هدنة الغوطة الشرقية تتداعى وسط غارات جوية للنظام في المنطقة
قال مدنيون ومتحدث باسم الدفاع المدني، لسوريا على طول، أن […]
9 أغسطس 2017
قال مدنيون ومتحدث باسم الدفاع المدني، لسوريا على طول، أن اتفاقا جديدا من شأنه تخفيف حدة التوتر في الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة، والمحاصرة من قبل النظام تعثر، يوم الثلاثاء، بعد أن شنت قوات النظام السوري “عشرات” الغارات الجوية والصواريخ كرد على هجوم الثوار على مواقع قريبة، في المنطقة.
إلى ذلك، زادت قوات النظام وتيرة القصف المستمر، منذ أشهر، على عدة أحياء خاضعة لسيطرة المعارضة، خلال يومي الاثنين والثلاثاء، بعد أن أطلق مقاتلون من فيلق الرحمن، التابع للجيش السوري الحر النار على دبابات النظام المتمركزة خارج الغوطة الشرقية.
وجاء في بيان نُشر على الإنترنت، يوم الاثنين، أن مقاتلي الفيلق قتلوا وجرحوا العشرات من جنود النظام.
في المقابل، أطلقت قوات النظام نيران المدفعية الأرضية والغارات الجوية على الغوطة الشرقية المحاصرة.
وذكرت صحيفة “الوطن” الموالية للنظام، يوم الثلاثاء، أن قوات النظام السوري استهدفت “مستشفى ميداني” و “مواقع تابعة للمسلحين”، في عين ترما طوال اليوم.
وتأتي هذه الاشتباكات بعد مرور أكثر من أسبوعين على دخول اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة مصرية- روسية، بين المعارضة والنظام، في الغوطة الشرقية، حيز التنفيذ.
وتشمل بنود الاتفاق إنشاء حواجز تابعة للنظام وروسيا داخل الغوطة الشرقية وخارجها والسماح بدخول المساعدات الإغاثية. وبحسب ما أوردته وكالة سبوتنيك الروسية فإنه تم إنشاء الحواجز ووصلت المساعدات الإغاثية إلى الغوطة، في أواخر الشهر الماضي.
وقال سراج محمود المتحدث باسم مديرية الدفاع المدني في ريف دمشق، لسوريا على طول، الثلاثاء، أن الغارات الجوية “المستمرة” والقصف المدفعي استهدف “الأحياء السكنية”، على طول خط المواجهة مما أسفر عن مقتل أحد سكان منطقة عين ترما الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وأضاف سراج، إن “القصف الذي تتعرض له عين ترما خلال هذين اليومين هو الأشد بالنسبة للأيام الماضية”، كما شهدت أحياء جوبر وحمورية قصفا أقل عنفا طوال يوم الثلاثاء.
وتحد عين ترما مناطق سيطرة النظام، في دمشق، مباشرة، ونظرا لموقعها تم استهدافها بحملة كبيرة شنتها قوات النظام لحصار حي جوبر المجاور، وهو منطقة صناعية، خاضعة لسيطرة الثوار على بعد 2 كيلومتر فقط من دمشق القديمة.
ويعد حي جوبر، المقسم حاليا بين مناطق النظام ومناطق المعارضة، البوابة الغربية للغوطة الشرقية المحاصرة. وشكلت المنطقة نقطة محورية للاشتباكات منذ أن شن الثوار هجوما بريا منها في آذار الماضي، وفقا لما ذكرته سوريا على طول، في ذلك الوقت.
وتوقف القتال في جوبر في أيار عندما دخلت الخطة التي طرحتها روسيا لإنشاء “مناطق خفض التوتر”،في سوريا، حيز التنفيذ. وكانت الغوطة الشرقية واحدة من أربع مناطق شملها الاتفاق.
كما تعهدت اتفاقية “خفض التوتر”، الشهر الماضي، بالتخفيف من حدة التوترات في الغوطة الشرقية، على الرغم من أنها استثنت كل من هيئة تحرير الشام وفيلق الرحمن، وهما فصيلان لهما وجود كبير، في المناطق الجنوبية والوسطى من الغوطة.
وشارك جيش الإسلام، وهو أقوى فصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، في مفاوضات مع النظام قبل إعلان وقف إطلاق النار، وذلك وفقا لوسائل إعلام معارضة وموالية للنظام.
إلا أن قصف الاثنين والثلاثاء يمثل تصعيدا في الغارات الجوية والقصف المدفعي، على عين ترما والمناطق المجاورة خلال الشهر الماضي، حيث تقاتل قوات النظام فيلق الرحمن التابع للجيش السوري الحر، على طول خط جبهة راكدة إلى حد كبير.
وبالنسبة للثوار، فإن الغوطة الشرقية هي آخر معاقلهم الرئيسية في دمشق بعد أن خسروا أحياء القابون وتشرين وبرزة، هذا العام.
في السياق، قال مدنيون في عربين لسوريا على طول، أنهم سمعوا “صوت الرصاص” طوال يوم الاثنين، كما دارت اشتباكات بين فيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام في البلدات القريبة.
ولم تترك المعارك الدائرة سوى القليل من الخيارات أمام أحد سكان عين ترما، يحيى محمد، البالغ من العمر 40 عاما، عند محاولة الفرار مع زوجته وأطفاله الخمسة، يوم الاثنين.
واختار يحيى التوجه مع عائلته إلى حمورية، على بعد حوالي 4 كم إلى الشمال الشرقي، “لأنها غير معرضة للقصف بعد الهدنة ولا يوجد فيها اشتباكات بين الفصائل”، وقال يحيى “تأخر خروجنا بسبب صعوبة إيجاد وسيلة نقل لي ولعائلتي إضافة إلى غلائها وقمت باستئجار إحداها، أنا وأخي من عين ترما إلى حمورية ب150 الف سوري [290 دولار]”، وهو مبلغ كبير بالنسبة للغالبية العظمى من الناس ممن لايزالون يعيشون في الغوطة الشرقية.
وتابع “نريد مكانا آمنا فقط”.
ويحيى هو واحد من بين آلاف السكان الذين هربوا من المنطقة في الأيام الأخيرة. وقال أبو سامر، ناشط من عين ترما، لسوريا على طول، أن 50٪ فقط من سكان عين ترما ما يزالون في منازلهم.
وأولئك الذين بقيوا في عين ترما، هم أفقر سكان المنطقة، حيث أنهم غير قادرين على دفع تكاليف النقل للخروج من الأحياء التي تتعرض للقصف، كما أنهم يخشون التنقل وسط تصعيد القصف.
وقال أبو سامر “الأهالي الباقين، وأنا منهم، ليس لدينا القدرة المادية للخروج، لأن أغلب سكان المنطقة من الطبقة الفقيرة، لذلك يفضلون البقاء في منازلهم على الخروج منها”.
ترجمة: سما محمد.