4 دقائق قراءة

إجلاء النازحين من مخيم الحدلات خوفاً من تقدم النظام: سئمنا من حياة التشرد وعدم الاستقرار

 قال متحدثان باسم المعارضة، ومسؤول في مخيم الحدلات، لسوريا على […]


7 سبتمبر 2017

 قال متحدثان باسم المعارضة، ومسؤول في مخيم الحدلات، لسوريا على طول، أن مخيم الحدلات، الواقع بالقرب من الحدود الجنوبية الشرقية لسوريا “تم إخلاؤه بشكل كامل”،  الأربعاء، وذلك مع تقدم قوات النظام السريع في البادية الشرقية.

ويقيمسكان مخيم الحدلات البالغ عددهم ٥ آلاف نسمة، وهو مخيم للنازحين يمتد على طول الحدود الأردنية، على بعد حوالي ١٠٠ كم شمال شرق الحدلات في المخيم الحدودي الأكبر، الركبان، والذي يعاني نفس الظروف السيئة.

وبدأ اثنان من فصائل المعارضة، تابعان للجيش السوري الحر، بإجلاء سكان المخيم الأسبوع الماضي، وفقاً لما قاله يونس سلامة، المتحدث باسم جيش أسود الشرقية، التابع للجيش السوري الحر، لسوريا على طول، الأربعاء.

ونفذ أسود الشرقية إلى جانب قوات الشهيد أحمد العبدو التابعة للجيش السوري الحر، عمليات الإجلاء.

وقال سلامة إن عمليات الإجلاء العاجلة تمت بسبب “اقتراب النظام واشتداد الغارات”، مضيفاً أن قوات الأسد تتواجد حالياً على بعد 12 كم غربي الحدلات.

إلى ذلك، قال عضو المكتب الإعلامي التابع لقوات الشهيد أحمد العبدو، سعيد سيف، لسوريا على طول، الأربعاء، أن “عملية الإجلاء جاءت بعد تعرض مخيم الحدلات للقصف بشكل مباشر واقتراب الميليشيات من المخيم”.

وبالنسبة للنازحين الذين تواجدوا في الحدلات، إن اقتراب النظام يعني أن جبهات القتال تقترب من خيامهم ومنازل الطين التي يقيمون فيها على طول الحدود.

واليوم، تم إفراغ مخيم الحدلات “بشكل كامل”، وفقا لما ذكره المتحدث باسم أسود الشرقية، وأكده سعيد سيف، المتحدث باسم قوات أحمد العبدو، والشيخ أبو فواز مدير المكتب الأمني ​​في مخيم الركبان الحدودي، الذي يضم 75 ألف نازح سوري ، لسوريا على طول أن “الحدلات سيكون فارغاً تماماً اعتباراً من يوم الأربعاء.

مخيم الركبان، يوم الثلاثاء. تصوير: محمد أحمد درباس الخالدي.

 

وقال سيف أن ” مخيم الحدلات فرغ من قاطنيه يوم الأربعاء بشكل كامل حيث تم إجلاء آخر العائلات منه ولم يتبق فيه أحد”، وانتقلت العائلات إلى مخيم الركبان.

في السياق، قال معتز المحمد، أحد النازحين من الحدلات إلى الركبان، وهو أب لثلاثة أطفال من مدينة تدمر، لسوريا على طول “نزوحنا كان بسبب الطيران وخوفنا من تقدم النظام “.

وأوضح المحمد البالغ من العمر 29 عاما أنه كان من بين الآلاف الذين خرجوا من المخيم وسط الخوف من “ارتكاب مجازر بحقنا ونحن مدنيون عزل”.

وأوضحت مها العبد الله، التي وصلت مؤخراً إلى الركبان، أنه لم يكن لديها خيار آخر بشأن مغادرة الحدلات.

وقالت العبد الله، لسوريا على طول، من إحدى الخيم في الركبان، يوم الأربعاء، أن فصائل المعارضة “ساعدتنا على الخروج وكان الجميع في المخيم قد جهز نفسه للهرب من الحدلات بعد معرفتهم وسماعهم باقتراب النظام”.

وغادرت العبد الله الحدلات منذ أسبوع مع أبنائها الخمسة، خشية اقتراب جبهات القتال من مكان إقامتها، وأضافت “جميع الذين معنا في المخيم كانوا يتجهزون لإخلائه “.

وبالنسبة للعبد الله، شكلت قوات النظام تهديداً خاصاً لعائلتها، إذ قد يواجه أبناؤها خطر الاعتقال أو السوق لأداء الخدمة الإلزامية، في حال اكتشف النظام أمرهم.

وتابعت العبد الله “لا يوجد أمامنا خيار آخر (…) ولم يعد هناك مكان آمن لنا سوى الركبان”.

وبالعودة إلى معتز المحمد، فإن اقتراب المعركة يعني ترك منزل الطين الذي بناه لزوجته وأطفاله، وهو مكان الاستقرار الوحيد للأسرة في ظل النزوح، وأنفق عليه 240 دولاراً أمريكياً لبنائه، وهي ثروة بالنسبة لمعظم سكان الحدلات.

حيث قال لسوريا على طول، الثلاثاء “تركت منزلي الطيني في الحدلات بعد أن قمت ببنائه”. واليوم يعيش في منزل طيني مع واحد من أقاربه في الركبان، على الرغم من أن وضعه المالي “سيء أكثر من وضعي… إلى متى سأبقى عالة على قريبي”.

معركة السيطرة على البادية السورية

تتقدم قوات النظام السوري، بسرعة خاطفة، في البادية السورية، شرقي البلاد، حيث لا يوجد ما يعيق الغارات الجوية والمدرعات والقوات البرية.

وتمكنت قوات الأسد والميليشيات الحليفة لها من كسر حصار تنظيم الدولة للقسم الشرقي من مدينة دير الزور، والذي استمر ثلاث سنوات، يوم الثلاثاء، بعد أسبوعين من الانتصارات الكبرى ضد تنظيم الدولة في البادية الفارغة، غربي المعقل السابق.

وبحسب وكالة الأنباء سانا، وصف الرئيس السوري بشار الأسد، في وقت لاحق، هذا التقدم بأنه “انتصار ساحق”.

مخيم الركبان يوم الثلاثاء. تصوير: محمد أحمد درباس الخالدي.

وعلى بعد مئات الكيلومترات إلى الجنوب، يتقدم الجيش السوري الآن بشكل ثابت شرقاً على طول الحدود الجنوبية مع الأردن، فارضاً سيطرته على عشرات الكيلومترات من الأراضي الخاضعة لسيطرة المعارضة، مقترباً من مخيم الحدلات.

وواجهت العائلات السورية التي هربت لأول مرة إلى المخيم العشوائي، عام ٢٠١٥، النزوح بسبب سيطرة التنظيم على مسقط رأسهم في قلب حمص، ولجؤوا بالتالي إلى منطقة خالية من السكان بين ساترين ترابيين على الحدود السورية- الأردنية.

وقال الناطق باسم الأمم المتحدة فرحان حق، في بيان له الشهر الماضي، أن مخيم الحدلات يعاني من شح في المواد الغذائية والماء والدواء، حيث يعيش معظم السكان “على الطحين والماء فقط”.

وكانت العائلات تعيش في خيام مؤقتة ومنازل طينية منتشرة في الصحراء القاسية، وأصبح سكان الحدلات نازحين لمرتين.

وأوردت سوريا على طول في وقت سابق، أن مئات الأشخاص بدأوا بالخروج من المخيم الشهر الماضي، بعد التقدم جنوب السويداء، حيث كانت الطائرات الحربية تحلق في سماء المنطقة، ولكن الأسبوع الماضي هي المرة الأولى التي تقوم فيها المعارضة بإجلاء السكان من المخيم.

وتدفقت عشرات العائلات من مخيم الحدلات عبر الصحراء إلى الركبان، حيث يقيمون مع أقاربهم في منازل الطين البسيطة، ويعتمد أولئك الذين ليس لديهم أقارب في الركبان على تلقي الطعام والمأوى من مخيم يعاني فعلياً من شح المعونات.

وخلافاً لعبد الله، الذي لا تأمل العودة إلى مناطق النظام، فإن المحمد يفكر الآن بالعودة إلى تدمر الخاضعة لسيطرة النظام، بالرغم من خطر التعرض للاعتقال أو “أن يقوم النظام بتجنيدنا للقتال بجانبه”، بحسب ما قاله لسوريا على طول.

وبالنسبة له، أن يترك وراءه منزله المؤقت في الحدلات ويعيش في فقر مدقع في الركبان أمر كاف.

وختم قائلا “لكننا سئمنا من حياة التشرد وعدم الاستقرار”.

 

ترجمة: سما محمد

شارك هذا المقال