2 دقائق قراءة

أهالي مضايا يبحثون عن الملح في صخور الأرصفة وتنانير الخبز القديمة

بحثاً عن الملح، يلجأ أهالي بلدة مضايا التي يطوقها النظام […]


5 أكتوبر 2016

بحثاً عن الملح، يلجأ أهالي بلدة مضايا التي يطوقها النظام في ريف دمشق إلى تفتيت الصخور في أرصفة الشوارع وخلع التنانير القديمة، في محاولة أخيرة لمقاومة أثار ضغط الدم المنخفض بشكل حاد، والذي آتى به الحصار الخانق على مدى شهور، وفق ما ذكر أحد آخر المختصين الطبيين الذين ما يزالون في البلدة لسوريا على طول، الثلاثاء.

ومنذ تموز 2015، يعيش أهالي مضايا البالغ عددهم 40 ألف نسمة في سجن كبير في البلدة الجبلية التي كانت يوماً منتجعاً صيفياً يزوره الدمشقيون، وذلك بعد أن طوق الجيش السوري ومقاتلو حزب الله البلدة بالقناصة والأسلاك الشائكة وآلاف الألغام البرية. وفي الشتاء الماضي، أدى حصار النظام إلى مجاعة واسعة، صمد فيها الأهالي على الأعشاب وأوراق النباتات.

وصحيح  أن المساعدات الغذائية المتقطعة ساهمت في تخفيف قيد الحصار، إلا أن أهالي البلدة قالوا أن قوافل المساعدات كانت دائماً تفتقد إلى المواد الضرورية بما فيها اللقاحات، ومضادات الالتهاب، والمسكنات والملح، أي المكملات اللازمة للشعب المنكوب  حصاراً و جوعاً، والذي شهد حالات من الدوار والإغماء كنتيجة لضغط الدم المنخفض أو مايعرف بهبوط ضغط الدم.

أهالي مضايا وهم يتظاهرون احتجاجاً على الحصار. “التجويع سلاح الجبناء”. حقوق نشر الصورة لـ صور مضايا.

من جهة أخرى، يبحث سكان مضايا عن الملح بشكل مستمر.

وقال الدكتور محمد درويش، طبيب أسنان يعمل في المستشفى الوحيد في المدينة، وأكثر العاملين في المجال الطبي خبرة، لسوريا على طول، يوم الثلاثاء، “بسبب النقص الحاد اضطر الأهالي إلي البحث عن مصادر بديلة، مثل الحصول على الملح من طحن بعض الصخور التي تستعمل في ترصيف الارصفة، أو خلع أفران التنور القديمة والحصول على الملح، لأنهم يقومون ببنائها بالتراب والملح”.

الملح المستخرج من التنور. تصوير: الدكتور محمد درويش.

ويريد العاملون في المجال الطبي في مضايا، مثل درويش، أن تقوم المنظمات الإغاثية بإدخال أدوية انخفاض ضغط الدم إلى المدينة، فهي أكثر فعالية في منع آثار انخفاض ضغط الدم من الملح. لكن التجار المحليين الذين يتعاملون بشكل مباشر مع عناصر حزب الله، المتواجدين على الحواجز المحيطة بالمدينة، يؤكدون أن هذا مستحيل.

وقال حسام، وهو تاجر من مضايا، لسوريا على طول، يوم الثلاثاء أن “الحواجز لاتبيع المواد التي تفيد الأهالي مثل الأدوية ولا تبيع الملح، أو بعض المواد الغذائية، بكميات كبيرة فمثلاً مادة الملح لاتبيع منها إلا كيلو أو كيليين وليس كميات كبيرة “، مشيرا إلى أن لدى الأهالي في مضايا الخيار بشراء الملح بسعر 100 دولار للكيلو الواحد عن طريق عناصر حزب الله.

و”بالنسبة لشراء الأدوية الحواجز فإنها لا تقبل بأن تبيعنا الأدوية، وبالنسبة للملح فسعره خارج مضايا رخيص جداً ولن تكون فائدته مثل الدواء”، وفقا لحسام.

 

شارك هذا المقال