5 دقائق قراءة

الأهالي في عفرين بعد التصعيد التركي: “سوريا لا ينقصها جبهات قتال جديدة”

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في اجتماع له عقد […]


18 يناير 2018

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في اجتماع له عقد في أنقرة، في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن العملية العسكرية ضد وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين “يمكن أن تبدأ في أي وقت”، وفقاُ لما ذكرته وسائل الإعلامالتركية يوم الإثنين.

وجاءت تصريحات أردوغان بعد أسابيع من القصف المتقطع بين وحدات حماية الشعب والقوات التركية على مشارف عفرين الواقعة في محافظة حلب شمال سوريا، وتحديداً على القوات التركية المتمركزة شمال مراكز المراقبة التي أقامتها تركيا كجزء من اتفاقية وقف التصعيد بوساطة تركية وروسية وإيرانية والتي أبرمت في شهر آيار الماضي.

وتعتبر عفرين كانتوناً منعزلاً تحكمه الإدارة الذاتية ومحاطاً بفصائل معادية للأسد، وفي السنوات الأخيرة لجأ إليه النازحون السوريون من مختلف المناطق المجاورة بسبب العنف، وأقاموا في عفرين كونها آمنة نسبياً.

ولكن وجود وحدات حماية الشعب على الحدود الجنوبية التركية مع سوريا يقلق أنقرة التي خاضت صراعاً داخلياً مميتاً على مدى عقود مع حزب العمال الكردستاني، المصنف كمنظمة إرهابية دولياً.

وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب، الكيان السوري التابع لحزب العمال الكردستاني، لهذا يشكل الدعم الأمريكي المستمر للقوات الكردية مثل وحدات حماية الشعب في معركته ضد تنظيم الدولة في سوريا، ضغطاً كبيراً على العلاقات الأمريكية التركية.

 وتشكل وحدات حماية الشعب المكون الرئيسي لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، وهي قوة مقاتلة ذات أغلبية كردية تقاتل تنظيم الدولة في الصحراء الشرقية من سوريا.

وصرح متحدث باسم التحالف الذي تدعمه الولايات المتحدة ضد داعش يوم الأربعاء، لوكالة الأنباء التركية أن كانتون عفرين خارج نطاق عملياتها، وأنها لا تدعم سوى القوات النشطة في المعركة ضد داعش.

وتحدثت سوريا على طول يوم الأربعاء مع ثلاثة من سكان عفرين، صحفي وطالب وأستاذ جامعي، والذين أكدوا عزمهم على البقاء في منازلهم حتى لو اندلع نزاع مباشر مع تركيا.

جنود مع قوات الحماية الذاتية التابعة لعفرين، الصورة من صفحة هيئة الدفاع في عفرين.

رابرين عمر (اسم مستعار)، أستاذة في كلية الآداب بجامعة عفرين

ما رأيك بالتهديدات التركية، وهل تختلف هذه المرة عن سابقاتها؟

التهديدات التركية مستمرة منذ بداية الأزمة السورية على مناطق الشمال السوري، فهي تسعى دائماً لضرب المكتسبات والانتصارات التي حُققت في هذه الفترة في الداخل السوري على يد قوات سوريا الديمقراطية، وهذه التهديدات لا تختلف عن سابقاتها بتحقيق حلم أردوغان في استعادة الإمبراطورية العثمانية القديمة لكي يصبح بطلاً أسطوريا في نظر حكومته.

هل تعتقدين أن الولايات المتحدة سوف تتخلى عن وحدات حماية الشعب في عفرين؟

لا تزال الولايات المتحدة تشارك في معارك منبج والرقة على الرغم من الضغوط الروسية والتركية، ولا أعتقد بأنها ستتخلى عن حليفتها قوات سوريا الديمقراطية والتي تشكل وحدات حماية الشعب عمودها الفقري، وستقدم لها الدعم بشكل أو بآخر.

ماهي رسالتك للولايات المتحدة أو المجتمع الدولي؟

نتمنى من الجهات الدولية المعنية بالأزمة السورية أن تتدخل وتضغط على تركيا لعدم جر المنطقة الى  حرب جديدة لا أحد يعرف عواقبها، فسوريا عموماً لا ينقصها جبهات قتال جديدة، كما أن منطقة عفرين كانت الوجهة الوحيدة الآمنة في الشمال السوري للمدنيين الفارين من المعارك في حلب والمناطق المجاورة، وهي الآن تعج بالمدنيين من كل المكونات السورية.

هل تخططون لمغادرة عفرين إذا بدأ القتال؟

لا أعتقد أنني سأغادر عفرين  حتى لو فتحوا لنا ممرات آمنة للفرار، ولكن سوف نأخذ احتياطاتنا ومستلزماتنا ونتوجه إلى الملاجئ، مواجهتهم أفضل من الفرار.

هل ستخرجين في مظاهرات الغد؟

طبعاً سأخرج وهذا أمر لا نقاش فيه، حتى لو اختلفنا مع الإدارة الذاتية ولكن لن نقف إلى جانب تركيا مهما بلغ الأمر.

(من المقرر أن تجري احتجاجات كبرى ضد التدخل العسكري التركي يوم الخميس، وفقاً لما ذكرته وسائل الإعلام الكردية المحلية).

آمد عفريني، صحفي مستقل من عفرين

ما رأيك بالتهديدات التركية، وهل تختلف هذه المرة عن سابقاتها؟

التهديد التركي للمناطق الكردية وعلى وجه الخصوص مقاطعة عفرين، يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار وأظن أن التهديدات التركية هذه المرة جادة أكثر من أي وقت مضى.

 عفرين محاصرة وقصفت وشهدت هجمات شبه يومية من تركيا وفصائلها المسلحة منذ بداية الأزمة السورية. ولهذا السبب، فإن أهالي عفرين وقواتهم مستعدون لأي هجوم محتمل.

برأيك هل من الممكن أن تتخلى أمريكا عن عفرين؟ بنفس الوقت الذي تدافع فيه عن مناطق كردية أخرى مثل كوباني ومناطق عربية مثل الرقة ومنبج؟

لا نستطيع التعويل على الدور الأميركي في مقاطعة عفرين، أميركا تلعب بمكيالين، أحياناً تدعم الورقة الكردية لإثارة حفيظة تركيا، وبعض الأحيان تغض الطرف عن بعض التصرفات التركية، ولكن بكل تأكيد المقاتلين الكرد لهم كلمتهم في مقاومة تركيا حتى لو خذلتنا أمريكا.

 وحتى الدور الروسي شبيه بالدور الأمريكي، ولكن الدور الروسي في مقاطعة عفرين خجول مقارنة بالدور الأمريكي الذي تفوق عليه قليلاً، وأنا كلي ثقة بقوات YPG وأهالي عفرين لن يبخلوا بأي شيء وسيقدمون كل ما عندهم دعماً للـ YPG وحدات حماية الشعب.

ماهي رسالتك للولايات المتحدة أو المجتمع الدولي؟

 رسالتي لأميركا ومجلس الأمن أن يكونوا لمرة واحدة مع إرادة الشعوب.

هل ستخرج في مظاهرات الغد؟

 حتماً سأشارك غداً بالمظاهرات، مهما بلغ الأمر لن نخرج من عفرين ولسنا خائفين.

شكري ابراهيم، طالب أدب كردي سنة ثالثة

ما رأيك بالتهديدات التركية، وهل تختلف هذه المرة عن سابقاتها؟

لا أدري لماذا تريد تركيا مهاجمة عفرين وهي منطقة آمنة ولا يوجد فيها أي عنصر إرهابي. الدولة التركية تريد خرق الأنظمة السياسية ومهاجمة قوات YPG وحدات حماية الشعب، وأقول أن PYG قادرة أن ترد على أي اعتداء خارجي إذا كان من تركيا أو من غيرها.

 نحن قادرون على المواجهة، نعم تركيا تحشد قواتها ولكننا لسنا خائفون من تركيا وتهديداتها ونحن قادرين على مواجهتها، وكما فشلت داعش في كوباني أمام قواتنا سيفشل الجيش التركي في عفرين.

برأيك هل من الممكن أن تتخلى أمريكا عن عفرين؟ بنفس الوقت التي تدافع هي عن مناطق كردية آخرى من كوباني ومناطق عربية مثل الرقة ومنبج؟

 أمريكا تساند الأكراد حتماً لمصالحها الشخصية، لذلك نحن لن نعتمد على أمريكا بشكل كلي لأننا قوة ريادية أثبتت جدارتها في مناطق روجافا وقوات قسد، كما أن وحدات حماية الشعب أثبتوا قوتهم في الحرب وتحرير أي منطقة.

ماهي رسالتك للولايات المتحدة أو المجتمع الدولي؟

رسالتي للعالم ولأميركا بالذات، أن عفرين منطقة آمنة وفيها السلام ونريد أن تحدد كل من أمريكا وروسيا موقفها السياسي.

هل ستخرج في مظاهرات الغد؟

نعم سأشارك في مظاهرات الغد، وستكون مظاهرات حاشدة برجالها ونسائها وكبارها وصغارها، وسنثبت أننا قادرون على حماية مدينتنا ومساندة قواتنا، ولن نخرج من عفرين ونتركها لتركيا لتخربها.

 ترجمة: بتول حجار

شارك هذا المقال