هيئة تحرير الشام تتجه نحو تخفيف قبضتها على الإعلام ولكن تحت “ضوابط”
أعلنت هيئة تحرير الشام، الإثنين، أنها ستتخذ إجراءات جديدة لضمان […]
24 أكتوبر 2017
أعلنت هيئة تحرير الشام، الإثنين، أنها ستتخذ إجراءات جديدة لضمان “بيئة إعلامية حرة ومستقلة” في إدلب التي تسيطر عليها المعارضة في ظل شكاوي الصحفيين المحليين مما يتعرضون له من مضايقات وتعذيب وخطف في المحافظة.
ودعا بيان هيئة تحرير الشام الإدارة المدنية والمدنيون في إدلب إلى التعاون والتنسيق مع الإعلاميين، مشدداً على “حرية العمل الصحفي داخل المناطق المحررة تحت ضوابط الأخلاق الإسلامية وأدبيات المهنة”.
ويأت بيان يوم الإثنين، والذي نشر عبر التلغرام، بعد يوم واحد من إعلان الهيئة إنهاء الإجراء المثير للجدل المتمثل بطلب تصاريح عمل للصحفيين العاملين في المناطق الخاضعة لسيطرتها شمال غرب سوريا.
يذكر أن هيئة تحرير الشام، والتي تقودها جبهة النصرة فرع القاعدة سابقاً، هو تحالف يتكون بمجمله من فصائل ثورية إسلامية في محافظة إدلب، وتسيطر الهيئة على مركز محافظة إدلب، بالإضافة إلى غيرها من المراكز السكانية الرئيسية في المحافظة.
وذكرت الهيئة في بيان منفصل لها نشرته يوم السبت، أنها الآن تمنع اعتقال الصحفيين العاملين مع وكالات الأنباء ووسائل الإعلام، بصرف النظر عمّا إذا كان لديهم تصريح رسمي للعمل كإعلاميين في إدلب أم لا.
وكان على الصحفيين والمصورين العاملين في إدلب سابقاً تقديم طلب للحصول على إذن خاص من الهيئة قبل القيام بأي تقارير في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وكان الصحفيون الذين يتقدمون بطلب للحصول على تراخيص ينتظرون لفترات طويلة ويخضعون للتحقيقات، وفقاً لما ذكره حسام، إعلامي في إدلب لسوريا على طول من خلال الواتس آب.
جلسة تدريب صحفية في مدينة إدلب، في أذار 2017. حقوق نشر الصورة للمركز الإعلامي في إدلب.
حسام هو مواطن من حلب انتقل إلى إدلب بعد إخلاء الثوار من الأحياء الشرقية بالمدينة في كانون الأول 2016، وذكر أن الهيئة اعتقلته مرتين خلال الأشهر الأخيرة، وأعرب عن تشاؤمه من أنها ستتوقف فعلياً عن احتجاز الصحفيين .
وقال رداً على قرار الهيئة بالإجراءات الجديدة “هم يريدون فقط أن يحسنوا صورتهم أمام العالم بهذه القرارات”.
وذكر عماد الدين مجاهد مدير العلاقات الإعلامية في هيئة تحرير الشام لسوريا على طول أن القرار بتخفيف قبضة تحرير الشام على الإعلاميين يأتي بعد أن واجه عدة صحفيين “مضايقات” خلال عملهم، ولم يسهب مجاهد أكثر بماهية المضايقات هذه أو من كان ورائها.
وذكر حسام وإعلاميون آخرون لسوريا على طول أن هيئة تحرير الشام منذ تشكلها في كانون الثاني عام 2017، استخدمت أساليب مماثلة لتلك التي يستخدمها النظام لتقييد الصحافة في محافظة إدلب تحت مسمى الأمن، وأشار العديد من الصحفيين، كما حسام، إلى أن هيئة تحرير الشام صادرت كاميراتهم وجوالاتهم الخلوية قبل أن تعتقلهم بدون أي تهمة.
ولفت حسام إلى الخطر المحدق الذي يواجهه الإعلاميون وإلى حصر نطاق تغطيتهم مشيراً إلى أن “أي معلومة يمكن أن يكون فيها ولو تلميح بسيط ضد الهيئة لا نستطيع نقلها لأنها تشكل خطرا علينا”.
فالاحتجاجات ضد الهيئة أو نقل الأحداث القريبة من مقراتها العسكرية أو حواجزها أو مناطق مقاتليها جميعها خارج نطاق تغطية الإعلاميين، بحسب ما قاله حسامK وتحذر الهيئة من تغطية الصحفيين لما هو “مضر أو مناقض للثورة السورية” كل هذه البنود الغامضة دفعت صحفيين مثل حسام إلى الرقابة الذاتية.
وكان عماد الدين مجاهد ، مدير العلاقات الإعلامية للهيئة قد ذكر لسوريا على طول في الأسبوع الماضي أن “ليس هنالك محظورات على عمل الإعلاميين ولكن يراعى فقط مصلحة البلد والثورة، فإذا نشر أحد الصحفيين مايضر بهما يحاسب”.
ترجمة: فاطمة عاشور