجوم خارجي.

ولا تزال القيادة السياسية الدرزية في السويداء محايدة إلى حد كبير وتركز على الشؤون الداخلية.

 

ترجمة: بتول حجار

شارك هذا المقال