3 دقائق قراءة

الانتظار في الزعتري: “لقد تعبنا من الزعتري. هذا ما أريده، أن أعود إلى منزلي”

تشرين الأول/ أكتوبر 6، 2013 دلال عباسي ربة منزل وأم […]


6 أكتوبر 2013

تشرين الأول/ أكتوبر 6، 2013

دلال عباسي ربة منزل وأم لثمانية أطفال، كما أنها ترعى أيضا طفلين اثنين لاخت زوجها التي قتلت العام الماضي في قصف على قريتهم.

كحال 90 بالمئة من سكان مخيم الزعتري، فإن عائلة العباسي من محافظة درعا، تحديداً، من قرية اسمها سهم الجولان، هربوا إلى الأردن بعد قصف منزلهم من قبل جيش نظام الأسد.

وصلت العائلة الى الزعتري في كانون الثاني من هذا العام. بقي زوج دلال عباسي، المسؤول عن مراقبة نظام المياه في قريتهم، في سوريا بالرغم من أن دلال تقول إن القرية تتعرض للقصف العشوائي بالهاون. بقي زوجها في منزل أخيه لأن منزل العائلة دمر بالقصف، لكنه ينام في الملجئ كل ليلة لتجنب قصف.

اليوم، تقريباً عشرة من عائلة العباسي، يعيشون في “هنغار” مساحته 240 متر مربع بالقرب من الطريق الدائري الذي يحيط بالزعتري. تجولت دلال مع كرستن غلسبي في المنطقة وتم إجراء هذا اللقاء أثناء اعداد دلال لأكلة المحشي السورية.

س. لماذا تركت القرية؟

“لم يكن هناك قتال في ذلك الوقت، كنا نائمين في منزلنا عندما استيقظنا على صوت قنابل تتساقط على منزلنا وتسببت بدمار سقف المنزل على رؤوسنا. قتل أطفال شقيق زوجي جميعاً ودمر منزلنا. هرعت مع أطفالي للملجئ ، بقينا هناك تقريباً خمس أيام.

أردت الهرب مع اطفالي ليكونوا في أمان. لقد جئت إلى الأردن رغماً عني. أصر زوجي من أجل الأطفال. لقد شاهد أطفال شقيقه يقتلون أمام عينه، اضطررت للقدوم لمخيم الزعتري، كان الوضع سيئاً جداً عندما وصلنا، كنا متضايقين جداً ولكننا بدأنا بالتعود على الوضع.

كانت حياتنا مرعبة، كنا خائفين ولا يمكننا العيش هكذا. يقي زوجي ووالده وإخوتي. حياتنا صعبة جداً. ليس عندنا إلا القليل. احتاج للعمل لإعالة بناتي، علي يتوجب علي توفير الطعام ست بنات، كما يتوجب علي مراجعة الطبيب لعلاج ساق ابني المصابة بطلق ناري.

(محمود، ابن دلال، 21 عاماً)

كنت مع الجيش النظامي، وانشققت عنه والتحقت بالجيش الحر في تشرين الأول الماضي.

مخيم الزعتري (عبدالرحمن المصري/ سوريا على طول)

مخيم الزعتري، الأردن (عبدالرحمن المصري/ سوريا على طول)

س. لماذا التحقت بلجيش الحر؟

رأيت الكثير من الأخطاء وقتل الناس بدون سبب. قال لي ضميري إنه يتوجب علي فعل شئ. تأثر كثيرون بهذه الحرب، أقربائي، أصدقائي. نحن نهتم ببعضنا، المسلمون أخوة. ليس من الصحيح أن يرى الأخ أخاه يقتل ويبقى متفرجاً.

س. أخبرنا المزيد عن ما رأيت وم السبب وراء انضمامك للثوار؟

رأيت، ظلم في البداية. تدخل قوات النظام لبيوت أناس آمنين، تقتل، تسرق، تنهب بدون سبب الأمر الذي يدفع الناس للقتل. انضم هذا شيء يدفع لقتالهم.

انضم جميع أصدقائي إلى الجيش الحر لنفس السبب، ليدافعوا عن شرفهم. على الناس أن يدافعوا عن شرفهم، كرامتهم وعائلتهم.

(لمى، ابنة دلال، 13 عاماً)

لم تعد تذهب للمدرسة لكونها بعيدة جداً عن مكان المخيم.

دلال: أخاف على بناتي فالمدرسة بعيدة جداً. نحن نقضي يومنا في المنزل، وتذهب البنات للمسجد لسماع دروس القرأن.

لمى: عندما جئنا الى الزعتري، ذهبنا مع أبي إلى المدرسة، ثم توقفنا عن الذهاب. نحن الآن نمضي وقتنا في المنزل.

س. كيف هي الحياة في المخيم؟

ليست جيدة. بلدتنا أحسن من هنا. هناك نذهب إلى المدرسة، نذهب الى أماكن اخرى، نخرج من البيت ونلعب مع أصدقائنا. هنا ليس عندنا أصدقاء. هناك أفضل، لدينا أقارب، لايوجد هنا إلا القليل منهم؟

دلال: أخاف على بناتي. لو كانت المدرسة قريبة، كنت سأرسلهم، لكنها بعيدة وأنا أخشى عليهن، لا نشعر بالأمان هنا.

سمعت أن (فاقد الشرعية) بشار الأسد ذاهب. سيدمر الله النظام وسنعود إلى منزلنا.

نحتاج المساعدة من دول أخرى. نحن نحتاج للمساعدة، نريد قصف جوي من أمريكا بأسرع وقت ممكن. نريد أن نعود الى بيتنا، لقد تعبنا من الزعتري. هذا ما أريده، أن أعود إلى منزلي، أريد أن أعود إلى منزلي حتى لو استمرت الحرب، لم أعد أستطيع التحمل أكثر.

محمود: لا يوجد قتل هنا، لكن لا يوجد أمن أيضا. لا أستطيع مغادرة المخيم للذهاب الى المستشفى لأن أوراقي الثبوتية الشخصية أخذت مني من قبل السلطات الأردنية بعد وصولي إلى الأردن. لانعرف ماذا سنفعل. انا أدعم الضربة الامريكية لأن النظام يستخدم أسلحة محرمة دولياً … انظري ماذا فعل في الغوطة الشرقية.

نحن نؤيد الضربة الأمريكية بشكل تام. لا لتدمير دولتنا بل لأننا بحاجة إلى الراحة لقد تعبنا. نريد لسوريا أن تتحرر ومن ثم العودة، بعد ذلك نفكر بالمستقبل. هذا هو الأمر المهم، سوريا هي مستقبلنا.

 تابعونا على صفحة الفيس بوك و التويتر

شارك هذا المقال