4 دقائق قراءة

إدلب: مقتل عشرين عنصرا من “فتح الشام” في سلسلة غارات جوية

قُتل نحو عشرين مقاتلاً من جبهة فتح الشام التابعة للقاعدة […]


13 يناير 2017

قُتل نحو عشرين مقاتلاً من جبهة فتح الشام التابعة للقاعدة سابقاً، في سلسلة غارات جوية، تواردت عنها الأنباء، يومي الأربعاء والخميس، واستهدفت سيارات ودراجات نارية تعود للجبهة في محافظة إدلب، وفق ما قالت مصادر محلية لسوريا على طول.

ويبدو أن الغارات الجوية الثلاثة أو الأربعة، التي شنتها طائرات بدون طيار تابعة لأميركا أو التحالف الدولي حسب ما ادعت مصادر متعددة، تظهر التصعيد الأخير في تركيز التحالف مؤخراً بشكل أكبر على جبهة فتح الشام، المعروفة سابقاً بجبهة النصرة.

وحتى وقت إعداد المادة، فإن حكومة الولايات المتحدة لم ترد على ادعاءات تشير إلى مسؤوليتها المحتملة عن الهجمات.  

وضربت الغارة الجوية الأولى سيارة لفتح الشام في طريقها باتجاه مدينة سراقب شمال إدلب، تقريباً في الساعة الواحدة مساء الأربعاء، وقتل كل الركاب داخلها. وخلال الساعات الستة التالية، ذكرت مصادر وشهود عيان ومسعفوا الدفاع المدني أن غارات جوية متتابعة استهدفت عربات أخرى في محيط الهجوم الأول.

وقال أحمد جابر، صحفي مدني في سراقب، كان قريباً من مشهد الغارة الأولى إن “طائرات التحالف” ضربت السيارة الأولى.

ضحايا غارات الأربعاء في محيط سراقب. حقوق نشر الصورة لـ مركز إدلب الإعلامي 

وأضاف جابر “عند ذهاب سيارة الشرطة لتعرف ما الذي حصل استهدفها الطيران أيضاً”. واستهدفت غارة جوية السيارة، وفق ما تواردت الأنباء، وفيها عنصر شرطة ومقاتلين من جبهة فتح الشام وقتلت عدة ركاب.

وقبل بزوغ شمس يوم الخميس بساعات، استهدفت غارة جوية أخرى سيارة وقتلت أربعة عناصر لجبهة فتح الشام، على بعد 35 كم شمال غرب سراقب، في محيط بلدة كفر تخاريم في إدلب، وفق ما ذكر مركز إدلب الإعلامي. وفي حين ادعت مواقع إعلامية معارضة أن الغارات الجوية التي جاءت في ساعات الفجر الأولى كان مصدرها “طائرة حربية للتحالف”، فإن الدفاع المدني السوري في محافظة إدلب ذكر أن الغارة الجوية شنتها “طائرة غير محددة المصدر”.

وقُتل نحو عشرين من مقاتلي جبهة فتح الشام، ومن بينهم قياديان اثنان رفيعا المستوى، بالإضافة إلى اثنين من المدنيين بالغارات الجوية التي شنت منذ ظهر يوم الأربعاء على سراقب وكفر تخاريم، وفق ما أوردت مصادر إعلامية معارضة.

ولم تدلي أي من موسكو أو دمشق بـبيان رسمي بخصوص غارات الأربعاء والخميس، في البلدتين.

وكثّفت الطائرات بدون طيار والطيران الحربي للتحالف الذي تقوده أميركا نشاطها في سماء محافظة إدلب، بدءاً من تشرين الأول الماضي، وذلك بعد أن أمر رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما البنتاغون بإعطاء الأولوية للتخلص من قيادة جبهة فتح الشام بالإضافة إلى تنظيم الدولة، وفق ما ذكرت الواشنطن بوست.

وقال أحمد سلوم، مسؤول في مرصد طيران في إدلب، تابع للدفاع المدني المحلي، لسوريا على طول، الخميس أن “التحالف كثف غاراته” خلال الشهرين الأخيرين.

وأضاف “منذ حوالي الشهرين أصبحنا نرصد طيران الاستطلاع الأمريكي (طائرات بدون طيار) الذي كثف غاراته على  ريف إدلب، فالتحالف سابقا قلّما كان ينفذ غارات بريف إدلب نسبياً. وجاء تكثيف غارات التحالف (…)  ويمكن القول أن 90% من غاراته استهدفت عناصر جبهة فتح الشام”.

وقال سلوم أن بإمكانه التمييز بين الطائرات الروسية والسورية والأميركية وغيرها حيث أن “لكل طيران تردد خاص به ومختلف عن الآخر”.

ومنذ تشرين الأول عام 2016، تبنت وزارة الدفاع الأمريكية مسؤولية ما لايقل عن خمس غارات جوية ضد “ميليشيا القاعدة” في شمال سوريا، بما فيها “غارتين جويتين دقيقتين” في وقت سابق من هذا الشهر، وادعى خلالها البنتاغون أنها قتلت عشرين شخصا.

وكانت جبهة فتح الشام، جبهة النصرة سابقاً، ادعت أنها فكت ارتباطها بالقاعدة في فيديو لقائدها أبو محمد الجولاني، في تموز الماضي. إلا أن الولايات المتحدة على أية حال ما تزال تعتبر المجموعة، التي غيرت تسميتها، منظة إرهابية رغم أنها لم تعلن الحرب على الغرب جهرةً.

وصرحت وزارة الدفاع الأمريكية مراراً أنها “ستستمر في اتخاذ إجراءات لتحول دون وجود أي ملاذ آمن للإرهاب في سوريا”، وفق ما قال بيتر كوك، المتحدث باسم وزارة الدفاع في بيان له في 5 كانون الأول.

وصرح كوك “ما تزال القاعدة متعهدة بتنفيذ غارات إرهابية ضد الولايات المتحدة والغرب”. وأضاف” ولن نسمح للقاعدة بتطوير إمكانياتها لمهاجمة الولايات المتحدة أو حلفائنا وأصدقائنا حول العالم”.

وبالعودة إلى أيلول، فإن إدارة أوباما أشارت إلى أن تركيزها تحول باتجاه محاربة جبهة فتح الشام، معلنةً بأن جزءاً من الاتفاق الأميركي الروسي المبرم مؤخراً في سوريا سيتضمن توفير التنسيق العسكري بين واشنطن وموسكو ضد جبهة فتح الشام.

وفي 10أيلول، أعلن جون كيري أنه في حال صمد اتفاق وقف إطلاق النار لسبع أيام، فإن الولايات المتحدة ستبدأ “بمشاركة بعض المعلومات للقضاء على جبهة فتح الشام”، والذي وصفه بأنه “يصب تماماً بمصلحة الولايات المتحدة”. وسرعان ما انهار اتفاق وقف إطلاق النار، ومنذ ذلك لم تعلن واشنطن الكثير عن طبيعة المعلومات التي تشاركها مع موسكو بخصوص العمليات.

يذكر أن جبهة فتح الشام التي تقود التحالف الثوري لجيش الفتح، ومقره إدلب، من أقوى الفصائل الثورية الفاعلة في الشمال السوري الخاضع لسيطرة المعارضة. وتسيطر المجموعة إلى حد كبير على محافظة إدلب، أكبر معقل ثوري متبقي في سوريا.

ولطالما دعا الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، المقرر أن يؤدي اليمين الدستورية في 20كانون الثاني، إلى إعطاء الأولوية لقتال تنظيم الدولة وجبهة فتح الشام في ظل تغيير النظام في دمشق.

وفوق سماء محافظة إدلب، تحوم طائرات التحالف، بشكل شبه يومي، وفق ما قال أحمد السلوم، مسؤول مرصد طيران محلي، لسوريا على طول، موضحا انه “منذ الصباح وطيران استطلاع التحالف يجول في الأجواء الشمالية السورية”.

ترجمة: فاطمة عاشور

شارك هذا المقال