3 دقائق قراءة

أهالي الأتارب: هؤلاء الذين تسميهم دول العالم نازحين، نسميهم اهلنا

تقع مدينة الأتارب، الخاضعة لسيطرة الثوار، في حلب على طول […]


14 يونيو 2016

تقع مدينة الأتارب، الخاضعة لسيطرة الثوار، في حلب على طول الطريق المؤدي إلى معبر باب الهوى مع تركيا. وضاعف الآلاف من النازحين السوريين، معظمهم من مدن حلب وحماة وحمص عدد السكان إلى خمسين ألف، في السنوات الأخيرة.

ومما يجعل الأتارب مختلفة، عن بقية المدن السورية، التي تستضيف النازحين، هو أن سكانها يأخذون أبناء بلدهم إلى منازلهم.

وقال عبد الكريم العمر، مساعد منسق فريق “اتحرر” في الأتارب، والذي يضم مجموعة من المتطوعين المدنيين، لمراسل سوريا على طول، محمد حاج علي “لا يتوجب على أي شخص البقاء في المخيم، لأن أهل المدينة فتحوا منازلهم لهم”.

كيف كانت حركة النزوح الى الريف الحلبي خلال فترت المعارك الاخيرة في مدينة حلب، وما هي الاجراءات التي تم اتخاذها من قبل الجهات المختصة في القرى من أجل النازحين؟

اولا حركة النزوح كانت كبيرة، حيث ان اغلب النازحين هم من مناطق الريف الشمالي لحلب بحكم ان المنطقة أصبحت محاصرة ومناطق اشتباك. تم اتخاذ العديد من الإجراءات أولها تامين الطرقات من قبل بعض المناطق مثل دارة عزة.

أما أمور النازحين قد تم تامين بعض الاغاثة والأماكن من أجل المكوث فيها. ويقدم بعض اهالي المدينة منازلهم من اجل إيواء النازحين، كما تمت اقامة مخيم، أما الإغاثة فقد تم تقديمها من قبل المكاتب الاغاثية الموجودة في المدينة، ومن المجلس المحلي.

ملاحظة لم يسكن أحد في المخيم، لان اغلب الناس جلست في منازل قدمها اهالي المدينة.

المتطوعون العاملون في فريق اتحرر يضعون لافتات جديدة في الأتارب. تصوير: عبد الكريم العمر

كيف يتم استقبال النازحين من قبل الاهالي في البيت. ومن هي العائلات التي يتم استقبالهم؟

هناك عدد من العائلات تم استقبالها في المدينة ممكن بسبب القرابة الموجودة بين الأهالي. وأيضا من خلال مبادرة الأهالي بتأمين سكن لهم (النازحين)، بسبب الوضع الانساني لأغلب العائلات التي لا تملك ان تدفع شهريا مبلغ الأيجار والمجلس المحلي في المدينة. وكذلك المنظمات الإغاثية لم تقتصر على تقديم الاغاثة للنازحين وكذلك مخبز الأتارب بتأمين الخبز لأغلب العائلات من خلال وضع مندوب خاص للنازحين.

لماذا تختلف الاتارب عن باقي المناطق في استضافة النازحين في البيت ؟

لا تختلف الاتارب عن باقي المناطق بشيء كثير، لكن يعتبر المدنيين ان النازحين هم أهلهم. هم يعرفون أن هؤلاء النازحين لا يملكون اموال كي يستأجروا بيت يسكنوا فيه. بالإضافة أن عدد منهم يربطهم بالنازحين صلات قرابة أو نسب بين العائلات. و هذه المبادرة كانت بعد تشجيع من المنظمات و الفرق التطوعية بالبلدة.  

صف لنا الوضع الإنساني في الأتارب حاليا؟

الوضع الإنساني معتدل عموما. إن قطع طريق الإمداد الرئيسي المؤدي إلى الأتارب من عفرين تسبب في ارتفاع أسعار الوقود. كما أن الطعام والماء أيضا أصبح مكلفا على نحو متزايد. ونظرا لتقلب سعر صرف الليرة السورية بالنسبة للدولار، استفاد بعض التجار من هذا الوضع عن طريق الاحتفاظ ببعض السلع الغير متوافرة في السوق، من أجل رفع الأسعار بشكل كبير، وابتزاز المستهلكين.

هل هناك نقص بأي سلع معينة في الأتارب؟

تعاني الأتارب باستمرار من نقص المياه لأن شراء الديزل اللازم لتشغيل الآبار مكلف جدا. كل شيء قد أصبح باهظ الثمن، حتى سعر الخبز. اليوم، سعر كيلو الخبز 150 ليرة (حوالي 0،68 دولار)، وهو في الواقع غال جدا مقارنة بمتوسط الأسعار في سوريا.

هل قام النظام أو روسيا في أي وقت مضى بقصف الأتارب؟

نعم، حدث هذا أكثر من مرة. في إحدى المرات، قصفت الطائرات الحربية المدينة في الواحدة صباحا، واستهدفت مكاتب الدفاع المدني بخمس هجمات متتالية.

في معظم الحالات، فإن الطائرات الحربية تضرب موقعا. وحالما يتجمع المدنيون، تقوم الطائرات بتنفيذ ضربات أخرى على المكان من أجل إلحاق أكبر ضرر ممكن بالمدنيين.

يستمع الأهالي في الأتارب لموظفي الدفاع المدني، ولكن عندما لا يكون لدينا مكان آمن واحد في المدينة كلها، مالذي يتوجب علينا فعله؟

افتتح في الأتارب مؤخرا أول مركز شرطة من أجل ضبط حركة المرور بعد الارتفاع الأخير في الحوادث المرورية. هل تواجه الشرطة أي مشاكل رئيسية أخرى؟ بشكل عام، كيف هو الوضع الأمني في الأتارب؟

الوضع الأمني في الأتارب قوي جدا نظرا للدور الكبير الذي تقوم به الشرطة. ومن خلال مراقبة الأسواق، لا يضمنون تحقيق النظام فحسب، بل أيضا يتم التأكد من أن التجار يبيعون السلع بشكل قانوني. وأثناء الليل والنهار، تقوم دوريات الشرطة الثورية بمعالجة معظم القضايا في المدينة بالتعاون مع محكمة الأتارب المدنية.

 

ترجمة: سما محمد

 

شارك هذا المقال