4 دقائق قراءة

إدخال مساعدات لأربع بلدات محاصرة في ريف دمشق

تلقت أربع بلدات محاصرة في ريف دمشق بعض المساعدات أو […]


24 مايو 2016

تلقت أربع بلدات محاصرة في ريف دمشق بعض المساعدات أو المعونات خلال الأسابيع الماضية.

قدسيا والهامة

وأرسل الهلال الأحمر العربي السوري والأمم المتحدة عشرات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية إلى البلدتين المتجاورتين، قدسيا والهامة في شمال غرب ريف دمشق، يوم الأحد، كجزء من عملية المصالحة بين الحكومة السورية والبلدات.

وهي عبارة عن 54 شاحنة محملة بالمساعدات، 52 شاحنة منها من نصيب قدسيا. وتضمنت الشاحنات الحقائب الطبية للأطفال والنساء مثل المكملات الغذائية والأدوية والقرطاسية، و5000 سلة غذائية، فيما دخلت شاحنتين إلى بلدة الهامة المجاورة، وفق ما قال شريف الفتوح، ناشط اغاثي من الهامة، الإثنين، لسوريا على طول.

وهذه المساعدات غير المتكافئة والمتأرجحة الكفة بين البلدتين، تعود إلى أن قدسيا تتخذ خطوات أكثر قوة باتجاه هدنة دائمة مع النظام مقارنة بالهامة، جارتها من الجهة الجنوبية، وفق ما ذكرت وكالة أنباء خطوة الإخبارية، الأحد.

قافلة مساعدات دولية تصل  قدسيا، الأحد. حقوق نشر الصورة لـ فريق قدسيا الإعلامي.

وذكرت وزارة الدولة لشؤون المصالحة في سورية أن 57 سيارة دخلت منطقة قدسيا، دون الإشارة إلى عددها في الهامة على وجه التحديد.

وجاءت مساعدات الأحد بعد زيارة علي الحيدر، وزير المصالحة الوطنية لدى النظام، لقدسيا بأربعة أريام.

و”قام النظام بتصوير زيارة علي حيدر وإدخال المساعدات عبر قنواته، لإيهام مؤيديه والمنظمات الدولية بأن الهامة وقدسيا تحت سيطرته، وبأنه يدخل لهم المساعدات أي أنه يقوم بواجبه الذي هو فرض عين عليه، لافرض كفاية”، وفق ما أشار الفتوح.

وحاصرت قوات النظام الهامة وقدسيا المجاورة، والتي تأوي أكثر من 500 ألف نسمة، في تموز 2015. ويفصل البلدتين عن بعضهما طريق مرصود بنيران القناصة، ومن الصعب السفر بينهما، ولكنه ما يزال ممكنا وفق ما بين الفتوح.

ويذكر أن الأمم المتحدة لم تضع الهامة وقدسيا على قائمتها للمناطق المحاصرة.

معضمية الشام

سمحت قوات النظام بإدخال الخبز إلى معضمية الشام، في جنوب غرب دمشق، يوم الأحد، وذلك بعد خمسة شهور من انقطاعه، وفق ما قال عضو من المكتب الإعلامي للبلدة، لسوريا على طول، الأحد.

وقال محمد نور، عضو المكتب الإعلامي في معضمية الشام، لسوريا على طول، الأحد، “قام بعض أعضاء المجلس المحلي بالإشراف على توزيع الخبز على الأهالي، حيث تم إدخال 3500 ربطة خبز 8800 عائلة، بمعدل 4 أرغفة لكل عائلة”.

وأتى إدخال الخبز بعد وفاة 11 شخصا نتيجة سوء التغذية أخرهم كان علي طقطق، وهو شاب توفي منذ عدة أيام نتيجة تناوله الحشائش فقط، ولمدة أسبوع كامل.

ووصل رغيف الخبز بعد “مفاوضات طويلة” بين المعضمية و مسؤولي النظام “بعد أن كانت شبه متوقفة مع وعود بحل قريب”، وفق ما قال نور، لسوريا على طول، و”لكن بعد إعلان الأمم المتحدة نيتها إلقاء المساعدات جوا بدأت الوعود تنجح وعادت المفاوضات بشكل قوي”.

وقبل يومين من استلام أهالي المعضمية المتضورين جوعا الخبز، سمح للقلة منهم، فقط من النساء والأطفال، بتجاوز معبر النظام المؤلف من أربعة حواجز والذي يوصد المدينة من الجهة الشرقية، في يوم الخميس، “وتحت عبارات الذل والإهانة لشراء سندويشة وعلبة كولا لقاء مبلغ 1000 ليرة شريطة أن يتم أكلها خارج المدينة، ولايسمح لهم بإدخال ماتم شراؤه للمدينة”، حسب ما أوضح نور.

وبلدة معضمية الشام، والتي تأوي نحو 44 ألف نسمة، تطوقها قوات النظام كلياً منذ عام 2012، رغم الهدنة التي أبرمتها مع النظام في السنة التالية. وآخر دفعة مساعدات تلقتها البلدة كانت في شباط بعد أن دخلت اتفاقية وقف الأعمال العدائية  قيد التنفيذ.

إلى ذلك، تصنف الأمم المتحدة معضمية الشام ضمن المناطق المحاصرة.

حرستا

في يوم الأربعاء، 18أيار، دخلت 29 شاحنة محملة بالغذاء والإمدادات الطبية لأول مرة إلى بلدة حرستا التي يحاصرها النظام منذ عام 2012.

وحرستا الواقعة على بعد 7 كم تقريبا شمال شرق مركز دمشق في ضواحي الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة الثوار،  تأوي ما يصل إلى 15 ألف نسمة وتحاصرها قوات النظام منذ عام 2012.

واحتوت قوافل المساعدات المشتركة من قبل الهيئة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري والأمم المتحدة على “ألفي سلة غذائية تزن كل سلة 40 كغ، فيها من المواد ما يكفي العائلة الواحدة لشهر واحد لا أكثر”، وفق ما قال أبو ياسين الحرستاني، المسؤول الإغاثي في المجلس المحلي لمدينة حرستا.

كما أنها حوت على مساعدات طبية فيها بعض الكراسي والحفاضات للعجزة، وحفاضات أطفال بالإضافة إلى احتوائها على سلل منظفات، وعدة مطبخية.

وذكر الحرستاني أن “وضع الأهالي مأساوي للغاية، أغلبهم يعيشون تحت خط الفقر في ظل الحصار، فدخول المساعدات كان حلم أهالي الغوطة المحاصرين بسبب قلة الطعام وغلاء المعيشة”.

وصحيح أن شبكة الأنفاق خففت من وطأة الحصار نوعا ما، وأصبح بالإمكان تأمين بعض المواد الغذائية إلا أنها قليلة بالنسبة للأعداد الهائلة من السكان وخاصة بالأمور الطبية، فحاجة الغوطة أكبر من أن تلبيها الأنفاق، وفق ما قال أحمد عمر عضو المكتب الإعلامي في مدينة حرستا.

إلى ذلك، قال الحرستاني “كان هناك ارتياح نفسي كبير لدى الأهالي عند دخول المساعدات أكثر من أن يكون مادي، فالناس أصبحت تشعر بأنها ما زالت مستذكرة في عقول هذا العالم”.

وتصنف الأمم المتحدة حرستا في قائمة المناطق المحاصرة.

 

ترجمة: فاطمة عاشور

شارك هذا المقال