4 دقائق قراءة

الأمم المتحدة تصوت على مراقبة الإخلاء من شرقي حلب.. فهل سينتهي الكابوس؟

وافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالإجماع، يوم الإثنين، على […]


20 ديسمبر 2016

وافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالإجماع، يوم الإثنين، على قرار نشر المراقبين الدوليين الذين سيشرفون على إجلاء ما يقدر بـ 35000 شخص من أحياء شرقي حلب الخاضعة لسيطرة الثوار إلى مناطق المعارضة القريبة.

وجاء التصويت مع إخلاء آلاف الأشخاص من شرقي حلب وبلدتين يحاصرهما الثوار في محافظة إدلب، كجزء من الاتفاقية التي توسطتها روسيا وتركيا في الأسبوع الماضي.

ويدعو القرار 2328 إلى “الإخلاء الآمن وفقاً للقانون الإنساني الدولي ومبادئه (…) والوصول الفوري وغير المشروط للمساعدات الإنسانية (…) حماية المنشآت الطبية والكادر الطبي”، وفق ما قال مندوب فرنسا الدائم لدى الأمم المتحدة، فرانسوا ديلاتر في مؤتمر صحفي، يوم الأحد، وذلك قبل التصويت بيوم واحد.

وصوّت جميع أعضاء مجلس الأمن، بما في ذلك روسيا، الحليف الصامد لسوريا، بالموافقة على القرار.

وسارع ممثل سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري إلى انتقاد هذه الخطوة في مؤتمر صحفي مباشرة بعد التصويت. “الغرض الحقيقي وراء هذه الجهود، حماية الإرهابيين وليس الشعب السوري خصوصاً بعد أن أصبحت الصورة واضحة بعد تحرير حلب من الجماعات الإرهابية”.

وفي إشارة إلى عمليات الإخلاء قال الجعفري “حلب ستكون نظيفة في هذا المساء”.

وحتى لحظة إعداد المادة، وصل أكثر من سبعين باصاً محملاً بالمدنيين والجرحى من أحياء شرقي حلب الخاضعة لسيطرة الثوار إلى حي الراشدين، جنوب غرب المدينة، وفق ما قالت مصادر ميدانية لسوريا على طول.

وجرت عملية الإخلاء في يوم الإثنين، رغم الاعتداء على الباصات في محافظة إدلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة، في اليوم السابق والذي هدد بحرفها عن مسارها وانهيارها.

أهالي شرقي حلب بانتظار إخلائهم، الإثنين. حقوق نشر الصورة لـ حلب اليوم

وغرد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الإثنين، أن نحو 4500شخص غادروا أحياء شرقي حلب، منذ الساعة 12صباحاً، في يوم الإثنين، ليصل بذلك العدد الكلي لأولئك الذين أخلوا حلب منذ الخميس الماضي إلى 12000.

وفيما إذا كانت الأرقام صحيحة فإن ما يقارب 35000 شخص ما زالوا في حلب الشرقية.

ومن بين أولئك الذين غادروا شرقي حلب، الإثنين، بانا العبد، طفلة في السابعة من العمر، والتي لفتت الانتباه بتغريداتها عن الوضع في شرقي حلب، في الأسابيع الأخيرة. وغادر أيضاً 50 يتيماً وكانوا في دار رعاية دار الأيتام الوحيدة بحلب الشرقية، بحسب ناشطين.

وفي إخلاء موازي، خرج 500 شخصاً من بلدتي الفوعة وكفريا ذواتي الغالبية الشيعية في إدلب، إلى مناطق سيطرة النظام في مدينة حلب، اليوم الإثنين.

ووفقاً لشبكة أخبار الفوعة وكفريا المحاصرتين، صفحة  إخبارية على الفيسبوك، فإن الدفعة الأولى التي خرجت كانت من “الأطفال والنساء، والمرضى والمصابين”.

وأكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أنه تم تأجيل عملية الإجلاء “لأكثر من عشر ساعات لأن المنظمات الإرهابية التكفيرية استهدفت يوم الأحد عدة حافلات”.

وقالت مصادر في إدلب لسوريا على طول، يوم أمس الأحد، أن الحافلات التي أرسلت لإجلاء أهالي الفوعة وكفريا تعرضت لهجوم من قبل مسلحين أحرقوا الحافلات، وسط أنباء متضاربة حول هوية المسلحين.

وقال أحمد شيخو المتحدث باسم الدفاع المدني في إدلب لسوريا على طول، أن حركة أحرار الشام الإسلامية وفصائل الحيش السوري الحر في إدلب “رافقت الحافلات” التي كانت تنقل مواطنين شيعة أثناء مغادرتهم المدن المحاصرة الموالية للنظام. مضيفاً أن المرافقة كانت “من أجل حماية القافلة حتى تصل حلب”. 

“الناس يريدون أن ينتهي هذا الكابوس”. 

وأدى تأجيل الإجلاء لمدة عشر ساعات جراء الهجوم على الحافلات يوم الأحد قرب كفريا والفوعة إلى إطالة معاناة أهالي شرق حلب الذين انتظروا الإجلاء من المدينة لأيام في ظروف جوية قاسية. 

وقال منصور “الناس مرهقون نفسياً ومحبطون (…) تخيل النوم على الرصيف لمدة أربعة أيام في هذا البرد القارس بانتظار وصول الحافلات” وأضاف “الناس يريدون أن ينتهي هذا الكابوس”. 

وانخفضت درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الأيام الأخيرة. وتظهر الصور التي نشرت من داخل شرق حلب يوم الأحد الأهالي يختبؤن في المباني المنهارة في ظروف أقرب للعصور القديمة ملتفين حول النيران للتدفئة. كانوا ينتظرون المغادرة. 

وقال منصور “الناس كانوا يخشون أن لا يتمكنوا من الالتحاق بالحافلات بعد وصولها”.

أول دفعة من الأهالي تغادر كفريا والفوعة صبيحة يوم الإثنين. تصوير شبكة أخبار الفوعة وكفريا المحاصرتين

وعندما صعد منصور ووالداه الحافلة، الساعة الواحدة بعد ظهر يوم الأحد قال منصور لسوريا على طول “تنفست الصعداء (….) كان هناك حشود من الأهالي، يريدون استقلال الحافلة بأي شكل”.

وبعد الهجوم على الحافلات في الفوعة وكفريا، تم تأجيل موعد خروج منصور ووالداه وبقية الأهالي في القافلة المكونة من خمس حافلات حتى يوم الأحد، حيث بقيوا عالقين لمدة عشر ساعات، وفقا لما قاله منصور.

وقال منصور “كان الناس خائفين من انتقام النظام بعد الهجوم على الحافلات في إدلب”. وبعد “عشر ساعات من الخوف”، غادرت الحافلات بعد منتصف الليل – وبعد مسير عشرين ساعة – وصل منصور إلى الأتارب، الخاضعة لسيطرة الثوار في حلب، في التاسعة صباح يوم الإثنين.

وقال محمد الحلبي، ناشط خرج من شرق حلب إلى مناطق سيطرة المعارضة في الريف الجنوبي الغربي، لسوريا على طول الإثنين، بعد تعثر مغادرة أول حافلة يوم الأحد، كان خروج الدفعة الثانية، يوم الإثنين، “سريعاً وسهلاً”.

شارك هذا المقال