3 دقائق قراءة

أهالي مصياف الموالية للنظام يطالبون بإخراج النازحين من بلدتهم

دفعت الحملة التي يشنها الثوار في محافظة حماة منذ الصيف […]


19 نوفمبر 2015

دفعت الحملة التي يشنها الثوار في محافظة حماة منذ الصيف الماضي، أهالي البلدات والقرى الواقعة تحت سيطرة النظام إلى النزوح منها، فتوجه المئات منهم إلى مصياف، البلدة التي تبعد 40 كيلومتراً غرب مدينة حماة، ويسكنها في المقام الأول العلوية والشيعة والإسماعيلين.

وتعشم النازحون بـ”طبيعة أغلب سكان المدينة المرحبة”. وعوضاً عن ذلك فإن النازحين أسكنوا في بناء مدرسي متهالك، لم يرمم منذ خمسين عاماً، ورغم ذلك رأى أهالي مصياف، كما جاء في منشور على صفحة مصياف الموالية للنظام، أن إيواء النازحين في هذه المدرسة “قرار غير مسؤول”. وقال المنشور “إن لم يكن من اتخذ  قرار إيوائهم في المدرسة قادر على حسم المشكلة وإخراجهم، فالواقع سيفرض أسلوب التعامل معهم”.

وبينت ناشطة إعلامية من مدينة مصياف، تسكن بالقرب من المدرسة المحدثة، وطلبت ان لا يذكر اسمها، لمحمد غازي، مراسل في سوريا على طول، أن “الجو السائد في المدينة هو أن القادم من منطقة اشتباك، هو مشروع إرهابي، ربما يحمل الإرهاب إليهم والحرب الدعائية للنظام لها دور كبير في هذه النظرة”.

منذ متى بدأ النازحون بالقدوم إلى مصياف؟ وما هو سبب اختيارهم لمصياف دون غيرها للنزوح إليها؟

بدأ النازحون بالقدوم إلى المدينة منذ بدء المعارك في ريف إدلب، ومدينة حلب، وهم طبعا من الموالين للنظام لأنه لا يمكن لأي شخص أن يدخل إلى المدينة من دون المرور بالكثير من الحواجز الأمنية، والتي تقوم بالتدقيق في هوية الشخص للتأكد من عدم صلته بالمعارضة.

أما عن سبب اختيار النازحين لمصياف بالذات، فلأنها خاضعة لسيطرة النظام بالكامل ومحاطة بالريف العلوي من جميع الجهات فهي آمنة، ولأنهم يعرفون جيدا طبيعة أغلب سكان المدينة المرحبة، ومع ذلك فإن الجو السائد في المدينة أن القادم من منطقة إشتباك، هو مشروع إرهابي، وربما يحمل الإرهاب إليهم، والحرب الدعائية للنظام لها دور كبير في هذه النظرة.

أين يقيم النازحين حاليا، وكيف هي ظروفهم المعيشية؟

في الصيف، مع عطلة المدارس، لجأ المدنيون إلى السكن في مدرسة المحدثة للتعليم الابتدائي، وهي قديمة جدا وذات بناء متهالك. ولم يتم ترميمها منذ خمسين عاماً، لأن الحكومة استأجرتها من ملكية خاصة، لذا فإنه ليس هناك من يكترث بترميمها، وهي غير صالحة للسكن وغير مجهزة بوسائل للتدفئة مع برودة مصياف الشديدة.

إلى أين سيتم نقل النازحين في حال غادروا مصياف؟

سلطات النظام والدفاع الوطني في المدينةوعدت النازحين بنقلهم الى مدينة حماة وتجهيز سكن لهم، ولكن النازحين رفضوا. وداهمت قوات النظام المدرسة يوم الثلاثاء، بعرض قوى استفزازي لإبلاغهم الإنذار النهائي، وأمهلوهم مدة خمسة أيام لإخلاء المدرسة، وإلا فإنهم سيقومون بإخراجهم بالقوة.

ولماذا رفض النازحون إخلاء المدرسة؟

رفضوا لخوفهم من مستقبل حماة، التي يشهد ريفها معارك طاحنة للسيطرة عليها من قبل المعارضة. وقد تحدثت إلى أحد النازحين الذين يسكنون في المدرسة، وهو يرى أن النظام السوري يحاول إبعاد النازحين من مصياف إلى حماة ليستخدمهم كدروع بشرية في حال فكر الثوار بتحرير المدينة، لأن المعارضة لن تضرب المدنيين. فهم يتوجسون من نوايا النظام، ولايصدقون أن السبب في نقلهم هو تحسين أوضاعهم وإيوائهم.

وكيف ستنتهي هذه المسألة، برأيك؟

النازحون ليس بهم قوة ليتمردوا، فربما يأخذونهم فعلياً إلى حماة، وفي هذه المنطقة فإن النظام على وجه التحديد، بربري ووحشي جداً، وربما تحل بواسطة، أو أنها طريقة للنظام لسحب الشباب إلى صفوفه.

شارك هذا المقال