5 دقائق قراءة

إعلامي في الرقة: العقول المغسولة تحتاج الكثير حتى تستفيق من كذبة تنظيم الدولة

فرض تنظيم الدولة نظاما اجتماعيا منقسما إلى طبقتين في الخلافة […]


22 سبتمبر 2015

فرض تنظيم الدولة نظاما اجتماعيا منقسما إلى طبقتين في الخلافة التي ادعاها لنفسه، حيث “يحيا مواليه حياة ترف بالمقارنة مع السوريين الآخرين”، وفق ما يقول فرات الوفاء، ناشط يبلغ من العمر 31عاما، ويعمل مع صحفيون بلا حدود، لعمار حمو، مراسل سوريا على طول.

إلى ذلك، اعتبرت الصفحة الإعلامية لحملة الرقة تذبح بصمت إن التضييق على ساكني الرقة متعمد. وقالت في تقريرها الأخير بعنوان “داعش تحاول استمالة الفقراء قبل فوات الآوان في الرقة”، إن تنظيم الدولة يتبنى إجراءات تهدف إلى مفاقمة مستويات الفقر لـ “تجويع المدنيين لكسبهم في صفوفها تحت ضغط البطون الخاوية”.

وتتجلى إحدى الإمثلة في مضاعفة سعر الخبز في الشهور الأخيرة، ما يعتبره الوفا “حركة محسوبة”، مؤكداً بذلك ما خرجت به حملة الرقة تذبح بصمت في تقريرها.

ويجبر التنظيم المدنيين على الإنضمام إلى صفوفه بتقديم المعونة فقط لأولئك الذين يدعمونه، بالإضافة إلى خلق علاقات مع الأهالي المدنيين بزواج مقاتلي التنظيم منهم، ويغرون مجنديهم وعوائلهم بالرواتب العالية والمساعدات الغذائية.

ويقول الوفا “كل شيءٍ تغير (…) يمكنك أن ترى أن المحافظة تحت حكم تنظيم الدولة تزداد بؤساً باستمرار، حيث الشوارع التي كانت يوماً أنيقة ونظيفة، تغزوها النفايات ومهجورة، والكهرباء مقطوعة باستمرار لدرجة أن المدنيين بالكاد يحصون ساعتين لوجود الكهرباء. والنقص الحاد في كل شيء يدفع طوابير الأسر للوقوف أمام مطبخ الرقة الإغاثي الذي تدعمه الجهات الخيرية”.

1-  كيف كان الوضع الخدمي مع بداية وجود داعش في المنطقة؟ وهل تراجعه في الفترة الأخيرة بسبب أزمة مالية يعيشها؟

لا مجال لمقارنة الوضع الخدمي قبل وجود تنظيم داعش وبعد سيطرته على مدينة الرقة. كانت الكهرباء تعمل بانتظام ضمن ساعات تقنين محددة لاتتجاوز 6 ساعات يومياً.

في حين أن سكان المدينة الآن في بعض الأحياء لايكادون يرون الكهرباء إلا ساعتين على الأكثر، بل أن بعض المناطق لاتصل إليها الكهرباء إلا كل عدة أيام في الأرياف.

أما بالنسبة للنظافة، فكان هناك بالإضافة للعمل الذي تقوم به حركة أحرار الشام حملات تطوعية من شبان المدينة بين الفينة والأخرى تقوم على تنظيف الشوارع وتزيينها، ولونوا معظم جدران المدارس والمرافق بعلم الثورة ناهيك عن النشاطات الثورية الأخرى من دعم المدن المنكوبة آنذاك.

كل هذا تغيّر وتبدل بعد سيطرة تنظيم داعش على المدينة، وبالتأكيد ليس السبب أزمة مالية فالتنظيم يسيطر على آبار النفط في الرقة ودير الزور، عدا عن الأموال التي فرضها على المواطنين بداعي الزكاة وضرائب بدل خدمات، وضرائب المخالفات وغيرها من مداخل أستحلال أموال الناس.

  2- في الآونة الاخيرة فرض داعش عددا من الضرائب والأتاوات ما هو السبب؟

كلنا نعلم بأن المجتمع الدولي بصدد تجفيف منابع الدعم للتنظيمات الإرهابية على حد وصف المجتمع الدولي، وهذا في ظاهر الأمور، حيث لايخفى على أحد أن تنظيم داعش وغيره من التنظيمات المصنفة على أنها إرهابية هي صناعة إستخبارتية للدول الكبرى التي تدير المنطقة، فهذه الضرائب بحال من الأحوال تسد أمام التنظيم إحتياجات عناصره الذين يعيشون بالنسبة لغيرهم من المدنيين حياة رفاهية وبإعتقادي هذه خطوة إستباقية في هذا الإتجاه.

 3- هل التجنيد الإجباري وإجبار الشباب على الالتحاق بداعش له علاقة بفقدانه القاعدة الشعبية؟

حتى هذه الأثناء لايوجد تجنيد إجباري صريح من تنظيم داعش، لكن كل العوائق التي وضعها أمام الشباب والأطفال على حدٍ سواء من جهة، وغلاء الأسعار والمواد الغذائية وضيق المعيشة من جهة أخرى، أسباب أجبرت البعض الإلتحاق بصفوف التنظيم، كونه يعتبر مصدر مادي جيد ويوفر لعناصر التنظيم العديد من المميزات.

أما بالنسبة للقاعدة الشعبية لا أظن بأن تنظيم داعش مهتم بالقاعدة الشعبية، لأنه يملك المقومات التي تجعله يكسب قاعدة شعبية كبيرة وتأييدا أكبر، لكنه جاء ليفرض أيديولوجية معينة في ظروف معينة.

 4- ما هو سبب ارتفاع الأصوات ضد داعش دون خوف رغم قساوة عقوباته؟

الظلم والكبت قد يكون السبب الأول والأخير في إرتفاع الأصوات المناوئة للتنظيم، فكل أسرة في مدينة الرقة ودير الزور على وجه التحديد فقدت أحد أفرادها بقصف للنظام أو بأي شكل من أشكال الظلم، الذي مازلنا نعاني منه، فمن هذا الذي سيرضى بعد فقد أغلى مايملك أن يرضخ لنظام أو تنظيم ظالم كسابقه، وأعتقد بإن الكبت الممارس ضد الأهالي سينفجر يوماً بوجه تنظيم داعش وهذه مسألة وقت فقط.

 5- هل سنسمع ثورة شعبية ضد التنظيم في الرقة، وما هي الأسباب؟

الثورة لم ولن تموت، قد تخمد نارها أو تعاني ضعفاً لكنها سرعان ما ستنفجر من جديد كالبركان، فمن قام مرة على الظلم وحطم قيود الخوف والذل سيعيد الكرّة مراراً وتكراراً حتى يحقق الهدف الذي قام من أجله أول مرة، وهذه كما أسلفت مسألة وقت فقط.

 6- ما هي حالة الانشقاقات عن صفوف التنظيم؟ وهل ما زال مهاجرون جدد يلتحقون بالتنظيم؟

 لايخفى على أحد في هذا العالم أن هناك الكثير من الشرفاء والصادقين من الذين قدموا إلى سوريا بنية الجهاد في سبيل الله حقاً، وكانوا يتصورون أنهم قادمون لقتال نظام عاث في الأرض فساداً، لكنهم حين يعرفون أنهم يقاتلون شباباً أرخصوا حياتهم لقتال النظام الظالم، يتراجعون عن انضمامهم للتنظيم ويبحثون عن أي سبيل للخروج منه، وهناك كثيرون أستطاعوا فعلاً الإنشقاق عن التنظيم وهناك أعداد أكثر تواجه عقوبة الموت بمجرد التفكير بموضوع الإنشقاق والتهم بالتأكيد جاهزة، مثل الغلو، أستخدام السلطة بشكل سيء وشخصي.

في هذه الأيام أصبح قدوم المهاجرين نادراً جداً، خصوصاً بعد أن وصلت حقيقة هذا التنظيم للعالم، لكن مازال هناك بعض السذّج المخدوعين بالشعارات التي يرفعها هذا التنظيم وباسمه، لكن هؤلاء قلّة الآن.

 7- ما هو سبب انخفاض عدد الأجانب المتلحقين بالتنظيم؟

 بالتأكيد أهم الأسباب أن هناك أصوات من الداخل أرتفعت لتكشف الوجه الحقيقي للتنظيم، وتكشف للعالم جرائمه وإمعانه في قتل المسلمين وتكفيرهم بلا وازعٍ أو رادع، وسيأتي اليوم الذي يعرف العالم أجمع بإن هذا التنظيم لايملك مشروعاً حقيقياً لبناء دولة إسلامية على حد زعمه، إنما هو أداة تم زرعها لإيجاد مناخ ما يساعد على تغييرات إقليمية، وسوريا هي مسرح هذه التغيرات والتحديات.

 8- عندما ظهر التنظيم كان يدعم الخبز، ولكن مؤخراً هناك ارتفاع كبير في أسعار الخبز في المنطقة، لماذا؟

التنظيم لم يكن يدعم الخبز أو يسهل وصوله كما يحاول البعض إيصاله، لكن أثناء تواجد أحرار الشام بالرقة وكانت لهم السلطة والأفضلية في المدينة، حاول التنظيم إيجاد موضع قدم له في الرقة يرتكز عليها في حال دب صراع على السلطة وهذا ماحصل فعلاً.

أما أسباب أرتفاع أسعار الخبز فنقص مادة الطحين السبب الرئيسي، وهذا النقص بإعتقادي متعمد فقوافل القمح التي تخرج من الرقة خير دليل على أن هذا الإرتفاع بسعر الخبز حركة مدروسة ومقصودة.

 9- هل يقدم التنظيم مساعدات أو خدمات إغاثية للفقراء في المنطقة؟

لا يوجد أي شيء من هذا القبيل، وأي كلام خلاف هذا هو محض كذب وأفتراء، ومن أراد أن يتأكد من هذا عليه أن يشاهد آلاف الأسر المتوافدة إلى المطبخ الإغاثي في الرقة، والذي يعمل بجهود خاصة من أهالي الخير في المدينة وخارجها، في حين أن التنظيم لم يدفع ليرة واحدة لدعم هذا المطبخ الذي يغطي حاجة حوالي 2500 أسرة في المدينة.

 10- هل أصبح عناصر التنظيم يعتقدون أن خلافتهم فاشلة، ولماذا؟

عليك أن تكون حاضراً لإحدى محاضرات شرعيي التنظيم ومشايخه في عناصرهم، حتى تعلم أن العقول التي تم غسلها تحتاج للكثير حتى تستفيق من هذه الكذبة، التي لانجد في فحواها إلا أضغاث أحلام لحالمين واهمين، وعابثين مخادعين، لكن سيكتشفون يوماً بأنهم كانوا ضحايا لمشروع حقير لإفشال الثورة لكن ببردة إسلامية حتى تلاقي قبولاً لدى الناس البسطاء.

شارك هذا المقال