هدنة الوعر تستمر وآمال بعدم عودة الجوع للحي
قال أحد مفاوضي الثوار في الوعر، لسوريا على طول يوم […]
14 يناير 2016
قال أحد مفاوضي الثوار في الوعر، لسوريا على طول يوم الثلاثاء، أن الهدنة المستمرة منذ قرابة شهر بين سكان حي الوعر، آخر المناطق التابعة للثوار في حمص، وقوات النظام دخلت مرحلتها الثانية، التي تنص على تخلي الثوار عن أسلحة معينة مقابل إطلاق سراح ما لا يقل عن سبعة آلاف معتقل لدى النظام.
وأضاف “خلال اجتماعنا نهاية الأسبوع الماضي، قال النظام إنه سيسمح بدخول المساعدات الإنسانية، فيما قمنا بتسليم قائمة تحوي أسماء سبعة آلاف معتقل يوم الثلاثاء، وذلك للبدء بالمرحلة الثانية من الهدنة”.
إلى ذلك، أفاد موقع الوفد الإخباري يوم الثلاثاء، أن النظام سمح لشاحنات المساعدات التابعة للأمم المتحدة والصليب الأحمر السوري، والتي بلغ عددها 28، بالدخول هذا الأسبوع إلى المنطقة التي يقبع سكانها تحت حصار قوات النظام منذ تشرين الثاني 2013.
وقال أبو جلال الغنطاوي، أحد سكان حي الوعر، عبر شريط فيديو نشرته سمارت نيوز على يوتيوب، يوم الثلاثاء إن “مظاهر الحياة تعود ببطء إلى الحي”.
بائع في الوعر، حقوق نشر الصورة تعود لسمارت نيوز.
كما قال أحد أصحاب المحال التجارية في التقرير ذاته “يمكن إدخال البضائع الآن إلى المدينة، وبدء العمل مرة أخرى بعد خمسة أشهر من الحصار”، مشيرا إلى توافر الزيتون الأسود من جديد.
و قال المفاوض “سمح للمواد الغذائية والتجارية بالدخول، إضافة إلى المساعدات، وذلك عبر دوار المهندسين”، مشيرا إلى نقطة التفتيش الوحيدة التي تربط الوعر بباقي المدينة.
في السياق، لا يزال النظام يشدد رقابته على إدخال الزيتون وغيره من المواد إلى الوعر عن طريق دوار المهندسين. و في الوقت الراهن، لا يسمح بدخول كافة المواد الغذائية.
وقال المفاوض إن “مواد مثل الملح، الأطعمة المعلبة، وأنواع معينة من اللحوم ممنوعة من دخول الحي”. وفي الوقت ذاته، يتعرض السكان الذين يرغبون بمغادرة الوعر “لاستجوابات مطولة”، في حين يتم “منع” العديد منهم من المغادرة.
ويقبع حي الوعر تحت حصار قوات النظام منذ أكثر من عامين. وهو آخر معاقل الثوار في مدينة حمص بعد أن غادر مقاتلو المعارضة حمص القديمة، كجزء من الهدنة التي تمت في آيار 2014.
ولم تفلح المحاولات السابقة في التوصل إلى مصالحة بين الطرفين، و ذلك بسبب قصف قوات النظام للوعر، أو بسبب التفجيرات الغامضة في الأحياء الموالية للنظام، والتي يسكنها العلويون، كتفجيرات حي عكرمة التي استهدفت مدرسة ابتدائية في شهر تشرين الأول 2014، والتي أسفرت عن مقتل عشرات الأطفال.
وكان من الواضح منذ بداية هذا الشهر، أن الهدنة لن تستمر، وذلك بسبب عرقلة النظام لشاحنات المساعدات، وسوء معاملتهم للمدنيين من سكان الحي.
كما قامت الميليشيات الموالية للنظام بقتل ثوار من كتائب الهدى الإسلامية، والذين أعلنوا بدورهم عن عدم رغبتهم الالتزام بالهدنة لمدة أطول.
وقال وليد سمرة، أحد سكان حي الوعر، لسوريا على طول، يوم الخميس، “نحن سعداء بالتقدم الذي حققته الهدنة، إلا أننا نتوخى الحذر، حيث سبق للنظام وأن خرق الهدنة، ويمكن أن يقوم بذلك مرة أخرى”.
إلى ذلك، قال أبو مرعي، أحد السكان، “نحن متمسكون بالهدنة بالرغم من خروقات النظام، على أمل أن تنجح الهدنة وألا يعود الجوع مرة أخرى إلى الوعر”.