4 دقائق قراءة

اعتصام لمقاتلين مصابين يطالبون الجبهة الشامية برواتبهم غير المدفوعة

ظل ماهر محمد بعد إصابته برصاصة في أسفل العمود الفقري […]


12 مايو 2017

ظل ماهر محمد بعد إصابته برصاصة في أسفل العمود الفقري في عام 2013، يتردد على خطوط الجبهات في موطنه بمحافظة حلب. وبرغم شلله، كان يقول إن حضوره كقائد سابق في المعركة يرفع االروح المعنوية.

وكان الفصيل الثوري الذي ينتمي إليه ماهر، أحد القوات المناهضة للنظام في محافظة حلب والتي اندمجت في اتحاد الجبهة الشامية في كانون الأول عام 2014.

وكان اتحاد الجبهة يتلقى الدعم سابقاً من (MOM)، غرفة عمليات مشتركة مقرها تركيا بعد “فحص” وكالة الاستخبارات المركزية له، وفقا لتقرير أصدره معهد بروكنجز في سبتمبر 2016.

وبعد أن توقف محمد عن الذهاب للجبهات، ظل يتلقى راتباً شهرياً قيمته 100$ بصفته مقاتل مصاب. ولكن في تشرين الأول، انقطع راتبه، ولم يتلق أي شيء بعدها.

وكان ماهر واحد من عشرات المقاتلين المصابين الذين نظموا اعتصاماً أمام مقرات الجبهة الشامية في ريف حلب الغربي في 3 أيار. وطالبوا بدفع مستحقات المقاتلين الجرحى وعوائل الذين استشهدوا في المعارك.

ولكنهم لم يتلقوا “سوى الوعود”، وفق ما قال لـ نورا الحوراني، مراسلة سوريا على طول. ويبدو أن قيادة الجبهة الشامية لم تعلق على تعويض المقاتلين المصابين وعوائل الثوار الذين قتلوا في المعارك.

إلا أنها ذكرت في بيان لها في 21 آذار “نظراً للظروف التي تمر بها الجبهة الشامية من قلة في الموارد المالية وزيادة في النفقات، فقد تم وضع سياسة تقشف في الفترة الحالية، تشمل تخفيض رواتب العناصر بنسبة 10% “.

صورة حديثة لـ ماهر محمد.

الآن، يعيش ماهر وزوجه وأطفاله الأربعة في ريف حلب الغربي الخاضع لسيطرة الثوار ويستدين المال من أصدقائه ويتناوب إخوته على مساعدته.

وختم “نحن لم نعد نهتم صراحة لا بإصاباتنا ولا حتى نهتم بشفائنا، نحن نريد فقط أن نطعم أطفالنا لا شيء أكثر”.

متى كانت آخر مرة تلقيت راتبك من الجبهة الشامية؟ وماهو سبب انقطاعه؟

منذ أن خرجت من حلب في الشهر العاشر لم أستلم اي راتب حتى الآن.

(استسلمت الفصائل الثورية في النصف الشرقي من مدينة حلب في كانون الأول عام 2016. وغادر مقاتلو المعارضة مثل محمد وعائلته شرقي حلب إلى ريف حلب الغربي الخاضع لسيطرة الثوار).

وهناك مصابين منذ خمسة شهور ورواتبهم مقطوعة وقمنا باعتصام منذ سبع أيام أمام مقر الجبهة الشامية احتجاجاً على ذلك ولكن لم نتلق سوى الوعود.

وبالنسبة لسبب الانقطاع لم يعطوني أي سبب مقنع لذلك. في شهر 11 ذهبت لأستفسر عن راتبي عند المؤسسة الأمنية في الجبهة الشامية، قالوا لي إن راتب شهر 11 تم السطو عليه وليس هناك راتب لي، وفي الشهر التالي قالوا لي أن سجلاتي وأوراقي الثبوتية التي تحوي كامل وضعي تم تحويلها إلى مكتب المعاقين.

(مكتب المعاقين، قسم إداري ضمن الجبهة الشامية يتعامل مع القضايا المتعلقة بالمصابين من أعضاء المجموعة الثورية).

عندما ذهبت إلى ذلك المكتب أخبروني أنه لا يوجد أوراق لي عندهم ويجب أن أحضر أوراق من كتيبتي وأنا لا أستطيع أن أمشي وواجهت صعوبة كبيرة بسبب وضعي لكي أحصل على الأوراق المطلوبة ولكن حتى الآن لم  يتغير شيء.

هناك الكثير من زملائي المصابين ممن لم يحول ملفهم إلى مكتب المعاقين لم يستلموا رواتب أيضاً الأمر الذي أثار غضبنا وجعلنا نتأكد أنها مجرد حجج لا أكثر.

هل ما زلت تشارك بالعمل العسكري حالياً؟ وهل انت نادم على مشاركتك بالقتال خصوصاً بعد ما جرى لك؟

بعد إصابتي استمررت بالذهاب إلى الجبهات وأنا على الكرسي قرابة سنة فقط وذلك لرفع معنويات المقاتلين وتقديم أي مساعدة لأصدقائي ومدينتي وبلدي، فأنا كنت قائداً عسكرياً وأقود في المعارك ما يقارب 250 مقاتلا.

حالياً لم أعد أشارك ابداً، انا لست نادما على ما حدث لي ولا حتى على إصابتي ولكن ما يحدث لنا من تهميش وإهمال دفعنا لنقول أنا والكثير من زملائي المصابين بأنه تم استهلاكنا واستثمارنا وبعدها تم رمينا والتخلي عنا.

نحن لم نعد نهتم صراحة لا بإصاباتنا ولا حتى نهتم بشفائنا، نحن نريد فقط أن نطعم أطفالنا لا شيء أكثر، نريد أن لا نموت من الجوع بعد كل ماقدمناه من تضحيات.

هل الرواتب منقطعة عن كامل جرحى الجبهة الشامية؟ وما مقدار الراتب الذي كنت تتقاضاه؟

الرواتب مقطوعة فقط عن الريف الغربي أما بالنسبة للريف الشمالي فالجميع يقبض راتبه بشكل نظامي.

سابقاً عندما كنا في حلب كان راتبي30 ألف ليرة سورية بعدها أصبح راتبي 100 دولار قبل خروجي من حلب بعدة أشهر فقط، وطبعاً الراتب للعازب أقل من ذلك.

ونحن الجرحى لدينا غرفة على الواتس اب للتواصل وتبادل المعلومات بما يخص الرواتب وأخبرني أصدقائي أن رواتب مكتب المعاقين أعلى من رواتب المكاتب السياسية ولكن حتى الآن لم أقبض أي راتب من مكتب المعاقين لأعرف كم سيكون قدره.

كيف تتدبر أمورك حالياً انت وعائلتك؟ وكم أثر انقطاع الراتب عنك؟

الراتب ليس بالمبلغ الكبير ولكنه كان يوفر جزءاً لا بأس به من مصروف عائلتي خصوصاً عندما كنا بحلب، في بيوتنا وبين أهلنا ومستقرين.

الآن عندما خرجنا ازداد مصروفنا بسبب تهجيرنا وحاجتنا لتأمين سكن وأجار للمنزل وكل شيء من جديد، ولكي تزداد المعاناة جاء انقطاع الراتب ليشتد علي الحال أكثر وأصبح حالنا مأساوياً.

حتى كانت تأتينا كفالات للمصابين من بعض الجمعيات وتقوم بكفالة المصاب عدة أشهر مما يخفف عنا، الآن وبعد خروجنا من حلب وانتشارنا بقرى الريف الغربي ومناطق متفرقة لم نعد نرى أي دعم من أحد.

حالياً أتدبر أمري من إخوتي الذين يتناوبون على مساعدتي وأحياناً أستدين من بعض الأصدقاء لأصرف على أطفالي، فحالتي الصحية لاتسمح لي بالعمل.

ترجمة: فاطمة عاشور

شارك هذا المقال