وادي بردى يتجه إلى سيناريو شرق حلب والأهالي يعانون الحصار الخانق
يملك أبو محمد البرداوي ما يفتقر إليه معظم السكان داخل […]
17 يناير 2017
يملك أبو محمد البرداوي ما يفتقر إليه معظم السكان داخل منطقة وادي بردى وهو: القدرة على الاتصال بالعالم الخارجي.
أما بالنسبة لباقي سكان القرى المعارضة التسعة في وادي بردى، الخاضع لسيطرة الثوار، ويضم ما يقدر بـ100 ألف نسمة، فإن “المنطقة بلا ماء ولا كهرباء ولا اتصالات ولا شبكات إنترنت”.
وفي 22 كانون الأول، فرض نظام الأسد وقوات حزب الله الحليفة، حصارا محكما على وادي بردى، الذي يضم عدة قرى خاضعة لسيطرة المعارضة تبعد 15 كم شمال غرب دمشق. وتعد منطقة وادي بردى موطنا لنبع عين الفيجة، الذي كان يزود دمشق بـ70% من المياه العذبة، قبل تدمير محطة ضخ المياه الرئيسية في المنطقة، الشهر الماضي، في ظروف غامضة.
وجاء الحصار المفروض على وادي بردى ضمن حملة عسكرية استمرت 26 يوما، لانتزاع السيطرة على أكبر مصدر للمياه العذبة في العاصمة من أيدي المعارضة، وفقا لما ذكرته سوريا على طول. وخلال نهاية الأسبوع، استولت القوات الموالية للنظام على بلدة بسيمة، وهو التحول الأول على الأرض في المنطقة منذ بدء الحملة على وادي بردى.
ويوما بعد يوم، تصبح الحياة داخل هذه القرى التسعة التي تسيطر عليها المعارضة، مشابهة لما كان عليه حال شرق حلب قبل خروج الثوار، في كانون الأول.
ومع الحصار الخانق، يمنع أي شيء أو شخص من الدخول أو الخروج من وادي بردى. لذلك، يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء، وفقا لما قاله البرداوي.
كما أن الأطباء في الوقت الحالي دون دواء، وبتر الأطراف هو الآن “الخيار المتاح” في حالة الإصابات الخطيرة.
إضافة إلى ذلك، قال البرداوي لمراسلة سوريا على طول نورا حوراني، أن الحليب الصناعي، الطحين، ومياه الشرب النظيفة، جميعها إما نفدت أو قاربت على الانتهاء.
“لا مفر”
حاصر النظام وقوات حزب الله وادي بردى لمدة 26 يوما، وأدى القتال بين الثوار والقوات الموالية للنظام إلى مقتل العشرات من سكان المنطقة ونزوح الآلاف الآخرين. من وجهة نظرك، كيف تجري الأمور في ظل الحصار؟
منذ 26 يوما والمنطقة بلا ماء ولا كهرباء ولا اتصالات ولا شبكات إنترنت ولا أدنى مقومات الحياة الخدمية والمعيشية. نفذ الطحين بشكل كلي وكذلك حليب الأطفال الرضع مما يعرض آلاف الرضع للموت.
ولا زالت الحواجز المحيطة بالمنطقة تمنع خروج المدنيين من المنطقة هرباً من سعير الحرب وتفرض حصاراً جائراً على المنطقة برمتها منذ شهر كامل، فالناس بدأت تستخدم ما تبقى لديها من مدخرات داخل البيوت من مكدوس (باذنجان محشي ومخلل) وزيتون ومن لديه قليل من الطحين يخبز منه.
الناس التي نفذ لديها كل شيء أصبحت تعتمد على بعض الحشائش والتفاح بشكل رئيسي خصوصاً النازحين ومن فقدوا بيوتهم، فالمنطقة تحوي على كميات جيدة من بساتين التفاح.
كما أن الأهالي بدأت تخفض من الحصص الغذائية بشكل كبير، وأصبحت الوجبات أقل بالعدد والكمية حفاظاً على المخزون لفترة أطول.
أهالي وادي بردى يلجأون إلى أحد المساجد كمأوى لهم، يوم الاثنين. تصوير: الهيئة الإعلامية في وادي بردى.
كيف أثر الحصار على الوضع الطبي داخل وادي بردى، ولا سيما في مناطق المواجهات؟ كم عدد الأطباء المتبقين في وادي بردى، وما هي المواد الطبية التي نفدت؟
عدد الأطباء المتواجدين في الوادي حالياً 10 أطباء و25 ممرضا فقط، كما نفذت جميع الأدوية في المنطقة وأخطرها أدوية القلب والسكري والشرايين، وقد توفي بعض مرضى القلب والسكري لعدم تأمين أدوية لهم.
بالنسبة للحالات الخطيرة والإسعافية لم يعد الأطباء قادرين على تأمين شيء للحالات الخطيرة وأغلبها تتعرض للبتر الفوري أو تنتظر الموت.
ويزداد تفشي الأمراض وخاصة عند كبار السن والأطفال وذوي المناعة الضعيفة وغالبية الأمراض تنتشر بسبب عدم تعقيم المياه التي يشربها الأهالي أو عدم صلاحية هذه المياه للشرب بالأصل.
هناك حالات تحتاج إلى إخلاء فوري إلى مشافي دمشق لإجراء عمليات جراحية، ولكن النظام لا يسمح بخروج أو دخول أحد، وهذه الحالات للأسف قد يكون مصيرها الموت.
ترجمة: سما محمد