4 دقائق قراءة

إعادة الإعمار في شمال سورية: الأولوية للمستشفيات.. والمدارس على الهامش

نفذت الحكومة السورية وحلفائها “24 غارة”على المنشآت الطبية في شهر […]


9 مايو 2017

نفذت الحكومة السورية وحلفائها “24 غارة”على المنشآت الطبية في شهر نيسان وحده، مما أسفر عن مقتل 10 من العاملين في القطاع الصحي وإصابة 16، وفق ما أعلنت الجمعية الطبية السورية الأميركية في مؤتمر صحفي، الشهر الماضي.

وفي كل مرة، يعقب هذه الهجمات روتين مألوف حيث يسارع عناصر الدفاع المدني لإنقاذ الناجين، ويتدافع أعضاء الكادر الطبي في المستشفى لإخلاء المرضى، واستخراج التجهيزات الطبية باهظة الثمن، وفي الختام يبدأ المدراء الطبيين المحليين للتخطيط لإعادة البناء.

ولكن إعادة البناء مكلفة، والتمويل زهيد، وهذا ما يجعل المجالس المحلية التي تفتقر للدعم في مناطق المعارضة، ولا سيما في محافظة إدلب عاجزة عن إعادة ترميم المنشآت الطبية في ظل الغارات الجوية.

غارة جوية تستهدف مدرسة في قرية حاس بجنوب إدلب، 26تشرين الأول عام 2016. حقوق نشر الصورة لـ Omar Haj Kadour/AFP/Getty Images.

وأيضا، نتيجة “لاستمرار القصف” تم إغلاق أكثر350 مدرسة، وفق ما قال مدير التربية في محافظة إدلب الحرة، جمال الشحود، الذي أضاف “لدينا 400 مدرسة أخرى نسبة الضرر فيها من 50 إلى 40 بالمائة”، ما تزال قيد العمل، ولكننا غير قادرين على ترميمها.

يذكر أن محافظة إدلب في شمال سورية، هي المعقل الأكبر المتبقي للثوار، وبؤرة تركيز حملة يشنها النظام والروس منذ شهور.

و”بالنسبة لموضوع البناء لا تتوفر لدينا إمكانية مادية للبناء”، وفق ما قال مدير التربية لمراسلة سوريا على طول، بهيرة الزرير، لافتاً إلى أن “المشافي لها أولوية في ظل الحرب والقصف”.

لماذا لا يعاد بناء المدارس في أماكن جديدة كما المشافي التي يتم قصفها؟

بالنسبة لموضوع البناء لا تتوفر لدينا إمكانية مادية للبناء، كما تعرفين أن الدعم مقدم من المنظمات والجمعيات، والمشافي لديهم لها أولوية في ظل الحرب والقصف.

إضافة إلى أن المدارس تختلف عن المشافي، المدارس تحتاج إلى ساحات وبنية يجب أن تكون متخصصة للتدريس وكذلك عدد الغرف، لدينا 1446 مدرسة في إدلب، بينما المشافي لاتصل إلى 50 مشفى.

ما هي الصعوبات التي تعيق عمل الكادر التعليمي في إدلب؟

الصعوبات التي تعيق عملنا بالدرجة الأولى بعد القصف، هي التغطية المالية لأجور المدرسين والعاملين، إذ أن50% من الكادر يعملون كمتطوعين. نؤمن لهم منحة مالية بسيطة أو حصة غذائية، بالإضافة إلى ضعف الإمكانات لإعادة تجهيز المدارس بمستلزماتها التي دمرت فيها.

ويقتصر الترميم على الأساسيات كإزالة الركام، واستخدام الصفوف التي لم تتعرض للقصف.

بالإضافة إلى خوف الأهالي من إرسال أبناءهم إلى المدارس بسبب الخوف عليهم من القصف.

ألا يوجد دعم للمدارس والمدرسين من قبل الحكومة المؤقتة؟

لا تتوفر أي إمكانية لتغطية رواتب حتى مدراء التربية ورؤساء المجمعات، فنحن والمديريات نتواصل مع المنظمات الكبيرة الداعمة، لتأمين بعض الفرص والمنح، التي تكون على شكل رواتب شهرية لنصف العدد المطلوب.

ما هي الإجراءات التي تتخذونها للحفاظ على آمان المدارس في ظل القصف المستمر؟

قمنا في مديرية التربية بوضع خطة استباقية للتعامل مع المدارس التي قد تُستهدف، حيث قمنا بوضع خطة من شقين؛ شق زمني حاولنا ضغط الوقت، بالاستغناء عن المواد غير الضرورية، كالفنية والرياضة وغيرها، كي نقلل من ساعات وجود الطلاب في المدارس، وخطة مكانية استخدمنا فيها الطوابق السفلية أو الملاجئ.

الأطفال أثناء حصة دراسية في مدرسة بريف إدلب، شباط 2016. حقوق نشر الصورة لـ مركز إدلب الإعلامي 

وفي حال تم قصف المدرسة، يحجم الطلاب عن الذهاب إليها فترة زمنية، وكذلك المعلمون، حتى تنتهي الهجمة على تلك المنطقة، فنعاود ترميم ما يمكن ترميمه ونعيدها للخدمة، وإذا نقص عدد الغرف نحول المدرسة إلى دوامين.

هذا ما نقوم به ضمن إمكانياتنا المتاحة، في المناطق المحررة وفي ظل القصف المستمر والممنهج.

مدة التعليم في المدارس أربع ساعات فقط، وهي غير كافية ويكون الطلاب والمدرسيين حذرين من أي استهداف قد يحدث.

وبالنسبة للتعليق الذي حصل تم إضافة إسبوع زيادة على الدوام للتعويض، وكذلك لدينا خطة تعليم في الصيف، للطلاب في الصفوف الابتدائية.

ذكرت أن هناك  1500 مدرسة في إدلب، هل جميعها مدارس فاعلة؟

هناك 1080 مدرسة فاعلة بنسب متفاوتة، وأعني أنه عندما يكون هناك قصف واستهداف للمدينة نقوم بإلغاء الدوام في بعض المدارس وليس في عموم المحافظة كلها، فنحن لدينا 357 مدرسة خارجة عن الخدمة، ولدينا 400 مدرسة نسبة الضرر فيها من 50 إلى 40 بالمائة، وكما ذكرت لك نستخدم المدارس التي لا تكفي الحاجة كدوامين، فتصبح كل مدرسة مدرستين، وهناك تسع مدارس تم إنشائها في بيوت للمدنيين. بالإضافة إلى المدارس التي أقيمت في المخيمات من الخيم والكرفانات.

هل يمكن أن يقتل القصف التعليم؟

كي أكون شفافاً تضرر التعليم بشكل كبير بسبب الظروف التي تمر بها المناطق المحررة من القصف المتكرر، ولكن استمرار أكثر من 1050 مدرسة في العمل في ظل هذه الظروف، يبعث برسالة للعالم أننا شعب يستحق الحياة ويستحق الاحترام، فنحن تناسينا الخوف والخطر والجوع ونطلب التعليم.

فالقصف يشكل العائق الأكبر لنا، نحن على استعداد لإعادة المدارس إلى أفضل مما كانت عليه بكثير خلال فصل دراسي.

ترجمة: فاطمة عاشور

شارك هذا المقال