3 دقائق قراءة

إغلاق عشرات المرافق الطبية احتجاجاً على الاقتتال الداخلي للفصائل في إدلب

أُغلقت عشرات المنشآت الطبية في شمال غرب سوريا الواقع تحت […]


17 أبريل 2018

أُغلقت عشرات المنشآت الطبية في شمال غرب سوريا الواقع تحت سيطرة المعارضة، يوم الإثنين، احتجاجاً على اقتتال داخلي عنيف بين فصيلين معارضين متنافسين ألحق أضراراً بمستشفى محلي كبير.

وأعلنت الجمعية الطبية السورية الأمريكية سامز و 13 منظمة طبية أخرى، إيقاف عملها بشكل فوري لمدة خمسة أيام للأنشطة غير الطارئة في جميع المرافق والمستشفيات التي يدعمونها داخل أراضي المعارضة في الشمال السوري، في بيان صحفي نُشر على الإنترنت يوم الاثنين.

وجاء في البيان “أن الاعتداءات التي وقعت على المنشآت الطبية في الآونة الأخيرة والتي تواترت بصورة خطيرة وغير مسبوقة تعكس حالة واضحة من عدم الاحترام والتقدير للجهود الطبية المبذولة في الشمال السوري”.

واندلع اقتتال داخلي كبير في محافظة إدلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة بين الفصيلين المعارضين المتنافسين هيئة تحرير الشام وجبهة تحرير سوريا، يوم الأحد، وامتد إلى مستشفى معرة النعمان المدعومة من قبل سامز في مدينة إدلب.

حيث هاجمت هيئة تحرير الشام، وهو تحالف متشدد كان بقيادة تنظيم القاعدة سابقاً، مواقع تابعة لجبهة تحرير سوريا، وهو فصيل تم تشكيله مؤخرًا من اندماج أحرار الشام وحركة نور الدين الزنكي، على مشارف معرة النعمان يوم الأحد، وفقاً لما قاله متحدثان من جبهة تحرير سوريا لسوريا على طول.

وامتدت الاشتباكات بين هيئة تحرير الشام وجبهة تحرير سوريا إلى مستشفى المعرة الوطني والذي استمرت لساعات في محيط المستشفى، وفقاً لما أكده أحد الأطباء، كان حاضراً وقت الاشتباكات، لسوريا على طول يوم الاثنين.

وقال الطبيب أن مقاتلي هيئة تحرير الشام “حاولوا اقتحام المستشفى بينما تحصنت قوات جبهة تحرير سوريا داخل المستشفى”، وطلب من سوريا على طول عدم نشر اسمه خوفاً من انتقام الفصائل.

احتجاج الطاقم الطبي على الاقتتال الداخلي في معرة النعمان يوم الاثنين. تصوير جميل لبابيدي.

وتوقف الكادر الطبي في المستشفى عن العمل خلال الإشتباكات، حيث تعرض بناء وتجهيزات المستشفى وبنك الدم التابع له إلى “أضرار مادية” بسبب القتال وقام الأطباء لاحقاً بنقل جميع المرضى إلى مرافق طبية أخرى قريبة في محافظة إدلب، حسبما جاء في بيان سامز.

ويعتبر إغلاق العشرات من المرافق الطبية في المنطقة بشكل مؤقت “رداً مناسباً”، لتذكير “الجميع بحيادية العمل الإنساني عامة والطبي على وجه الخصوص بغية الحفاظ على استقلاليته و محايدته عن أية نزاعات”، وفقاً لما جاء في البيان.

وحاولت سوريا على طول التواصل مع المتحدث باسم هيئة تحرير الشام للتعليق حول الموضوع، ولكنها لم تتلق رداً حتى حلول موعد النشر.

“هجوم مفاجئ”

وعلى الرغم من إغلاق المستشفيات، إلا أن الاشتباكات استمرت بين هيئة تحرير الشام وجبهة تحرير سوريا في محافظة إدلب وحلب لليوم الثاني على التوالي في أعنف اقتتال اندلع بين الفصيلين منذ أشهر.

وتمكن فصيل هيئة تحرير الشام من السيطرة على ثلاث قرى تابعة لجبهة تحرير سوريا بالقرب من دارة عزة في ريف حلب الغربي، صباح يوم الاثنين، حسبما أفادت به وسائل الإعلام المحلية التابعة للمعارضة.

وكانت قد اندلعت اشتباكات سابقة بين الفصيلين في شهر شباط الماضي، بعد وقت قصير من تشكيل جبهة تحرير سوريا، حيث استطاع الفصيل المشكل حديثاً من انتزاع  مساحات شاسعة من الأراضي في محافظتي إدلب وغرب حلب من هيئة تحرير الشام، بحسب ما ذكرته سوريا على طول في ذلك الوقت.

وفي أواخر شهر شباط هدأت الأعمال العدائية بين الفصيلين إلى حد ما عقب اتفاق وقف إطلاق النار الذي حدد عشرات البلدات والقرى في شمال غرب سوريا كمناطق محايدة منزوعة السلاح.

واستولت هيئة تحرير الشام،يوم الأحد، على عشرات من القرى والبلدات في جنوب إدلب معظمها كانت خالية من أي وجود عسكري للمعارضة، وفقاً لما أكده اثنين من المتحدثين باسم جبهة تحرير سوريا، بما في ذلك بلدتي خان شيخون ومورك الواقعتان على طول الطريق السريع حمص-حلب، كما ذكرت وسائل الإعلام التابعة للمعارضة.

وقال محمد أديب، الناطق باسم جبهة تحرير سوريا، لسوريا على طول “لقد كان هجوماً مفاجئاً، وكانت مورك قرية محايدة ولم يكن هناك تواجد لنا هناك”، ولم تتمكن سوريا على طول من التحقق من ادعاء أديب بشكل مستقل.

وتعتبر مدينة مورك مركزاً لأحد المعابر التجارية الرئيسية، وينقل البضائع من وإلى محافظة حماة الواقعة تحت سيطرة المعارضة.

وكانت هيئة تحرير الشام تسيطر سابقاً على معبر مورك وتفرض ضرائب على جميع السلع التي تمر من خلاله، إلى أن أدى اتفاق وقف إطلاق النار إلى انسحاب الفصيلين من المدينة.

 

شارك طارق عديلي في إعداد هذا التقرير

 

ترجمة: بتول حجار

 

شارك هذا المقال