3 دقائق قراءة

الأمم المتحدة تسارع بالتطعيم ضد شلل الأطفال في سوريا

كانون الأول/ديسمبر 4، 2013 إليزابيث باركر ماجير وعبدالرحمن المصري أعلنت […]


4 ديسمبر 2013

كانون الأول/ديسمبر 4، 2013

إليزابيث باركر ماجير وعبدالرحمن المصري

أعلنت الأمم المتحدة يوم الأثنين أنها نقلت جواً 538,000 لقاح ضد شلل الأطفال من دمشق إلى المكتب الميداني للهئية العالمية في شمال شرق مدينة الحسكة يوم الخميس في محاولة منها لتحصين الأطفال في مناطق سيطرة الثوار الذين حرموا من الوصول للرعاية الطبية منذ بداية الحرب.

تمت النقلة الجوية بعد يومين من إعلان منظمة الصحة العالمية أن عدد حالات الإصابة إرتفع إلى 17، مؤكدة حالتين بين الأطفال تحت سن الثانية في حلب وضواحي دمشق. في تشرين الأول/ أكتوبر، أكدت منظمة الصحة العالمية 15 حالة في شرق محافظة دير الزور.

“حتى تكون الحملة ضد شلل الأطفال فعالة، يجب تطعيم ما يقارب 90% من السكان للقضاء على المرض،” قال بيتر كيسلر، المتحدث بأسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في عمان، مضيفاً أن محتويات النقلة الجوية ليوم الخميس، تتضمن معدات ومساعدات طبية، سيتم توزيعها براً في محافظة الحسكة وجنوب دير الزور.

يمكن لشلل الأطفال أن يشل طفل صغير في غضون ساعات قليلة، والذي لم يكن متواجد في سوريا منذ 1999. حيث ظهر المرض مجدداً عندما إنخفضت معدلات التحصين لتحت 70% للأطفال تحت سن الثانية منذ بداية الصراع الذي مازال منذ 32 شهر.

فقط واحد من كل 200 طفل يحمل شلل الأطفال يظهر عليه أعارض الإصابة، مما يجعل هذا المرض صعب إحتواءه متى ما أنتشر في منطقة.

UNHCR polio vaccine

طفل يحصل على لقاح في مخيم الزعتري، الأردن. حقوق نشر الصورة لـ UNHCR.

“عندما نجد حالة واحدة، يكون الحصان خرج من الحظيرة، إذا جاز التعبير. علينا حينها أن نفترض أن الإنتشار واسع النطاق،” أوليفر روزنباور، المتحدث بأسم قسم محاربة شلل الأطفال في منظمة الصحة العالمية، قال لسوريا على طول.

مع أكثر من 2.2 مليون لاجئ سوري متوزعين في جميع أنحاء المنطقة، يقول روزنباور، “هذه مشكلة للشرق الأوسط حقاً.”

يوم السبت، دعا الائتلاف الوطني السوري المجتمع الدولي للضغط على الحكومة السورية لرفع الحصار، مضيفاً أن المعارضة في المنفى قد فتحت بالفعل عيادات تطعيم متنقلة في المدن السورية من دير الزور، إدلب، حلب، وحماة.

قام السوريون من جهتهم كل ما يمكنهم القيام به لإنجاح خطة العمل، والكرة الآن في ملعب المجتمع الدولي،” قالت سهير الأتاسي، نائبة رئيس الائتلاف الوطني السوري. لكن في بعض المناطق مثل ريف دمشق، حيث تم توثيق حالة واحدة من شلل الأطفال، والحصار الذي تفرضه الحكومة منذ أشهر طويلة تعيق وصول المساعدات الإنسانية.

“نحن في الغوطة الشرقية لسنا مدرجين في حملة اللقاح،” قال ماجد أبو على، طبيب يعمل في المكتب الطبي الموحد في الغوطة الشرقية في ريف دمشق.

“نحن نحاول أن نستخدم اللقاحات الباقية في عياداتنا في الغوطة الشرقية من قبل الحصار، وما نحصل عليه عن طريق التهريب،” قال أبو علي.

إنتشرت مخاوف إنتشار الوباء، فزادت منظمة الصحة العالمية واليونيسيف في تشرين الثاني/ نوفمبر جهودها لتطعيم 22,000,000 طفل داخل سوريا، وخارجها في الأردن ولبنان وتركيا والعراق من غير السوريين أيضاً.

مع عدم تواجد علاج، “الهدف الرئيسي الآن هو تطعيم أكبر عدد ممكن من الأطفال، في محاولة لمكافحة المرض من الإصابة في البداية،” قال روزنباور من منظمة الصحة العالمية.

الأمم المتحدة، تعمل فقط في الدول ذات السيادة الذاتية، من غير المرجح أن تنسق مع الائتلاف الوطني السوري أو جماعات الثوار في سوريا لكن أصرت أن حكومة الأسد عليها أن تسمح للمنظمات الإنسانية بالوصول بشكل أكبر. في تشرين الثاني/ نوفمبر، يظهر أن الحكومة السورية بدأت بتطبيق هذه المطالب، وتعهدت بتطعيم جميع أطفال سوريا.

“في أي بلد تتواجد بها، يحب أن يكون لديك موافقة من السلطات، خاصة عندما يتعلق الموضوع بالرعاية الصحية، حتى تدخل المساعدات،” قال كيسلر من اليونيسيف، ومضيفاً أن اليونيسيف عليها الترتيب مع وزارة الصحة السورية والعمل بشكل وثيق مع الهلال الأحمر العربي السوري.

لكن المنظمات الإنسانية ما زالت تواجه تحديات. “بعض المناطق تحصل على مساعدات أكثر لسبب بسيط إن الوصول إليها أسهل. أحياناً يمر طواقمنا بأكثر من 50 نقطة تفتيش ليصلوا إلى هدفهم، ويتعرضون لمضايقات في أثناء محاولتهم لتوصيل المساعدات،” قالت جوليت توما، ممثلة صندوق الأطفال في الأمم المتحدة اليونيسيف في عمان، الأردن.

“يبدو أن هناك إلتزام قوي بأن هذا الأمر يجب أن يتم، لأن الجميع يعرف أن الموضوع لن يبقى في دير الزور،” قال روزنباور.

“لقد انتشر في حلب، وانتشر في دمشق، والحل الوحيد هو تطعيم الأطفال بعض النظر على الحدود السياسية، هذا الشيء لن يتوقف، وسوف ينتشر.”

 

شارك هذا المقال