2 دقائق قراءة

إضراب قصي زكريا عن الطعام: اليوم 18.

كانون الأول/ديسمبر 18، 2013. مثل الآلاف من المدنيين الآخرين، قصي […]


19 ديسمبر 2013

كانون الأول/ديسمبر 18، 2013.

مثل الآلاف من المدنيين الآخرين، قصي زكريا محاصر خلف حصار النظام الكامل لمدينته، معضمية الشام، بريف دمشق التي كانت إحدى أهداف الهجوم الكيميائي في 21 آب / أغسطس الماضي. لقد أنتشر أسم المعضمية في عناوين الصحف في الأشهر الماضية لأنها تواجه عدو جديد ألا وهو الجوع. الحصار يعني أن لاشيء يخرج أو يدخل للمدينة. المعضمية هي أحدى البلدات التي لاتعد في أنحاء سوريا التي تواجه سياسية الحصار الكامل، والذي يفرض عقاباً جماعياً على سكان المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر. بدأ زكريا إضراباً عن الطعام الشهر الماضي لجلب الإهتمام العالمي لمعضمية الشام. هنا، اليوم 18، كتب مقالة. إقرأ النسخة الأصلية هنا.

لم أكن قادر على الكتابة اليوم الماضي لأني كنت غاضب من العالم كله. لقد كان جسدي يتجمد، وقلبي يحترق.

لقد تجولت في المعضمية اثناء تساقط الثلج، ولقد رأيت بلدتي مغطاه بالموت الأبيض. قتلت الثلوج السميكة الخضراوات البسيطة التي حاولت بعض الأسر زرعها لإطعام أنفسهم.

وقد أخذ الكثير من الأطفال إلى المستشفى الميداني للحصول على العلاج للبرد الشديد، ولكن لم يوجد شيء يعطيهم إياه الأطباء سوى مسكنات الألم بسبب نقص الأدوية.

معظمية الشام، كانون الاول / ديسمبر 2013. حقوق الصورة تعود لـ ٌصي زكريا.

حيث يعالج الأطباء في المعضمية المدنيين من أوجاع في المعدة والديدان ومشاكل في الجهاز الهضمي بسبب أكل أشياء غير ملائمة للأكل مثل ورق الأشجار العشوائية، والحيوانات الأليفة، لاأحد يعرف ماذا أكلوا في الأشهر الأربعة الماضية.

غادرت المستشفى الميداني غاضباً كالثور. ذهبت إلى منزلي متناسياً كل شيء عن جسدي المتجمد وآلام ظهري. دخلت إلى الفيس بوك والسكايب للقيام ببعض الأعمال، لكن كل ما رأيته هو المزيد من الأطفال السوريين يموتون برداً، والمزيد من الكلام الفارغ حول جنيف 2، توسع الجماعات الإسلامية المتطرفة في الجيش الحر، وكلام فارغ عن هدنه يريد عرضها النظام لنا، وأيضاً الكثير من الأغبياء الذين صدقوا هذه الخدع.

اللعنة، أني أشعر بأن قلبي يضخ ناراً بدلاً من الدم في جسمي.

شعرت بطريقة ما، أن العالم تلطخت يديه بدماء الأطفال السوريين المتجمدة، بدأ من بشار، بشار الملعون وحلفاءه، نفاق الحكومات الغربية الذين يهتمون فقط بمصالحهم والتخلص من أسلحة بشار الأسد الكيميائية ولايكترثون بالدمار الحاصل بسبب أسلحته الأخرى، السياسين الطماعين في المعارضة السورية، ولا ننسى القيادين الفاسدين في الجيش الحر، وحتى محاولاتي الصغيرة في إحداث فرق.

بطريقة أو بأخرى، كلنا تلطخت أيدينا بدماء الاطفال السوريين المتجمدة، لذلك أرجو منكم بعدم إلقاء اللوم على العاصفة أليكسا!

ـابعونا على فيسبوك و تويتر.

شارك هذا المقال