3 دقائق قراءة

الإدارة الذاتية تغلق عشرات المدارس الخاصة في مقاطعة الجزيرة لعدم التزامها بالمناهج الكردية

تسبب قرار اتخذته الإدارة الذاتية التي يقودها الأكراد، في محافظة […]


تسبب قرار اتخذته الإدارة الذاتية التي يقودها الأكراد، في محافظة الحسكة، شمال سوريا، في وقت سابق من هذا الأسبوع، بإغلاق عشرات المدارس التي يديرها القطاع الخاص والتي لا تدرس المناهج باللغة الكردية، حيث يقول عدد من الطلاب وأولياء الأمور أن هذه الخطوة تعطي الأولوية للسياسة على التعليم.

ويقيد المرسوم، الذي أُعلن عنه يوم الاثنين، أنشطة المدارس الصغيرة والخاصة (المراكز) في “مقاطعة الجزيرة”، وهي منطقة يسيطر عليها الأكراد تضم معظم أجزاء محافظة الحسكة.

وشكلت مجموعة من المراكز الخاصة، في السابق، منفذا للآباء غير الراغبين بإرسال أبنائهم للتعلم في المدارس التي يديرها الأكراد، حيث تم تدريس المناهج المقررة باللغة الكردية، حصرا، منذ عام 2015.

وأغلق مرسوم يوم الاثنين تلك المراكز، وأجبر معظم المدارس الخاصة على الإغلاق، وسيضطر الطلاب في مقاطعة الجزيرة على الالتحاق بالمدارس الحكومية، وتَعلُم المناهج الدراسية الكردية الرسمية.

وقالت متحدثة باسم المكتب الإعلامي لهيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية، طلبت عدم ذكر اسمها، لسوريا على طول، يوم الأربعاء، إن المقصود من الإغلاق هو حماية الطلاب من “الأثمان الباهظة” في المدارس الخاصة.

الطلاب والمعلمون يتظاهرون في القامشلي، يوم الأحد. تصوير: شبكة أخبار القامشلي المحلية والعسكرية.

ولكن بالنسبة لفاطمة الممدوح، معلمة سابقة في مدينة القامشلي، فإن المرسوم الجديد غير كاف لإقناعها بتسجيل طفليها في المدارس التي يديرها الأكراد. ودرست ممدوح اللغة العربية في مدرسة محلية يمولها النظام حتى عام 2015، عندما بدأت الإدارة الذاتية بفرض منهاجها الخاص باللغة الكردية. واضطُرت مدرستها للإغلاق، بعد أن رفضت الالتزام بالقوانين الجديدة.

وقالت ممدوح، التي استخدمت اسما وهميا، لمراسلة سوريا على طول، آلاء نصار “الكردية لغتي ولغة أجدادي أعتز بها، لكن أنا واقعية”.

وتشعر ممدوح بالقلق كون الشهادات التي ستمنح لأبنائها في المدارس التي يديرها الأكراد، لن يتم الاعتراف بها رسميا خارج الحكومة الكردية المحلية.

حيث قالت “لماذا أساعد في القضاء على مستقبل أولادي، جيل كامل سيدمر ويكون مصيرهم الشوارع إن لم تتدارك الإدارة ذلك وتطوي قراراتها وتفصلها عن السياسة”.

كمعلمة كردية، كيف ترين تلك السياسات؟ وهل أنت مع إغلاق المعاهد الخاصة ولماذا؟

أنا كمعلمة كردية، أرى أن هذه السياسة خاطئة، ولن تنجح، وأنه لا أساس لغوي للطالب الكردي، ليدرس المنهاج بلغةٍ لايفقه غالبية مصطلحاتها، والكادر التدريسي الذي أوكل بالمهمة، ينقصه الكثير من الكفاءة في هذا السياق، وأنا “كأم هنا” أرفض وأستنكر إغلاق المعاهد الخاصة، التي لجأنا إليها، لأن هذا سيؤدي بمستقبل أطفالنا للعدم.

هل تنوين إعادة أطفالك إلى المدارس الكردية إن لم يحدث أي تغيير في القرارات؟

لا أنوي إعادة أطفالي للمدارس الكردية، ليس رفضا مني لذلك، بل على العكس، الكردية لغتي ولغة أجدادي أعتز بها، لكن أنا واقعية، فاللغة والشهادة الكردية، غير معترف بها لا محليا ولا دوليا، فلماذا أساعد في القضاء على مستقبل أولادي، جيل كامل سيدمر ويكون مصيرهم الشوارع إن لم تتدارك الإدارة ذلك وتطوي قراراتها وتفصلها عن السياسة.

أخبرتِني بأنك معلمة، أين تعملين الآن وهل ما زلت في وظيفتك؟

كنت أعمل في مديرية التربية التابعة لمحافظة الحسكة، إلى أن قامت الإدارة الذاتية بتعميم القرار الذي فرضت من خلاله تدريس المنهاج الكردي بشكل رسمي، وأنها ستغلق أي مدرسة حكومية كانت أو خاصة لا تنفذ القرار، فالمدرسة التي كنت أدرّس فيها، شملها الإغلاق لعدم التزامها بالقرار، فأصبحت الآن معلمة بالاسم فقط، أذهب مرة أو مرتين في الشهر للمدرسة التي كنت أعمل فيها، لأثبت وجودي بالتوقيع فقط، أنا وباقي زملائي وزميلاتي، خوفا من أن يتخذ بحقنا قرار فصل، ومن أجل أن لا يُقطع راتبي الشهري، الذي يعيلني وأسرتي، أما بالنسبة لأطفالي، فقد تعهدت أنا بتدريسهم بعد أن تم إغلاق المعاهد الخاصة التي كنت قد سجلتهم فيها، ومن قبلها المدرسة الخاصة التي سحبت رخصتها وأغلقت لعدم تطبيق المنهاج الكردي فيها.

هل خرجت في الاعتصام الذي خرج يوم الأحد في المدينة؟ وما الذي حدث آنذاك؟

انضممت للاعتصام الذي نظمه الطلبة وأولياء الأمور، ممن رفضوا القرار كنا نأمل بأن يستجاب لمطالبنا في ظل القرارات الأخيرة التي فرضتها الإدارة الذاتية، وسياسة الفصل بين السياسة والتعليم، إلا أن ميليشيا PYD فضت الاعتصام بإطلاق الرصاص، وقامت باعتقال عدد كبير من الطلاب المشاركين، وفر البعض الآخر.

هل صحيح أن العرب يدرسون اللغة العربية والآرامية إلى جانب الكردية في المدارس الخاضعة للإدارة الذاتية؟

فيما يتعلق بالآرامية، فإنه عادة ما تدرس مرة أو مرتين في الأسبوع للطلاب المسيحيين، وخاصة في المدارس الخاصة التي يكون كادرها الإداري من المسيحيين. أما المسلمين العرب، فهم لا يتعلمون الآرامية. وبالنسبة للعربية، فإن العرب – المسيحيين والمسلمين – لا يتعلمون اللغة العربية في المدارس التابعة للإدارة الذاتية.

ترجمة: سما محمد.

شارك هذا المقال