3 دقائق قراءة

أهالي حلب ردا على تشكيل دار الحسبة: الأولى بالثوار التوجه إلى الجبهات

لاقى تشكيل ما يسمى بـ”دار الحسبة” كجهاز شرعي وقضائي لضبط […]


27 أكتوبر 2015

لاقى تشكيل ما يسمى بـ”دار الحسبة” كجهاز شرعي وقضائي لضبط الأمور الشرعية، في مدينة حلب، نفوراً في الشارع الحلبي، فتنصلت منه كبرى الفصائل الثورية التي شاركت في إعلانه ونفت ارتباطها به بحجة أن الجيش السوري الحر “يريد حاضنة شعبية في هذه الفترة، ولا يريد أن ينفر الناس منه”.

لكن ذلك “لا يعني وجود انقسام بين الفصائل  في حلب، بل على العكس الجيش الحر يلم الشمل، وهجمات النظام على الريف الجنوبي والشمالي وحد الفصائل كلها بنسبة 60 إلى 70 بالمئة”، وفق ما قال الصحفي باسل أبو حمزة، مراسل قناة حلب اليوم، لمعتصم جمال، مراسل سوريا على طول.

وبين أبو حمزةأن أهالي المدينة يتخوفون من شن النظام هجوما عليها وإطباق الحصار عليهم، فرؤوا أن الأولى بالثوار والمجاهدين التوجه إلى الجبهات ومنع النظام من التقدم والسيطرة على شريان مدينة حلب “طريق الكاستيلو، وضبط الأمور المدنية والشرعية فيما بعد”.

ما هو  جهاز “دار الحسبة”، وما الهدف من تشكيله؟

دار الحسبة مثل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. تشكلت من بعض الفصائل، وتم الإعلان عنها يوم السبت. كانت بالسابق “هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر”، وطبعا مدعومة من بعض الأشخاص، وتطورت فيما بعد إلى دار الحسبة.

دار الحسبة جاءت لضبط الأمور الشرعية في حلب، كمنع التدخين، وإتمام حجاب المرأة، بالإضافة إلى منع الأراجيل في الشوارع، والأغاني و منع هذه الظواهر.

نفت عدة فصائل من حلب أي علاقة لها بدار الحسبة المشكل، وقالت إنها لا تمثلها، فما هو السبب برأيك؟ وهل ذلك دليل على انقسام بين الفصائل؟

بعض الفصائل الكبرى مثل “حركة نور الدين الزنكي”، “لواء السلطان مراد”، “تجمع فاستقم كما أمرت”، رغم أنها شاركت في إعلان “دار الحسبة”. لكنها وجدت مبررا للانسحاب بعد أن وجدت نفورا في الشارع من تشكيل دار الحسبة، كل فصيل منها وجد مبررا و أعلن عنه.

 وأيضا بحجة أن الجيش السوري الحر يريد حاضنة شعبية في هذه الفترة، ولا يريد أن ينفر الناس منه، لذلك هذه الفصائل انسحبت على الفور من دار الحسبة. ومع ذلك فهذا لا يعني وجود انقسام للفصائل في حلب، على العكس الجيش الحر يلم الشمل، وحاليا في مدينة حلب نرى العديد من فصائل الجيش الحر الصغيرة تنضم إلى الفصائل الكبرى، في مواجهة هجمات النظام على الريف الجنوبي والشمالي، ما وحد الفصائل كلها بنسبة 60 إلى 70 بالمئة.

بماذا تختلف دار الحسبة عن الشرطة الموجودة في مناطق حلب المحررة، والتي تقوم بضبط الأمن و حماية المدنيين؟

الشرطة الحرة في مدينة حلب هو مشروع نتمنى له النجاح، لكنه لم يثبت وجوده على الأرض بسبب قلة الدعم، ولكن دار الحسبة اتجهت في تشكيلها إلى عدة فصائل قوية موجودة على الأرض لضبط الأمور الشرعية قبل ضبط الأمور المدنية. الشرطة الحرة هي لضبط الأمن وتسيير الدوريات في الشوارع ليلاً و نهارا، لمنع حوادث السرقة أو الاختطاف أو القتل.

ماذا كانت ردة فعل المدنيين على تشكيل جهاز الحسبة؟ ولاسيما وأن وسائل الإعلام تتحدث عن رفض كبير لمثل هذا الجهاز في الوقت الحالي؟

لاقت دار الحسبة بعد تشكيلها رفضا شديدا من الشارع الحلبي. معظم الناس والناشطين  وصل الرفض بهم لمرحلة الاستهزاء بدار الحسبة بسبب اشتعال معظم جبهات مدينة حلب وريفها. المقصد من هذا الأمر أن الوقت الحالي هو وقت القتال وليس وقت ضبط الأمور المدنية والشرعية.

ودعا الناشطون دار الحسبة، والمنتمين إليها للتوجه إلى الجبهات وضبط الأمور المدنية والشرعية فيما بعد. كما أن رفض الشارع الحلبي للحسبة، جاء  بسبب تخوف أهالي المدينة من شن النظام هجوما على المدينة، وإطباق الحصار عليها،  فالأولى بالثوار والمجاهدين التوجه إلى الجبهات، ومنع النظام من التقدم والسيطرة على شريان مدينة حلب “طريق الكاستيلو”، أو الهجوم من جهة ريف حلب الجنوبي، بإتجاه مدينة حلب ما يؤدي إلى خطورة كبيرة على أهالي المدينة القاطنيين منذ اندلاع الثثورة تقريبا ويتحملون القصف، وما شابه ذلك من دمار وقتل.

شارك هذا المقال