4 دقائق قراءة

استثناء آلاف العرب من انتخابات شمال سوريا ذات الغالبية الكردية

سيتوجه أهالي المناطق الشمالية ذات الغالبية الكردية في سوريا إلى […]


3 أغسطس 2017

سيتوجه أهالي المناطق الشمالية ذات الغالبية الكردية في سوريا إلى صناديق الاقتراع في أيلول لإجراء أول انتخابات محلية لنظامهم الفدرالي في عامه الأول. غير أنه لا يسمح لجميع المواطنين بالمشاركة في كامل العملية الانتخابية المكونة من ثلاث جولات.

حيث لا يسمح لآلاف العرب بالتصويت في الجولة الثالثة لاختيار ممثلي المنصب الأعلى في المنطقة: مؤتمر الشعوب الديمقراطي، وهو بمثابةالبرلمان الفدرالي لمناطق الفدرالية الديمقراطية شمال سوريا.

في السبعينيات، نقل الرئيس السوري حافظ الأسد ألاف العرب من محافظة الرقة إلى محافظة الحسكة تمهيداً لإقامة سد الفرات، والذي سيؤدي إلى ارتفاع منسوب المياه المحيطة وبالتالي غمر قراهم. وبعد عدة عقود، ما يزال المسؤلون الكرد ينظرون إلى عرب الغمر، كمستوطنين أجانب في مناطق شمال سوريا.

وذكرت فوزة اليوسف، الرئيسة المشتركة للهيئة التنفيذية لفيدرالية شمال سورية وحالياً مسؤولة في أحد أعلى منصبيين في الحكومة المؤقتة للإدارة الذاتية أن توافد العرب لمنطقة الجزيرة بقرار سياسي في القرن الماضي كان “سياسة عنصرية جائرة بحق الكرد”.

 السوريون الأكراد في الذكرى السنوية 13 لانتفاضة القامشلي في أذار. حقوق نشر الصورة لـ الفدرالية الديمقراطية شمال سوريا.

وقالت اليوسف لـ محمد عبد الستار ابراهيم، مراسل في سوريا على طول “لا يوجد إقصاء  للعرب الغمر في العملية الانتخابية و إنما هناك محدودية في الإنضمام نظراً إلى وضعهم الخاص.”

وسيؤدي قرار تهميش آلاف السكان لمحليين إلى تعميق التوتر في مشروع الفدرالية الناشئ الذي يقوده الكرد في شمال سوريا. ويخشى خصوم النظام الفدارلي أن ذلك سيسفر عن إقامة دولة يسطر عليها الأكراد في منطقة ذات إثنيات وديانات متعددة، وفق ما ذكرت سوريا على طول بعد الإعلان عن إنشاء نظام سياسي جديد في أذار الماضي.

لماذا تم منع العرب الغمر بالمشاركة  في كافة مراحل الانتخابات، نعلم أنه هناك اختلاف بالآراء حول قضيتهم، ولكن أنتم جهة تدعون الديمقراطية والديمقراطية تعني  حقهم بالمشاركة؟

بالنسبة لقضية العرب الذين وفدوا لمنطقة الجزيرة بقرار سياسي في القرن الماضي تعتبر جرح في المنطقة لما كان لها من تداعيات سلبية على أهل المنطقة و خاصة أخذ أراضي الكرد و منحها للعرب. إنها كانت سياسة عنصرية جائرة بحق الكرد. تم المناقشة على هذه المسألة مطولاً في المجلس التأسيسي للفيدرالية، بحيث لا يتم إقصاءهم بشكل نهائي من الانتخابات من جهة و ترك هذا الملف مفتوحاً للنقاش و الحل من جهة أخرى.

[المجلس هو الإدارة السياسية المؤقتة للإدارة الذاتية الكردية، والتي سيتم استبدالها بمؤتمر الشعوب الديمقراطي بعد الانتخابات القادمة].

 وتم الإقرار بأن يشاركوا في انتخابات الوحدات الإدارية بما فيها الكومين والبلدية فقط، لكي ينظموا حياتهم الخدمية والإدارية إلى حين الوصول إلى تسوية سياسية بصدد هذه المسألة. هذا يعني بأنه لا يوجد إقصاء وإنما هناك محدودية في الإنضمام نظرا إلى وضعهم الخاص.

[الانتخابات المقبلة مقسمة إلى ثلاث جولات. ستكون الجولة الأولى من التصويت في 22 أيلول، للقادة من جميع البلديات المحلية، وستكون الجولة الثانية في 3 تشرين، لممثلي البلدة والمدينة والمجالس الإقليمية. وستكون الجولة الثالثة والأخيرة في 19 كانون الأول لمؤتمر الشعوب الديمقراطي، وسيمنع العرب الغمر من جولة التصويت الثالثة].

هل يمكن أن تتحدث عن أهمية تمثيل المرأة في الانتخابات الكردية المحلية؟ هل هناك نظام حصص؟

نسبة المرأة هي 50% في نظامنا الفيدرالي، قانون الانتخابات أيضا اعتمد على المبدأ الموجود في عقدنا الاجتماعي والذي يعتبر بمثابة الدستور لمناطق الفيدرالية لشمال سورية. لذلك سيتم أخذ هذا المبدأ بعين الاعتبار في كل مراحل الانتخابات.

 الإدارة الذاتية تناقش قانون الانتخابات في نيسان. حقوق نشر الصورة لـ الفدرالية الديمقراطية لشمال سوريا.

لماذا تم استثناء منبج و الرقة من المعادلة الانتخابية رغم وجود مجالس إدارية تابع للإدارة الذاتية في المنطقتين؟

منبج تحررت منذ فترة والرقة لم تتحرر بعد، من أجل انضمام هذه المناطق الى مناطق الفيدرالية، هناك حاجة لتهيئة المجتمع  في تلك المناطق. إن فرض مثل هذا الشيء لن يكون موضوعياً، ففي المناطق الأخرى المتحررة تم مناقشة هذا المشروع بشكل موسع وتم تحضير المجتمع إلى حد ما للمشاركة فيه. لذلك رأينا من الصحة إبداء هذه المجالس الرغبة في الانضمام إذا ما وجدوا أنفسهم مهيئين مستقبلاً، و في هذه الحالة سيتم مناقشة الأمر من قبل مؤتمر الشعوب والنظر فيه مباشرة.

[سيصوت أهالي روج آفا لاختيار ممثلي مؤتمر الشعوب الديمقراطي، والذي سيكون بمثابة برلمان الفيدارلية للإدارة الذاتية في الانتخابات القادمة. وسيحل هذا الكيان الجديد محل المجلس التأسيسي الفدرالي].

من الملامح البارزة لهذه الانتخابات، الانتخابات المحلية الأولى في المنطقة منذ بداية الحرب أنكم ستعيدون رسم الخطوط الإدارية للمناطق التي يحكمها الأكراد في سوريا. وسيكون هناك بدلاً من ثلاثة كانتونات ستة كانتونات ضمن ثلاث مناطق: الجزيرة والفرات وعفرين، ما هو الهدف من التقسيم الإداري الجديد وكيف سيبدو؟

إن الهدف من هذا التقسيم هو تطبيق مبدأ الديمقراطية و نظام الإدارة الذاتية، و خلق وحدات إدارية تتمتع بالكفاءة و قادرة على عمليات التخطيط والتنفيذ ووضع الاستراتيجيات التنموية الخاصة بالمجتمع المحلي، وإنهاء الروتين والبيروقراطية التي تتأسس عن طريق النظام المركزي وجعل الوحدات الإدارية في كل المستويات مسؤولة مباشرة عن الخدمات والاقتصاد والثقافة وجميع النواحي التي تهم المواطنين ضمن حدودها الإدارية. وأيضا بهدف توزيع المسؤوليات والصلاحيات في أيدي الشعب.

هل هناك رقابة خارجية على سير الانتخابات من قبل منظمات دولية؟

إننا لسنا متحفظين على هذه الناحية و لنا رؤية أن ندعو مراقبين دوليين عندما نقوم بإجراء انتخابات الأقاليم ومجلس الشعوب الديمقراطي. وإذا كان هناك منظمات أو جهات دولية تريد أن تتابع عملية الانتخابات بدءاً من الكومين فلا يوجد لدينا مانع.

ترجمة:فاطمة عاشور

شارك هذا المقال