3 دقائق قراءة

استمرار القصف على إدلب بالتزامن مع اجتماع سوتشي لتحديد مصير الشمال الغربي

ارتفعت وتيرة قصف القوات الموالية للحكومة بشكل كبير شمال غربي سوريا، الخاضع لسيطرة المعارضة، يوم الأربعاء، قبل قمة رفيعة المستوى في مدينة سوتشي الروسية، حيث من المتوقع أن يناقش زعماء روسيا وتركيا وإيران مستقبل محافظة إدلب.


14 فبراير 2019

ارتفعت وتيرة قصف القوات الموالية للحكومة بشكل كبير شمال غربي سوريا، الخاضع لسيطرة المعارضة، يوم الأربعاء، قبل قمة رفيعة المستوى في مدينة سوتشي الروسية، حيث من المتوقع أن يناقش زعماء روسيا وتركيا وإيران مستقبل محافظة إدلب.

واستهدف القصف عشر بلدات تقع في محيط المنطقة العازلة وداخلها، والتي أنشئت بوساطة دولية حول محافظة إدلب، مما تسبب بنزوح عشرات الآلاف من المدنيين، حسبما قاله مسؤولو المعارضة المحلية لسوريا على طول.

واستمرت موجة من الغارات الجوية والقصف المدفعي في الأسابيع الأخيرة على المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة بعد اتفاقية وقف إطلاق النار في أيلول.

وقال المسؤولون المحليون لسوريا على طول، يوم الخميس، أن انتهاكات وقف إطلاق النار في ازدياد. فمنذ أواخر كانون الثاني، أدى العنف المتزايد إلى نزوح ما لا يقل عن ٨٥٪ من المدنيين من البلدات الواقعة على طول المنطقة العازلة وداخلها- وهي منطقة تفصل القوات الحكومية عن مجموعة من فصائل المعارضة التي تسيطر حالياً على محافظة إدلب.

وخلال الساعات الثماني والأربعين الماضية وحدها، تسبب القصف المتجدد في مقتل مدنيين اثنين على الأقل وإصابة خمسة آخرين، وفقاً لحميد قطيني، وهو عنصر في الدفاع المدني السوري المعروف باسم الخوذ البيضاء.

وأضاف القطيني أن حوالي ٥٠ ألف مدني فروا من منازلهم في شمال حماة خلال شهر ونصف.

ومنذ يوم الثلاثاء الماضي، وردت أنباء عن غارات جوية في حوالي عشر بلدات وقرى عبر محافظة إدلب و شمالي حماة المجاورة.

وقال القطيني “تضمن القصف الصواريخ وقذائف المدفعية، واستهدف الأحياء السكنية والمزارع بشكل عشوائي”.

وتابع قائلا “لاحظنا ارتفاعا في وتيرة القصف مع اقتراب سوتشي”.

وأعلنت بلدة التمانعة الواقعة في المنطقة العازلة أنها بلدة منكوبة، يوم الاثنين، حيث وجهت نداء إغاثيا لمجموعات الإغاثة المحلية – في تكرار لإعلان مماثل من قبل المسؤولين المحليين ومنظمات الإغاثة في البلدة أيلول الماضي.

وقال الناشط الإعلامي ماجد اليوسف في حديثه من مدينة التح التي تعرضت للقصف، وتبعد ١٠ كم عن التمانعة، لسوريا على طول إن عدداً قليلاً فقط من العائلات بقي في المنطقة.

وأضاف “القصف هنا هستيري. نحن نطلب من الجهات الضامنة لوقف إطلاق النار، وخاصة تركيا، الوقوف بحزم ضد الانتهاكات التي ترتكبها ميليشيات النظام وحلفائها الروس والإيرانيين”.

وفي الوقت ذاته، اجتمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الإيراني حسن روحاني في مدينة سوتشي الروسية، حيث كان من المقرر أن يناقش القادة الثلاثة مصير الشمال الغربي في أعقاب التقدم الأخير الذي حققته الجماعات المتشددة.

وقال متحدث باسم الرئاسة التركية إن الهدف الأساسي للقمة هو البحث عن “حل دائم” لتحقيق الاستقرار في سوريا، مما يترك التفاصيل الخاصة بجدول أعمال يوم الخميس مفتوحة للتخمينات.

وقبل اجتماعه بنظيريه التركي والإيراني يوم الخميس، أكد الرئيس بوتين، بحسب ما ورد، الحاجة إلى “خفض تصعيد نهائي في إدلب”، بينما دعا إلى “خطوات عملية ملموسة” فيما يتعلق بوجود “الجماعات الإرهابية” في شمال غرب سوريا.

وسوتشي هي المدينة التي اجتمع فيها بوتين وأردوغان، في أيلول الماضي، لمناقشة تفاصيل اتفاق شامل لوقف إطلاق النار يغطي أجزاء رئيسية من الشمال الغربي الذي تسيطر عليه المعارضة. وأنشأت الاتفاقية منطقة عازلة تمتد عبر ١٥-٢٠ كم على طول الخطوط الأمامية المحيطة بمحافظة إدلب- ويُنسب الفضل إلى الاتفاقية في تجنب وقوع مواجهة دموية بين القوات الموالية للحكومة من جهة، ومجموعة من المقاتلين المعارضين والمتشددين من جهة أخرى.

ومع ذلك، تغيرت الحسابات على الأرض بشكل كبير منذ أن تم التوصل إلى الاتفاقية قبل خمسة أشهر. حيث مرت المواعيد النهائية الأساسية دون الالتزام بها، والأكثر أهمية هو العمل على حل الفصائل الإسلامية المتشددة في المنطقة بحلول ١٥ تشرين الأول.

 

وبدلاً من حلها، قامت أكبر جماعة متطرفة – هيئة تحرير الشام – بتعزيز موقفها في المنطقة بشكل كبير، حيث شرعت في حملة شرسة منذ أوائل كانون الثاني ضد جماعات المعارضة المتناحرة في الجبهة الوطنية للتحرير والمدعومة من تركيا.

وبعد انهيار الجبهة الوطنية للتحرير في معظم أنحاء شمال حماة، ساهم اتفاق وقف إطلاق النار بإجلاء المقاتلين المدعومين من أنقرة إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في ريف حلب الشمالي، والتي تحتلها القوات التركية حاليا.

ومع بدء قمة سوتشي الأخيرة، أصبحت هيئة تحرير الشام الآن وجهازها الإداري، حكومة الإنقاذ السورية، تسيطر على حوالي ٨٠٪ من أراضي المعارضة في الشمال الغربي.

ومرت اتفاقية وقف إطلاق النار بعدة اختبارات في الماضي، وأصبحت الانتهاكات أكثر تكرارا وعنفاً في الأشهر الأخيرة.

 

ترجمة: سما محمد

شارك هذا المقال