3 دقائق قراءة

استكمالا لسيناريو التهجير في سوريا: ثوار ومدنيون يغادرون حي القابون باتجاه إدلب

غادر مئات من مقاتلي المعارضة والمدنيين حي القابون المحاصر، شرقي […]


غادر مئات من مقاتلي المعارضة والمدنيين حي القابون المحاصر، شرقي دمشق، على متن حافلات تابعة للنظام، باتجاه شمال غرب سوريا، يوم الأحد، في إطار اتفاق إجلاء توصلت إليه فصائل المعارضة والنظام، في اليوم السابق.

وذكر أحد أفراد الحي وكان من بين المغادرين، لسوريا على طول، أن الأشخاص الذين سيتم إجلاؤهم من القابون تجمعوا لساعات، صبيحة يوم الأحد، في منطقة أبو جرش، الخاضعة لسيطرة النظام إلى الغرب من حي القابون، بانتظار الحافلات.

إلى ذلك، قال الصحفي قصي عبد الباري، من حي القابون، لسوريا على طول، يوم الأحد، أن ما يقارب 200 مقاتل وعدد غير محدد من المدنيين سيغادرون، يوم الأحد. وأضاف عبد الباري، الذي كان من بين المغادرين للحي، أنه لم يكن هناك “عدد محدد” للأشخاص الذين تم إجلاؤهم، ولم يتضح حتى الآن ما إذا كانت هناك مراحل أخرى أم لا.

وفي حين لم يتم الإفصاح عن النص الكامل للاتفاق، قالت مصادر في القابون لسوريا على طول، أنه سيتم نقل جميع المقاتلين، إلى جانب عائلاتهم وعدد من المدنيين الراغبين بالمغادرة، إلى محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، شمال غرب سوريا.

في السياق، قال حمزة عباس، مدير المركز الإعلامي في القابون، لسوريا على طول، أنه يتوجب  على الراغبين بالبقاء في القابون إبلاغ المكاتب الحكومية والتوقيع على عفو من قبل الحكومة، خلال الأشهر الستة المقبلة.

وتأتي عملية الإجلاء التي تمت يوم الأحد، بعد أكثر من شهرين من المعارك العنيفة، بين المعارضة والنظام، للسيطرة على الحي الواقع على بعد بضعة مئات من الأمتار من الغوطة الشرقية المحاصرة، والخاضعة لسيطرة الثوار، في ريف دمشق.

وشكل حي القابون، إلى جانب حيي تشرين وبرزة المجاورين له نقطة دخول مهمة للمواد الغذائية والإمدادات، إلى الغوطة الشرقية، عبر شبكة أنفاق تهريب أنشأها الثوار للربط بين المنطقتين.

مقاتلو المعارضة والمدنيون ينتظرون ركوب حافلات النظام، في أبو جرش، صباح يوم الأحد. تصوير: أبو يوسف الدمشقي.

وفي أواخر شباط، حاصر النظام كلاً من أحياء القابون وبرزة وتشرين، مما أوقف تجارة الأنفاق كليا. ورافق الحصار قصف مكثف وهجمات برية على الأحياء المحاصرة.

وبعد أشهر من الحصار والقصف، وقع كل من حيي برزة وتشرين اتفاقيات إجلاء مع النظام، الأسبوع الماضي. ويبدو أن اتفاقية حي القابون، التي تم التوصل إليها نهاية الأسبوع الماضي، تعتبر اتفاقية متتمة لاستسلام الأحياء الواقعة شرقي دمشق.

من جانبها، ذكرت وسائل الإعلام السورية، يوم السبت، أن النظام السوري أحكم سيطرته على “كامل أجزاء” حي القابون، حيث وافق الثوار على الإجلاء من المنطقة ووضعها تحت سيطرة النظام.

“البدء من الصفر”

قال أبو يوسف الدمشقي، مدني من القابون وغادر إلى محافظة إدلب، مع زوجته وطفله، يوم الأحد، “لا يمكن أن أصف مشاعري. أغادر مسقط رأسي، ولا أعرف ما إذا كنت سأعود مرة أخرى!”.

وتابع الدمشقي، من الحافلة التي تقله إلى شمال سوريا، لسوريا على طول، يوم الأحد “يبدو وكأنني أبدأ حياتي من الصفر”.

القوات التابعة للنظام، في حي القابون، يوم السبت. تصوير: STRINGER .

ولم يغادر الجميع حي القابون. حيث قرر أبو طارق، وهو من أهالي الحي، يبلغ من العمر 50 عاما، البقاء مع زوجته في مسقط رأسه.

وقال أبو طارق “لا أستطيع نقل تفاصيل حياتي إلى مخيم للاجئين في إدلب، فأنا رجل مسن ومتعلق جدا ببيتي”.

إلا أن أبا طارق رفض السماح لابنه، الذي أصبح في سن أداء الخدمة الإلزامية، بالبقاء معهم، حيث يخشى أن يتم تجنيده ووضعه على الجبهات التي تقاتل من أجل النظام.

وأوضح أبو طارق “على الرغم من أنه يخشى عدم رؤيتنا مجددا، إلا أني أقنعته بالذهاب”.

وفقد أبو طارق ابنه الأكبر، الذي كان يقاتل مع إحدى فصائل المعارضة في القابون، وذلك بعد بدء القتال، قبل شهرين.

وبالرغم من ذلك فإن فكرة فقدانه لمنزله تفوق فكرة بقائه في الحي بعد استعادة النظام السيطرة عليه.

وختم أبو طارق قائلا “سأعارض النظام دائما بعد أن خسرت ابني بسببه (…) ولن أخاف أي شيء (…) سأبقى هنا وانتظر اللحاق بابني الذي خسرته”.

ترجمة: سما محمد.

شارك هذا المقال