2 دقائق قراءة

أهالي دير الزور يصارعون لإخفاء شكاويهم عن عيون تنظيم الدولة

خياران أحلاهما مر، ينتظران من يشتكي لـ”دار الحسبة”، فإما أن […]


11 نوفمبر 2015

خياران أحلاهما مر، ينتظران من يشتكي لـ”دار الحسبة”، فإما أن يعود بذنب جديد، يحمله عقوبة يستغله بها تنظيم الدولة، أو يفصل التنظيم في شكواه دونما قانون ولا عدل.

في دير الزور، الواقعة تحت سيطرة التنظيم، يصارع الأهالي شكواهم ما استطاعوا بها صبراً وكتمانا. تموت المشاكل خوفاً من أن يطلع عليها التنظيم، وإن كانت عيونه منتشرة في جسد المدينة.

يقول مجاهد الشامي، أحد أعضاء دير الزور تذبح بصمت، لنورا الحوراني، مراسلة على طول، أن “الناس أصيبت باليأس وانتشر الرعب والخوف بينهم، باسم العدالة والدين، فلم يعد هناك حقوق تسترد”.

يتخوف الناس في حال حدوث مشكلة بينهم من الاحتكام إلى التنظيم، فإن حدثت مشكلة ماذا يفعلون؟

الناس أصيبت باليأس وانتشر الخوف بينهم باسم العدالة والدين، فهم مجبرون أن يشتكوا لدار الحسبة بسبب الخوف من عقوبة التنظيم في حال اكتشافه أي مشكلة لم يبلغ عنها، وفي نفس الوقت هم يتمنون ما استطاعوا أن يخفوا مشاكلهم عن التنظيم لأن المدعي غالبا ما  يذهب مدعياً ويعود مذنباً، فقد ضاع العدل تماماً.

إذا أخفى الناس مشاكلهم عن التنظيم واكتشفها التنظيم فيما بعد، فما العقوبة؟

الناس تخاف إخفاء مشاكلها، وحتى أنها لا تستطيع، لأن التنظيم ينشر بين الناس آمنيين تابعين له باللباس المدني الطبيعي، غير معروفين للناس، وهم حصراً من عناصر التنظيم الأنصار، أي من أبناء المدينة، الأمر الذي يجعل التنظيم يعلم بكل شيء خلال دقائق، فهو يستخدم نفس أسلوب النظام بالتخابر والتجسس، وهناك عقوبات مختلفة  للناس في حال علم التنظيم بأي مشكلة لم يتم إخباره بها. وأكثر العقوبات هي اقتياد الناس إلى حفر الخنادق لثلاثة أيام في أماكن الاشتباكات الخطرة، كمطار دير الزور ومؤخراً رفع التنظيم عقوبة الحفر من 3 أيام إلى 5 أيام.

ذكرت أن العدل ضاع في ظل التنظيم، وهو الذي يدعي اعتماد الشريعة الاسلامية في إصدار أحكامه، كيف ينفذ التنظيم أحكامه على الناس؟

أي شريعة!!، وأي عدل!!، الناس توقفت حتى عن الصلاة، وضاعت البلد ولم يعد الأمر يقف على الحدود الشرعية، فالتنظيم يحكم بشكل همجي، والأحكام التي يصدرها لم نعهدها ولم نسمع بها ولا تمس الدين بصلة، والذين يصدرون الأحكام هم الشرعيون وغالبا من الجنسيات الخليجية والتونسية، ومن ينفذ الأحكام هم الأمنيين، وهم مقنعين دائماً حتى لا يتعرف الأهالي عليهم، فالأمر هنا يختلف عن باقي المناطق التي يسيطر عليها التنظيم لأنه إذا تم التعرف على من يقوم بالإعدام سيقتل حتما، ولو كلف ذلك مقابله 10 أشخاص من الأهالي. وعمليات الاغتيال بدير الزور لم تتوقف منذ س بينهم

يطرة التنظيم من سنة ونصف.

هل من الممكن رواية أي قصة عن مشكلة حدثت وحكم بها التنظيم؟
من فترة ذهب أحد الصبية لاستعارة مضخة الماء من بيت زوجة أبيه الثانية. لم يكن والده متواجدا بالبيت؛ فقام أخوه من والده بالادعاء عليه بأنه سارق، فقام التنظيم بقطع يده وعندما عاد الأب ضرب نفسه من هول المصيبة.

لا نلاحظ أي ردة فعل من المحكوم عليهم، أثناء تنفيذ أحكام الإعدام وقطع الرأس والأطراف، لماذا برأيك؟
باعتقادي الشخصي أن الشخص المحكوم عليه يريد الخلاص من كثرة ما تم تعذيبه أثناء التحقيق والاحتجاز، بالإضافة إلى الحكم تحت تهديد السلاح وخوف الناس بشكل عام. 

شارك هذا المقال