4 دقائق قراءة

الأمم المتحدة ترفض مراقبة الإخلاء في الوعر: نشارك فقط بناء على طلب جميع الأطراف

غادر أكثر من 350 شخصا من آخر حي للثوار في […]


25 سبتمبر 2016

غادر أكثر من 350 شخصا من آخر حي للثوار في مدينة حمص، إلى ريف حمص الشمالي الذي تسيطر عليه المعارضة، في يوم الخميس، وفقاً لاتفاقية هدنة متعددة المراحل مع الحكومة السورية، وفي ظل غياب مراقبي الأمم المتحدة، وفق ما ذكر واحد من المفاوضين لسوريا على طول.

ووافق المسؤولون في الوعر، غربي مدينة حمص على اتفاقية الهدنة التي اقترحها النظام في أواخر الشهر الماضي، بشرط أن يراقب مسؤولو الأمم المتحدة عملية إخلاء المقاتلين وعوائلهم من الحي.

وذكر متحدث باسم الأمم المتحدة لسوريا على طول، الخميس أنها تراقب عمليات الإخلاء بناءً فقط على طلب من جميع الأطراف. وفي حالة الوعر، قال المسؤولون المعارضون أنهم طلبوا مراقبي الأمم المتحدة عدة مرات.

وبين متحدث باسم مكتب الأمين العام، لسوريا على طول، “أننا نكون فقط ضمن عمليات الإخلاء بناءً على طلب من جميع الأطراف، وبالتوافق مع الميثاق الإنساني ومعايير الحماية الدولية”.

وفي يوم الإثنين، وصلت الباصات التي تشرف عليها الحكومة إلى الوعر لنقل أكثر من 1000شخص من أهالي الوعر، من بينهم من 300- 400 مقاتل ثوري ومئات المرضى والمصابين المدنيين إلى محافظة إدلب، الخاضعة لسيطرة الثوار.

وفي المجمل، فإن عدد مقاتلي الثوار في الوعر يقارب 5000، وفق ما قال أحد أهالي الوعر.

أهالي الوعر وهم يودعون الأصدقاء والجيران قبل رحيلهم إلى ريف حمص الشمالي، في يوم الخميس. حقوق نشر الصورة لجلال التلاوي.

ولكن قبل ساعات فقط من عملية الإخلاء المخططة، أخبر ممثل عن المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسورية ستيفان ديمستورا فريق المفاوضين في الوعر أن الأمم المتحدة لن تساهم في إجراءات الإخلاء، وفق ما ذكره مفاوض لسوريا على طول.

ورفض مسؤول أممي آخر من مكتب المبعوث تأكيد  تفاصيل محادثاتهم مع مفاوضي المعارضة.

وحين سئل عن رأيه عن سبب رفض الأمم المتحدة المشاركة في عملية الإخلاء في الوعر، ارتأى أحد المسؤولين المعارضين أن الإشراف على إجبار السوريين وهم يُسيرون حشوداً بعيداً عن منازلهم قد لا تبدو “بصرياً” بصورة لائقة للمنظمة الدولية.

و”يبدو أن الأمم المتحدة تعي المشهد البصري الذي توحيه في مشاركتها بإبعاد السوريين (عن منازلهم) ولذلك رفضت المشاركة في عمليات الإخلاء” وفق ما قال وليد فراس، مفاوض معارض والمسؤول عن العلاقات الخارجية للحي، لسوريا على طول، الخميس.

وفي بيان نشرته وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”، الخميس، وصف طلال البرازي قرار الأمم المتحدة بعدم مشاركتها في عمليات الإخلاء بـ”غير البناء والمحير”. ولم يؤكد متحدث الأمم المتحدة فيما إذا طلب النظام حضور المراقبين أم لا.

انعدام الثقة

رفض سكان الوعر البدء في رحلتهم الطويلة إلى محافظة إدلب، دون وجود الأمم المتحدة، يوم الاثنين، قائلين أنه “ليس لديهم ثقة” بالحكومة السورية لضمان وصولهم الآمن.

ووفقا لما قاله مفاوض المعارضة الثاني، لسوريا على طول، الخميس “في هذه المرحلة، شعر مسؤولو النظام بالإحباط، وأصروا على الإخلاء، وهددوا بقصف الحي وإغلاق كافة طرق الدخول والخروج منه”.

وقال مراسل الصوت السوري، يعرب الدالي، لسوريا على طول، يوم الثلاثاء، أن قوات النظام أغلقت لفترة وجيزة نقاط التفتيش في الوعر، وسقطت قذيفتي هاون على الحي، لكن دون وقوع إصابات.  

من جهتهم، قال المفاوض أنهم قبلوا باتفاقية الإخلاء، بعد تهديدات النظام  بـ”التصعيد العسكري”، حيث سيغادر الثوار وعائلاتهم الحي، ويتجهون إلى مناطق المعارضة في ريف حمص الشمالي، والمحاصرة من قبل النظام والميليشيات المتحالفة معه بما في فيها حزب الله اللبناني، حالها كحال الوعر. ولكن دون وجود مراقبين من الأمم المتحدة.

وقال مفاوض، رفض الكشف عن اسمه، أن أكثر من ثلثي سكان الحي “رفضوا الذهاب إلى شمال حمص، بعد أن طلب منا المغادرة لإدلب قبل عدة أيام “.

وتضاربت آراء العديد من أهالي الوعر ممن تحدثوا مع سوريا على طول، حول قرار الأمم المتحدة بعدم المشاركة في إخلاء يوم الخميس؛ فبينما رحب البعض بقرار الأمم المتحدة بعدم المشاركة في ما يسمى بـ”مشروع التغيير الديموغرافي” من قبل النظام ، قال البعض الآخر أنهم توقعوا إشراف الأمم المتحدة بحيث يكون هناك “طريقة آمنة” لمغادرة المنطقة المحاصرة.

وقال أبو سليم مراد، وهو متقاعد يبلغ من العمر 50 عاما، يعاني من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم، لسوريا على طول، “عائلتي في تركيا، وأردت أن أذهب إلى إدلب حتى التقي بهم، ويتمكنوا من الاعتناء بي”.

وتجمع أولئك الذين قبلوا بالمغادرة إلى شمال حمص، ومن بينهم 120 من الثوار وأسرهم، قبل ظهر يوم الخميس، حيث نقلتهم ثماني حافلات للنظام، في رحلة دامت 15 دقيقة، إلى الدار الكبيرة وهي بلدة ريفية تقع شمال حمص.

وقال نضال، وهو واحد من الثوار الذين وصلوا إلى الدار الكبيرة، ولم يحمل معه سوى حقيبة شخصية وبندقيته الآلية AK-47 “كانت معظم الأسر تخشى المغادرة، كنا نريد من الأمم المتحدة أن ترسل مراقبين للإشراف على الإخلاء لأن النظام غير جدير بالثقة”، مضيفا “لكن الامم المتحدة تخلت عنا”.

 

شارك هذا المقال