6 دقائق قراءة

أهالي شرق حلب المحاصرة: لانريد حفنة من البرغل والأرز بل رفع الحصار بالكامل

في الساعة 11:59 مساء يوم الأحد، انتهت الهدنة التي شملت […]


20 سبتمبر 2016

في الساعة 11:59 مساء يوم الأحد، انتهت الهدنة التي شملت معظم المناطق في سوريا ودامت 7 أيام.

وتجددت الضربات الجوية على شرق حلب في الساعات الأخيرة للهدنة مساء يوم الأحد، مما أسفر عن مقتل امرأة واحدة في حي كرم الجبل في المدينة، واستمرت الضربات الجوية بشكل مكثف يوم الاثنين.

وفي اليوم نفسه، كان ما يقارب 275 ألف مواطن شرق حلب المحاصرة، ينتظرون تسليم المساعدات المتفق عليها ضمن الهدنة. وحتى يوم الاثنين، بقيت قافلتان وكل منهما تضم 20 شاحنة تنتظران على الجانب التركي من الحدود السورية التركية، وذلك منذ ما يقارب الأسبوع.

وتواصلت لعبة اللوم المتبادل المتوقعة، حيث لم يتحمل أي من الطرفين مسؤولية منع وصول المساعدات. من جهته، حمل النظام الثوار مسؤولية ما يحدث بينما أكدت الأمم المتحدة أن أيا من الطرفين لم يلتزم ويقدم الضمانات لمرور قوافل المساعدات بشكل آمن.

وقال ستيفان أوبراين، وكيل الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئفي بيان له يوم الاثنين، “أشعر بالخيبة لأن قافلة تابعة للأمم المتحدة لم تستطع حتى الآن العبور إلى سوريا من تركيا، والوصول بآمان إلى شرق حلب”.

وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في مؤتمر صحفي، في جنيف، يوم الخميس الماضي، أن التأخير جاء من قبل النظام السوري.

وقال دي ميستورا “أكرر، أنه كان من المتوقع أن تقدم الحكومة السورية خطابات للتسهيلات (…) لكنها لم تصل بعد”، مضيفا أن “الأمم المتحدة مستعدة للذهاب”.

لكن خمسة سوريين، من المحاصرين في شرق حلب، قالوا لسوريا على طول، إن المحادثات التي كانوا يريدون المشاركة فيها هي بخصوص رفع الحصار كليا، بدلا من جدولة دخول قوافل المساعدات.

غارة جوية ضربت حي كرم الجبل شرقي حلب، مساء الاحد. تصوير: مركز حلب الإعلامي.

وقال عمر عرب، ناشط حراك مدني، داخل الأحياء المحاصرة في حلب، لمراسلة سوريا على طول، نورا الحوراني، إن “أهالي حلب يرفضون تحول الموضوع الى مسألة إغاثة ومساعدات، وقالها الأهالي مراراً أنهم ليسوا بحاجة الى إغاثة وإنما نحن نريد فك الحصار عن حلب”.

من جهتها، قالت هناء قصاب، رئيسة جمعية المرأة السورية، ومقرها حلب، لسوريا على طول “لا نريد حفنة من برغل وأرز، نحن نشتري بمالنا ومن عرق جبيننا ما نحتاج إليه”.

وتحدث إعلامي من أحرار الشام، على الجبهات في حلب، مع سوريا على طول، وطلب عدم الكشف عن هويته.

 

هل تعتقد أن الهدنة حققت نجاحا ولو بشكل بسيط؟

بالنسبة للهدنة فقد أصدرت أغلب الفصائل بياناً أوضحت فيه موقفها من هذه الهدنة، كونها غير مضبوطة من الأطراف الراعية لها وغير واضحة، بالإضافة الى أن النظام لم يلتزم بالهدنة منذ اليوم الثاني، قامت قواته بشن هجوم في ريف حلب الجنوبي، محاول كسب الموضوع لصالحه وتحقيق مزيد من التقدم على جبهة حلب، وبالمقابل كان هناك محاولة لصد هجومه من قبل الثوار. أما بشأن المساعدات فقد رحبت حركة أحرار الشام بدخول المساعدات الى أهلنا المحاصرين بحلب لأنها حق للسوريين، وعرضت تأمين دخولها ولكنها رفضت ربط المساعدات بهدن مناطقية وتهجير وتجويع أهلنا.

عمر العبسي مسؤول المكتب الإعلامي للمجلس المحلي، وهو الهيئة الإدارية في المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار، وتشرف على الخدمات الطبية والإنسانية والمحلية.

 

انتهت المدة التي كان من المفترض أن تدخل المساعدات فيها إلى المدينة ضمن اتفاقية وقف إطلاق النار، ما رأيك بما حدث؟

المساعدات حتى الآن لم تدخل ونحن كمجلس محلي للمدينة مازلنا على موقفنا بالموافقة على دخول المساعدات، بالتزامن مع دخول الاحتياجات الأخرى من محروقات وقمح وطحين وأدوية وغيرها من نفس الطريق وبضمان من الأمم المتحدة.

لم يتواصل معنا أحد من جديد، ولا نعتقد أن المساعدات ستدخل، نظراً لرفض النظام دخولها بحجة عدم ثقته بالنظام التركي ويطالب بتنسيق الحكومة التركية معه، وكما تعلمون ان أمريكا أعطت يوم الاثنين كآخر موعد لدخول المساعدات.

نحن نعمل بخطة الاوتشا (وهي لجنة الأمم المتحدة لتنسيق الإغاثة). تحمل المساعدات ضمن القوافل بإشراف الحكومة التركية، ويتم قفل الشاحنات بأقفال بإشراف الحكومة التركية أيضا، ولا تفتح إلا عند دخولها الى المناطق المحررة ، فنحن لا نثق بالنظام اطلاقاً اطلاقا.

قوافل المساعدات المتجهة إلى حلب تنتظر على الحدود السورية التركية. تصوير: اوتشا سوريا

هل تعتقد أن الهدنة حققت نجاحا ولو بشكل بسيط؟

توقف القصف بشكل كبير على الأحياء المحاصرة مقارنة مع أيام ما قبل الهدنة. والوضع المعيشي ما زال ضمن المقبول مع احتمال تفاقم الأوضاع خلال الأيام القادمة نظراً لبدء نفاد المواد المخزنة.

هناء قصاب رئيسة جمعية المرأة السورية، ومقرها حلب.

 

انتهت المدة التي كان من المفترض أن تدخل المساعدات فيها إلى المدينة ضمن اتفاقية وقف إطلاق النار، مارأيك بما حدث؟

لا أتوقع دخول مساعدات، ولا يمكن ادخال المساعدات إذا لم تتم الموافقة على  شروط المعارضة والمجلس المحلي ومن المؤكد أنهم لن يوافقوا على شروط المعارضة. نريد فك الحصار وأن يفتحوا الطريق للخضار والإسعافات وكل سبل الحياة. لا نريد حفنة من برغل وأرز، نحن نشتري بمالنا ومن عرق جبيننا ما نحتاج إليه، لا نريد مساعدات من أحد، نريد فك الحصار اولا و آخرآ.

هل تعتقدين أن الهدنة حققت نجاحا ولو بشكل بسيط؟

القصف خفت وتيرته عن المدينة ولكن هناك خروقات كثيرة واشتباكات في الريف، وغالبية أهالي حلب ترفض الهدنة، لأن الهدنة لمصلحة النظام لأنه بدأ بصيانة دباباته وطيرانه لكي يعاود قصف الشعب الأعزل.

وليس لدينا ثقة بالنظام وأطفالنا ترفض الهدنه قبل الرجال والنساء، نحن نفضل الموت على الذل واذا انتهت الهدنة سيكون لدينا أمل كبير بفك الحصار مرة أخرى بهمة الثوار وأملنا كبير.

بالنسبة للوضع داخل المدينة فهو مأساوي فقد نفذت المواد الأساسية من خضار ومحروقات، ولكننا صامدون ونعيش بكرامتنا أو نموت.

عمر عرب ناشط حراك مدني من داخل الاحياء المحاصرة.

 

انتهت المدة التي كان من المفترض أن تدخل المساعدات فيها إلى المدينة ضمن اتفاقية وقف إطلاق النار، مارأيك بما حدث؟

لا أتوقع دخول المساعدات أبدا، وجميع الأهالي في حلب خرجوا بعدة وقفات ورفضوا دخول المساعدات عبر الكاستيلو ضمن شروط النظام، وعندما سيطر الثوار على طريق الراموسة طالب الأهالي بدخول المساعدات عبره، ولم تستجب الأمم المتحدة، والآن بعد سيطرة النظام على الراموسة مرة ثانية هم يريدون فرض شروطهم بإدخالها عن طريق الكاستيلو، لذلك أهالي حلب يرفضون تحول الموضوع الى مسألة إغاثة ومساعدات، وقالها الأهالي مراراً أنهم ليسوا بحاجة الى إغاثة وإنما نحن نريد فك الحصار عن حلب.

جميع الشروط التي طالب بها المجلس المحلي لدخول المساعدات تم رفضها دوليا، لذلك رغم معاناتنا والحصار المطبق إلا أننا مدنيين وعسكريين نرفض هذه المساعدات  ولدينا أمل كبير بفك الحصار بأنفسنا.

ماهو الوضع حاليا داخل المدينة؟ وما هي المواد غير المتوفرة؟

بالأساس المحروقات داخل مدينة حلب غير متوفرة وهناك نقص كبير وتأثيراته سلبيه على باقي الأعمال. حاليا المولدات الكهربائية توقفت وأغلب الأعمال المرتبطة فيها وأما بخصوص المشافي ومنظومة الإسعاف فلديهم مخزون لا بأس به.

هل تعتقد أن الهدنة حققت نجاحا ولو بشكل بسيط؟

هناك فئة كبيرة تطلب وقف القصف على حلب التي تتعرض يوميا لعشرات الغارات الجوية.

 

أما ميدانيا وإنسانيا المستفيد من الهدنة هو المواطن الحلبي فقد خفت وتيرة القصف رغم الخروقات، وابتعد شبح الموت قليلا عن عيون الناس.

سياسيا النظام هو الأكثر استفادة من الهدنة فقد كانت بالنسبة له فرصة لإعادة ترتيب أوراقه السياسة وشن هجومات عسكرية لمواقع الثوار لتحقيق انتصارات عسكرية، وكانت بمثابة ضغط سياسي على المعارضة لإخضاعها، مثلما حصل مؤخرا على طريق الكاستيلو.

وللأسف هي ورقة ضغط سياسية لاخضاع المدنيين اولا ومن ثم العسكريين، حيث تعتبر مدينة حلب اول مدينة محاصرة ترفض دخول المساعدات.

زاهر الزاهر، صحفي ومواطن في حلب المحاصرة.

 

انتهت المدة التي كان من المفترض أن تدخل المساعدات فيها إلى المدينة ضمن اتفاقية وقف إطلاق النار، مارأيك بما حدث؟

لا أتوقع دخول المساعدات ابداً، أانهم يريدون إدخالها على طريقة وشروط النظام وهذا لن يتم قبوله، هناك تخوفات لا تخفى على أحد من قبل الأهالي من تجويع مرتقب، ولكن رغم ذلك الأهالي رافضين دخول المساعدات تحت شروط النظام.  النظام خرق الهدنة من اليوم الأول وقصف أحياء حلب رغم أن وتيرة القصف أصبحت أقل ولا أعتقد انها عادت بنفع كبير على الأهالي.

 

ترجمة: سما محمد

 

شارك هذا المقال